عريقات لـ «الشرق الأوسط»: إسرائيل تسرب نصف الحقائق لإلقاء اللوم على الفلسطينيين كما في كامب ديفيد

مؤكدا أن تبادل الأراضي يتم بعد إقرارها بحدود 1967 نافيا أي مقترحات خطية

TT

رفضت السلطة الفلسطينية ما سربته اسرائيل حول اقتراح للتسوية النهائية تستثني قضيتي القدس واللاجئين على اعتبار انه يتنافى مع الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ان قسما مما سربته اسرائيل امس، لا اساس له من الصحة والنصف الثاني انصاف حقائق. واضاف في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان الهدف من هذه التسريبات التي جاءت من مستويات عالية في اسرائيل، «هو زرع لعبة اللوم، على غرار ما عملوا بنا في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000».

ويرى عريقات خطورة كبيرة في مثل هذا التسريب لان ثمة اتفاقا في مضمون المفاوضات ان لا يفصح عن تفاصيل عما يجري داخل اروقة المفاوضات. وتابع القول ان تسريب هذه المعلومات حول تقديم 98% زائدا الممر الامن مقابل 7% يهدف الى القاء اللوم على الجانب الفلسطيني، ادراكا من الحكومة الاسرائيلية بمشاكلها الداخلية، بانها غير قادرة على التوصل الى اتفاق، وبعبارة اخرى فان الاسرائيليين بهذا التسريب يقولون انهم قاموا بما عليهم لكن الجانب الفلسطيني هو الذي رفض. وهذا كلفنا ثمنا باهظا في مفاوضات عام 2000، ويجب الا نسمح به في عام 2008.

وقال «غاضبا نحن في نهاية الامر لسنا في مزاد ولا في سوق ولا في بازار ولن نقايض حقنا بحق اخر لنا»، مستطردا «لن نقايض القدس المحتلة باللاجئين كما لن نقايض اللاجئين بقضية الامن ولا الامن بقضية الحدود. فهذه كلها حقوق لنا.. دخلنا من اجلها عملية سلام على اساس القانون الدولي.. وعلى اساس انسحاب اسرائيل الى حدود 1967 وعلى اساس قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الحل النهائي بما فيها قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.. هذه هي الاسس التي دخلنا على اساسها عملية السلام».

وأضاف ان الكثير من الناس يتحدثون عن ضياع 15 سنة في المفاوضات دون ان يتحقق شيء «ولهؤلاء اقول انه كان بالامكان التوصل الى اتفاق في الشهور الاولى من عام 1994 لكن وفق شروط اسرائيل. واقصد بذلك انني لا اريد ان يكون الوقت سيفا مسلطا على رقابنا ويدفعنا لقبول كل الشروط الاسرائيلية».

وحول ربط تسليم ما يريدون تسليمه من الضفة الغربية الى السلطة بعدما تستعيد سيطرتها على قطاع غزة من حركة حماس، قال عريقات ان هذه محاولة لاستغلال الاوضاع الداخلية الفلسطينية.. لدينا جرح اسمه انقلاب حماس في قطاع غزة، وهو (اولمرت) ماسك بهذا الجرح ويستخدمه كسيف ضدنا. نعم نحن نعرف ان هناك جرحا فلسطينيا ولكننا لن نسمح باستغلاله لابتزازنا وتحارب نقاط مضموننا. وإذا كانت حماس تيست (تصرفت تصرفا احمق) فلن اسمح لاسرائيل بان تقبض ثمن هذه التياسة».

وبالنسبة لموضوع تبادل الاراضي قال ان «هناك سوء فهم. نحن ليس لدينا مانع لتبادل اراض تتساوى من حيث القيمة والمثلية، ولكن التبادل يتم بالقيمة والمثل بعد اقرار اسرائيل بحدود 1967 ومن ثم يجري الحديث عن تبادل أراض وفق مصالح الدولتين المعنيتين.. وهذا ممكن بين الدول المتجاورة.. فقد حصل بين العراق والأردن والاكوادور وبيرو الخ، بمعنى انه لا يحق ان تتحدث عن استقطاع 7% قبل الانسحاب هذا امر غير مقبول». وتابع القول «هذا هو موقفنا وقد اوضحناه في ردنا الرسمي ونقلناه للاميركيين والاوروبيين وقلنا للاسرائيليين ان تسريبكم اليوم لا يجوز على الاطلاق وغير لائق لانه انصاف حقائق.. وهم يعتمدون في تسريباتهم هذه على ان العرب يستقون معلوماتهم من وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وشدد عريقات على ان السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (ابو مازن) لم يتلقوا المقترح الاسرائيلي مكتوبا كما زعمت صحيفة «هآرتس» مؤكدا وجود نقاشات معمقة وعلى اكثر من صعيد في المفاوضات. وقال ان بعض الاشياء التي طرحت سمعناها منهم وطرحت في المفاوضات لكن مسألة تأجيل ملف القدس لم تكن مطروحة على الاطلاق ولم تناقش.