مخرج «اغتيال فرعون»: الإيرانيون حذفوا مشاهد الندم لقتلة الرئيس السادات

«المحور» المصرية أعادت عرض مقاطع منه.. و«الجزيرة» تجري تحقيقا

TT

بِلغة عربية وبترجمة فارسية مكتوبة على الشاشة، أعادت قناة المحور المصرية الخاصة الليلة قبل الماضية، وللمرة الثانية في غضون نحو أسبوعين، عرض مقتطفات من الفيلم المثير للجدل بين القاهرة وطهران «إعدام فرعون» الذي يمجد واقعة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، ما تسبب في توتر العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة أصلاً منذ عام 1979. وتجدد كثير من اللغط حول الفيلم، بعد أن تم الكشف عن أن منتجه الأصلي هو قناة الجزيرة القطرية، ومخرجه هو المخرج المصري تامر محسن، ومدة عرضه تبلغ ساعتين وأن جماعة إيرانية متشددة حصلت على نسخة منه وأعادت إنتاجه بطريقة منحازة ضد الرئيس المصري السابق وتم حذف مشاهد الندم لقتلة الرئيس الراحل وإضافة تمجيد لقاتله خالد الإسلامبولي، وأن مدة عرضه تبلغ نحو نصف الساعة. وبينما عرض برنامج «90 دقيقة» بقناة المحور لقطات من الفيلم، قال مدير البرامج في قناة الجزيرة، عارف حجاوي، إن تحقيقا يجري حول الفيلم الإيراني، وعلاقته بالفيلم الذي أنتجته قناته في عام 2003، وأن قناة الجزيرة ربما لا تكون هي المقصود بالإساءة، و«لكنه (الفيلم الإيراني) أساء لنا»، مشيراً في تصريحات له حول الإهداء إلى «روح الشهيد خالد الإسلامبولي»، قاتل السادات، الذي ورد على التتر (المقدمة) في بداية الفيلم الإيراني، إنه (الإهداء) لم يكن موجوداً في الفيلم الأصلي الذي أنتجته قناته، وأضاف: «قلنا في الفيلم الأصلي إن عملية اغتيال السادات هي عملية سياسية، وعالجناها بالرأي والرأي الآخر، و(كذلك) آراء عدد من الذين كانوا مشاركين في اغتيال الرئيس السادات، وقالوا (في الفيلم الأصلي) إنهم (الجماعة الإسلامية) تراجعوا عن رأيهم وأصدروا بعض الكتب وعرضنا صوراً لهذه الكتب، وكان لدينا التوازن الكافي في الفيلم».

وعن اتهام مسؤولين بمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، لقناة الجزيرة بأنها هي المنتجة للفيلم، قال «حجاوي» إن «ما سمعتُه ليس اتهاماً، ولكنه (الإقرار من الإيرانيين بأن الفيلم يعود للجزيرة أصلاً قبل تحريفه) أعاد بعض الحق إلى أصحابه». وأضاف: «لكن (مكتب رعاية المصالح) لم يشر إلى أن ما سُلب منا قد شُوِّهَ قبل أن يُسلب.. السارق الذي ارتكب هذه الجريمة الإعلامية هو فقط قال لا تقربوا الصلاة. هناك حقوق مالية تمت سرقتها».

وقال تامر محسن مخرج الفيلم الأصلي الذي أخرجه لصالح قناة الجزيرة قبل نحو خمس سنوات، إنه حين شاهد الفيلم الإيراني شعر أن الغالبية العظمى من اللقطات الواردة فيه مأخوذة عن فيلمه، لكن تم استخدامها في فيلم خرج بمضمون لا يعبر عما أخرجه هو، مشيرا إلى أن الفيلم الإيراني أضيفت إليه لقطات لم تكن موجودة في فيلمه، وإنما صُوِّرتْ في إيران لصور خالد الإسلامبولي (قاتل السادات)، وصور الشارع الذي يحمل اسمه (في طهران)، وحُذف منه عدد كبير من اللقطات الواردة في الفيلم الأصلي الذي يستغرق عرضه نحو ساعتين.

وأضاف محسن: لم ترد في الفيلم الأصلي أوصاف بحق السادات مثل خائن أو عميل، ولم ترد فيه أي تحية لخالد الإسلامبولي، موضحا أن أحد المشاهد التي تم حذفها من بداية الفيلم الاصلي، وتستغرق مدتها نحو 5 دقائق، تدور حول المراجعات التي قامت بها الجماعة الإسلامية بمصر، وكذلك كان بها قول صريح لـ«كرم زهدي (القيادي بالجماعة الإسلامية)»، من داخل سجنه، بأنه اعترف بأن السادات مات شهيداً في قتال فتنة، وأن الجماعة أخطأت في قتله، وأن الزمن لو عاد ما اشتركوا في قتله. وكان مسؤولون بمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، قد قالوا إن التحقيقات التي أجرتها وزارة الثقافة الإيرانية، توصلت إلي أن فيلم «إعدام فرعون» أعادت إنتاجه جمعية ايرانية، وهو فيلم وثائقي كانت أنتجته قناة الجزيرة القطرية باسم اغتيال السادات، وعرضته على شاشتها عدة مرات، وليس من إنتاج إيران.. «الجمهورية الإسلامية أكدت للخارجية المصرية والأزهر بأن السلطات الإيرانية لم تعطه (الفيلم) تصريحاً وتعتبره غير قانوني، ولا تفهم سبب الغضب المصري الكبير من فيلم غير ذي شأن كهذا، وغير مسموح بعرضه في تلفزيون إيران ولا في دور العرض العامة». وترى مصر أن دولة مثل إيران لم تكن لتسمح بإنتاج فيلم يسيء لرئيسها السابق، ما لم يكن يحظى بدعم من السلطة هناك، وهو ما انعكس في تصريحات لمسؤولين مصريين رسميين ودينيين، منذ الإعلان عن عرض الفيلم الإيراني بطهران قبل نحو شهرين.