روسيا تعلن بدء سحب جيوشها من جورجيا اليوم وتحذر من استفزازات في غوري

رايس: موسكو قضت على سمعتها.. وستدفع الثمن

لاجئون جورجيون من سكان غوري يتلقون مساعدات انسانية (رويترز)
TT

أعلنت موسكو أمس أنها ستبدأ بسحب جيوشها من الاراضي الجورجية اليوم، الا انها حذرت من أن تبليسي تحضر لعمل استفزازي في غوري، المنطقة الجورجية الواقعة على الحدود مع اوسيتيا الجنوبية والتي كانت القوات الروسية قد احتلتها بعد اندلاع الحرب، في مؤشر الى امكانية مماطلة انسحابها من هذه المنطقة.

ورفضت جورجيا الاتهامات التي ساقتها وزارة الدفاع الروسية اليها، وردت وزارة الداخلية الجورجية في بيان واعتبرت أن «الاستفزازات لن يمارسها سوى الجانب الروسي بهدف ابقاء وحدات الجيش الروسي في منطقة الصراع».

وجاء ذلك في وقت هددت واشنطن بجعل موسكو تدفع ثمن هجومها على جورجيا، وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان العملية العسكرية التي شنتها روسيا في جورجيا «قضت» على سمعتها. وقالت رايس عبر تلفزيون فوكس ان «اي فكرة حول كون روسيا دولة مسؤولة، مستعدة للانضمام الى المؤسسات الدولية، السياسية، الدبلوماسية والاقتصادية، وان روسيا بلد مختلف (...)، هذه السمعة قضي عليها». واضافت وزيرة الخارجية الاميركية ان ذلك هو نتيجة واضحة لعمليات روسيا في جورجيا.

وقالت رايس في حديث آخر لتلفزيون ام بي سي ان «روسيا ستدفع الثمن.. وسنتباحث مع حلفائنا حول عواقب اعمال روسيا على انخراطها في المؤسسات». واعتبرت ان روسيا «ارتكبت خطأ فادحا» بشن عملية عسكرية واسعة في جورجيا، وأضافت: «اذا كان الروس تصرفوا بهذه الطريقة للترهيب، فانهم لم ينجحوا الا في تعزيز تصميم جيرانهم الاصغر».

وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أبلغ نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي أجراه معه أمس أن روسيا ستباشر ابتداء من اليوم الاثنين «سحب قواتها العسكرية التي كانت قد أرسلت لتعزيز قوات حفظ السلام الروسية اثر الاعتداء الجورجي على اوسيتيا الجنوبية». وفي باريس، أكدت الرئاسة الفرنسية بعد هذا الاتصال الهاتفي ان الانسحاب سيبدأ ظهر اليوم. إلا ان الاليزيه أضاف ان ساركوزي حذر نظيره الروسي من «التداعيات الخطيرة لعدم تطبيق اتفاق السلام بشكل سريع وكامل، على علاقات روسيا بالاتحاد الاوروبي». وتابع البيان أن الرئيسين «اتفقا على نشر مراقبين دوليين تابعين لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا في اقرب وقت»، وأنهما اتفقا ايضا «على إجراء اتصال هاتفي يومي يركز على كيفية تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار».

وتضاربت المعلومات حول ما اذا كانت القوات الروسية التي انضمت الى قوات حفظ السلام الروسية الموجودة في أوسيتيا الجنوبية بعد اندلاع الحرب، ستنسحب الى مواقعها السابقة. وقالت مصادر وزارة الدفاع الروسية في تصريحات نقلتها وكالة انباء «ايتار تاس» إن القوات الروسية بدأت انسحابا جزئيا من الاقليم الانفصالي، واشارت الى ان قرار الانسحاب يتعلق فقط ببعض الوحدات والفصائل التي انتفت الحاجة اليها في اوسيتيا الجنوبية. وأضافت ان الوحدات التي يجرى انسحابها تابعة لقوات الانزال الجوي والقوات البرية وتعود الى مواقعها الدائمة داخل الاراضي الروسية. غير ان وكالة انباء «انترفاكس» الروسية عادت ونقلت عن المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الروسية نفيه للانباء التي سبق وتواردت حول الانسحاب من اراضي اوسيتيا الجنوبية، وقالت ان هذا الموضوع يجري بحثه وان القرار الخاص بانسحاب قوات الجيش الثامن والخمسين وقوات الانزال الجوي سوف يُتخذ بقدر درجة استتباب الامن في المنطقة. أما في تبليسي، فقد أعلنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي عقدته مع الرئيس الجورجي أمس، ان جورجيا «ستصبح عضوا في الحلف الاطلسي اذا ارادت ذلك، وهي بالفعل تريد ذلك». وأضافت أن القوات الروسية «لا تنسحب من جورجيا بالسرعة التي كنا نأملها»، وحثت موسكو على تسريع انسحابها. وأشارت الى ان انظار العالم بأسره على روسيا، ووصفت مسألة الانسحاب بأنها مسألة «مصداقية».

من جهته، قال ساكاشفيلي ان بلاده لا تعترف «بأي قوة سلام» روسية. وأضاف: «لا يمكننا الكلام في جورجيا عن قوات سلام روسية. لا يمكن ان تكون هناك قوات سلام روسية، انها قوات روسية». وأشار الى ان القوات الروسية في جورجيا تعد «حتى ألفي دبابة» ومهمتها «تدمير البنى التحتية الاقتصادية» للبلاد.

الى ذلك، اعلن نائب وزير المالية الروسي الكسي كودرين، ان العمليات القتالية قي القوقاز تسببت في هروب سبعة مليارات دولار في الوقت الذي تشير فيه التقديرات الى أن حجم الاستثمارات الاجنبية في روسيا لعام 2008 ستكون اقل من توقعات البنك المركزي لروسيا الاتحادية بمقدار 30 الى 40 مليار دولار نظرا لتأثر المستثمرين الاجانب باحداث الايام الاخيرة وخشيتهم التي تمثلت في تحويل سبعة مليارات من اموالهم والتفكير في التوقف عن المزيد من الاستثمار في الاقتصاد الروسي في الفترة المقبلة.