الجيش السوداني ينفي شن حملة في دارفور.. والحركات المسلحة تعتبرها «إعلان حرب جديدة»

قائد القوة المشتركة في الإقليم: الخرطوم لديها مآخذ.. ولا يمكن أن نعتبر الطرف الآخر بمثابة قديسين

TT

اتهمت الحركات المسلحة في دارفور الجيش السوداني ببدء حملة عسكرية واسعة النطاق للقضاء على قواعدها في أقصى شمال الاقليم، على الرغم من الجهود الدولية والاقليمية المبذولة لوقف الحرب، وتمهيد الاجواء لاطلاق مفاوضات مع الحركات المتمردة، وحل الازمة، وتفويت الفرصة على المحكمة الجنائية الدولية التي يلاحق مدعيها العام الرئيس السوداني عمر البشير باتهامات بارتكاب جرائم حرب في الإقليم المضطرب. لكن الجيش السوداني نفى هذه الانباء مؤكدا ان التحركات تقوم بها الشرطة، ولا علاقة له بها. واعتبرت فصائل متمردة في دارفور العملية العسكرية واسعة النطاق، «إعلان حرب جديدة». وحسب مصادر مختلفة فان الجيش السوداني استخدم في الهجوم الجديد أكثر من 270 عربة، وعدة مئات من عناصر ميليشيا الجنجويد في هجومه على وادي عطرون بالقرب من الحدود السودانية الليبية أول من أمس، وسيطر على اثرها على مناطق كانت تخضع منذ سنوات لمتمردين من حركة تحرير السودان، الفصيل الذي يقوده عبد الواحد محمد النور. وقال المتمردون إن مالا يقل عن تسعة من زملائهم وتسعة مدنيين قتلوا في المعارك.

وقال أحد القادة الميدانيين إن الجيش السوداني كان يحاول طرد المتمردين من المنطقة ليسمح لشركات النفط الصينية بالعمل فيها. واتهم القيادي في حركة تحرير السودان فصيل الوحدة احمد بابكر في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» الجيش الحكومي باستخدام اسلحة محظورة دولياً في هجومه على مناطق وادي عطرون. وقال القائد سليمان مرجان، وهو من حركة تحرير السودان، لرويترز، من دارفور «جاءوا بأكثر من 200 عربة وقتلوا سبعة اشخاص». وقال السيد شريف من جيش تحرير السودان، فصيل الوحدة، ان الجيش السوداني «هاجم مناطقنا في وادي عطرون بقوة ضخمة». وقال «اننا نعتبر هذا اعلانا جديدا بالحرب». وقال مرجان ان الحكومة نقلت عمالا صينيين كانوا ينقبون عن النفط في المنطقة النائية.

من ناحيته نفى الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني بشدة ادعاءات متمردي دارفور، وقال ان قواته لم تقم باي عمليات عسكرية في تلك الناحية طيلة هذا الاسبوع. وقال العميد الدكتور محمد عثمان الاغبش لـ «الشرق الاوسط»، في اتصال هاتفي ان القوات المسلحة لم تدخل في معارك عسكرية ناحية وادي عطرون او ما جاورها منذ بداية الاسبوع»، وأضاف «ليس هناك معارك.. كل ما يقال كذب». وقال ان «قوات الشرطة تقوم بتأمين السيارات التجارية التي تتخذ طريق الفاشر بشمال دارفور الى نيالا جنوب الاقليم وصد قطاع الطرق في ذلك الطريق». من جهته دعا قائد قوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور الاسرة الدولية الى بذل المزيد من الضغوط على المتمردين كي يتفاوضوا مع الحكومة السودانية. وقال الجنرال مارتن لوثر اغواي «في الوقت الذي يعتبر فيه التهجم على الحكومة السودانية امرا ايجابيا لناحية كسب الشعبية، فان التحفظ لدى المسؤولين المتمردين المنقسمين على انفسهم في دارفور للجلوس الى طاولة المفاوضات يتم غالبا بصمت».

واضاف الجنرال النيجيري للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك «المطلوب اثنان لأداء رقصة التانغو». واوضح «غالبا ننساهم (المتمردون)، ويوميا، يؤكدون انهم يقاتلون من اجل سكان دارفور الفقراء ولكن ما الذي قاموا به حتى الان كي يظهروا ان من مصلحتهم الجلوس الى طاولة المفاوضات؟».

وقال ايضا «لا اقول ابدا ان الحكومة (السودانية) لا مأخذ عليها. ولكن ما اقوله هو انه لا يمكن ان نعتبر ان الذين هم في الطرف الاخر بمثابة قديسين. لهذا ادعو لممارسة ضغوط على الطرفين». واشار الجنرال اغواي الى وجود ثلاثين فصيلا متمردا حاليا في النزاع مقابل اربعة فصائل فقط عندما وقع اتفاق السلام من اجل دارفور عام 2006. ودعا فصائل المتمردين الى توحيد صفوفهم. وقال «يتوجب عليهم في نهاية المطاف الجلوس الى طاولة المفاوضات لانه من الواضح انه لا يمكن لأي طرف ان ينتصر عسكريا في دارفور». واضاف «لكن في حال كان هناك 15 و20 فريقا في مؤتمر للمفاوضات فهو لن يخرج باية نتيجة».