جديد العراق.. الزواج وكذلك الطلاق عبر الإنترنت

الوضع الأمني سد بوجه العراقيين سبل التلاقي فلجأوا إلى «الحب الإنترنتي»

TT

«بدأت علاقتي به منذ اكثر من ثلاثة اعوام، احببته واحببت صورته عن طريق الانترنت».. هكذا بدأت هدى التي بلغت من العمر 33 عاما حديثها مع اعز صديقاتها وهي تخبرها عن طريق الانترنت، كيف تعرفت على احمد وهو شخص عربي عن طريق الانترنت.

هدى مجرد واحدة من عشرات العراقيين من الجنسين، وجدوا أنفسهم مضطرين للجوء الى الانترنت بحثا عن شريك الحياة، بعد أن سد تردي الوضع الأمني بوجههم سبل التلاقي. وتقول هدى ان علاقتها بالشاب توطدت واستمر الحب «الانترنتي» عامين كاملين، ثم اقترح عليها الخطبة بعد ان ارسل وكالة لأحد اصدقائه في العراق ليقوم بتزويجها له، وفعلا تم الامر رغم معارضة والدتها وشقيقها، الا ان الحب كان اقوى، كما تقول هدى وبدأت مرحلة جديدة من حياتها بعد عقد القران الصوري، الذي تم عن طريق الوكيل في احدى محاكم بغداد للاحوال الشخصية.

وتقول هدى لـ«الشرق الاوسط» لقد تعلقت به كثيرا، وكان يقول لي انه يعمل في الاعمال الحرة والتجارة، وكانت هي تعمل في احدى دوائر الدولة. لكن هدى لم تستمر في علاقتها العاطفية والرسمية مع احمد، فقد اتفقا على الطلاق بعد سلسلة مشاكل كان اولها ماديا واخرها ايضا. وتقول هدى: «لقد كان يظن انني من عائلة مترفة لان الانترنت في بيتي واستطيع التحدث معه وقتما اشاء، اضافة الى ان صورتي عبر الانترنت، التي شاهدها كانت ارتدي فيها الكثير من المصوغات الذهبية، وفوجئت بعد ان بدأ بطلب مبالغ مادية ليتمم تفاصيل الزواج في بلده». وتضيف انه بعد مشاكل عدة تم الطلاق عبر الانترنت ايضا وعن طريق وكيل له. وهدى الان تعيش في حالة كآبة واضحة ويحاول اصدقاء لها اخراجها مما هي فيه من دون جدوى.

حال هدى تكررت ولكن بشكل محدود حسب سميرة الموسوي، رئيسة لجنة المرأة والطفولة والاسرة في مجلس النواب العراقي، وتقول الموسوي لـ«الشرق الاوسط»، ان هذه الحالات محدودة جدا ولا تستدعي اجراء احصاءات لها، خصوصا «والجميع يعلم ان الانترنت دخل حديثا للعراق وان عملية التعارف بين الشباب جاءت لانغلاق المجتمع وتحديد العلاقات بين الجنسين، ووجد الكثير من الشباب في الانترنت فرصة للتعارف بين شعوب العالم وثقافاتهم، وقد تؤدي بعض الحالات الى تعارف اقوى مثلما يحصل عبر الموبايل او الهاتف الارضي، وقد تؤدي تلك الحالات الى زواج ولكن ليس بالشكل الذي نعده ظاهرة ابدا». واشارت الموسوي الى ان حالات اخرى يجب ان تسترعي الانتباه، مثل حالات الطلاق نتيجة للظرف المادي والامني، وحالات الارامل التي تعدت الخط الاحمر، خصوصا للصغيرات السن، وحالات اليتم ايضا، وليس حالات التعارف عبر الانترنت فهي حالات بسيطة ويمكن تخطيها بالانفتاح وتفهم الثقافة بشكل صحيح.