مازن أصبحي يستقيل من منصبه كمستشار للتواصل مع المسلمين في حملة أوباما بعد 10 أيام على تعيينه

إثر رسالة تتحدث عن علاقته بشيخ ورد اسمه في تحقيقات حول ممولي حماس

TT

بعد عشرة أيام على اعلانه الانضمام الى حملة المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك أوباما كمستشار للتواصل مع الاميركيين العرب والاميركيين المسلمين، أعلنت حملة أوباما أن المحامي مازن أصبحي قدم استقالته يوم الاثنين الماضي، «كي لا يصرف الانتباه عن رسالة أوباما الرئيسية: التغيير».

وجاءت استقالة أصبحي بعد تلقي حملة أوباما رسائل الكترونية من صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية تضمنت معلومات عن أصبحي ومزاعم عن ارتباطه بجماعات اسلامية متطرفة بسبب علاقته بالشيخ جمال سعيد، إمام جامع «بريدجفيو» في منطقة بريدجفيو في ولاية ايلينوي. وورد اسم الشيخ سعيد في تحقيقات أجرتها وزارة العدل الاميركية العام الماضي حول ممولي حركة حماس في الولايات المتحدة، الا انه لم يحاكم في هذه القضية.

وفي المعلومات التي أرسلتها الصحيفة الى حملة أوباما، ذكر أن أصبحي انتمى في العام 2000 الى مجلس إدارة مؤسسة تابعة لمنظمة اسلامية تشرف على مساجد ومدارس وعقارات في الولايات المتحدة، يضم الشيخ جمال سعيد.

وقال أصبحي الذي يعمل كمحام في شركة "شيف هاردن" في شيكاغو، في كتاب الاستقالة الذي قدمه لحملة اوباما، إنه لم يخدم في هذا المجلس أكثر من بضعة أسابيع وأنه انسحب منه بعد ان علم أن أحد أعضائه ورد اسمه في محاكمة متعلقة بتمويل حماس. وقال: «لقد عملت في هذا المجلس لبضعة أسابيع فقط، واستقلت عندما علمت بتورط أحد أعضائه بقضية متعلقة بتمويل حماس... وبما أن انتمائي لهذا المجلس لتلك الفترة القصيرة يثر القلق، من الافضل ان استقيل من الحملة لكي أتجنب أن اشتت الانتباه عن رسالة باراك اوباما وهي التغيير».

ورد أصبحي على رسالة الكترونية وجهتها اليه «الشرق الأوسط» لاستيضاح حقيقة ارتباطه بجماعات اسلامية، أنه لن يعلق في الوقت الحاضر على الأمر وأنه يكتفي بما نشر عن الموضوع. ولم تعلق حملة أوباما أيضا على خبر الاستقالة عند اتصال «الشرق الاوسط» بها، وقال المركز الاعلامي، إن الحملة سبق وأصدرت بيانا في هذا الموضوع. وكان ناطق باسم حملة أوباما قد أعلن في بيان أن أصبحي «أبلغ الحملة أنه لن يستمر بمهامه كمستشار للتواصل مع الاميركيين المسلمين والعرب، وأن الحملة في صدد البحث عن شخص آخر ليشغل المنصب».

وكان أصبحي الذي يتقن اللغة العربية، كتب على مدونته بعد تعيينه كمستشار تواصل مع الاميركيين المسلمين في حملة أوباما رسالة بدأها بـ«السلام عليكم»، وقال فيها: «نريد أن يتحمس المسلمون الاميركيون للحملة التي يقودها اوباما وهناك الكثير من الامور التي تدعو لذلك! بالطبع حصلت بعض الهفوات. وبالطبع هناك حساسيات حول ديننا بسبب الحملة الشرسة التي تحاول تشويه صورة السيناتور أوباما وتصويره على أنه غير أميركي وانه خليط هجين وبالتالي غير مؤهل للرئاسة...».

وتحاول حملة اوباما التواصل مع المسلمين الاميركيين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان التي تضم عددا كبيرا من الاميركيين العرب والمسلمين، وفرجينيا وفلوريدا وبنسلفانيا واوهايو. ويشعر الاميركيون المسلمون بأن أوباما لا يفعل الكثير لاستمالتهم، في حين يبذل مجهودا كبيرا للتواصل مع اليهود والمسيحيين المتدينين، علما بأن لديه مستشارين للتواصل مع هذه الجماعات منذ بداية حملته.

وتواجه حملة اوباما صعوبة في التواصل مع الاميركيين المسلمين والعرب، وقد تعرضت لموقف محرج منذ بضعة اسابيع بعد أن منع متطوعون في الحملة فتاتين محجبتين من الجلوس خلف المنصة الرئيسية حيث كان يتحضر اوباما لالقاء خطاب، تفاديا لان تظهرا في الصور وعلى شاشات التلفزة. واضطر اوباما بعد ذلك الى الاتصال بالفتاتين بنفسه للاعتذار والتأكيد على رسالته الداعية التواصل مع الجميع بغض النظر عن دينهم ولونهم.

ويكافح أوباما منذ بداية الحملة لاثبات مسيحيته للناخبين الاميركيين الذين لاتزال شريحة كبيرة منهم تعتقد انه مسلم، لانه ولد لوالد كيني مسلم. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو ريسيرتش» أن نحو 12 في المائة من المستطلعين يعتقدون انه مسلم، و25 في المائة لا يعرفون ما اذا كان مسيحيا أو مسلما. ويتخوف بعض الاميركيين من خلفية أوباما وولادته لاب مسلم، وتركز حملات مرتبطة بالجمهوريين بطريقة غير مباشرة على هذا الامر لاخافة الناخبين منه. وكان علق أوباما منذ مدة على هذه الحملات بالقول: «الجمهوريون ليس لديهم جديد يتحدثون به في الانتخابات لذلك فهم يحاولون التركيز علي عبر تأليف أشياء واخافتكم مني.. والقول إنني غريب وشكلي لا يشبه الرؤساء الاميركيين على ورقة الدولار (كلهم بيض)...».