أوباما وماكين يتحدثان الى المسيحيين المحافظين عن الإيمان والأخلاق

المرشح الديمقراطي حرص على تصوير نفسه بأنه مسيحي ملتزم.. والجمهوري يتطرق للمرة الأولى إلى دور الدين في حياته

TT

للمرة الأولى منذ بدء معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية العامة، واجه المرشحان الديمقراطي والجمهوري الناخبين المسيحيين المحافظين، وتحدثا في مواضيع ابتعدت عن الاقتصاد والسياسة لتركز أكثر على المواضيع الأخلاقية والأفكار التي يحملها كل من باراك أوباما وجون ماكين حول الإجهاض وتعريف الزواج وقضايا أخرى.

وشارك المرشحان في منتدى ديني نظمه احد ابرز القساوسة في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا. وتوجه القس ريك وارن بالأسئلة نفسها الى المرشحين، كل على حدة، لمدة ساعة لكل منهما. وحرص القس في بداية اللقاء على تعريف أوباما وماكين بأنه صديقاه، وقال إن كلاهما «يحبان وطنهما ولكن لكل منهما نظرة مختلفة لكيفية جعله أقوى»، ولكنه شدد على ان كليهما «وطنيان». وقال انه لن يدعم أحدا منهما ضد الآخر بل سيترك الخيار لأتباعه.

وفي الوقت الذي كان فيه أوباما يجيب عن أسئلة القس، كان ماكين ينتظر في غرفة أخرى في كنيسة سادلباك في ليك فورست، ولا يمكنه سماع المقابلة الجارية. ولم يلتق المرشحان إلا في منتصف اللقاء حين كان يهم أوباما بمغادرة مكانه ليحل محله ماكين ليجيب بدوره عن الاسئلة نفسها التي طرحها القس على أوباما. وتصافح المتنافسان طويلا وربتا على كتفي بعضهما بعضا، امام نحو ألفي شخص في الحضور.

وحرص أوباما خلال اللقاء، على الإجابة عن الأسئلة بلغة المسيحي الملتزم، حتى وهو يتحدث عن الضرائب والاقتصاد، في محاولات لإبعاد الشائعات التي يطلقها الجمهوريون عن انه يمارس الدين الاسلامي سرا. وعندما سئل عن الإخفاق الأخلاقي الأكبر في حياته، تحدث أوباما عن فترة شبابه وتعاطيه المخدرات وقال انه كان أنانيا. وتابع ليجيب عن أكبر اخفاق اخلاقي للولايات المتحدة، فقال: «ما زلنا بعيدين عن ممارسة قول متّى (أحد رسل المسيح) إن «كل ما تفعله لأخيك على الأرض تفعله لي»، وهذا القول ينطبق على الفقر والعنصرية والتمييز بين الاجناس...».

أما ماكين، فقد قال ردا على السؤال نفسه، أن اكبر إخفاق أخلاقي في حياته كان فشل زواجه الأول، وأَضاف أن اكبر إخفاق أخلاقي للولايات المتحدة، كان ما بعد 11 سبتمبر (أيلول)، وقال: «أعتقد انه بعد 11 سبتمبر كان يجدر بنا أن نقول للأميركيين إن عليهم الانضمام الى مسيرة السلام، وتوسيع الجيش، وخدمة قضية أكبر من المصلحة الذاتية». وسئل المرشحان أن يسميا ثلاثة أشخاص يستمعون الى نصيحتهم، فسمى أوباما زوجته ميشيل، وجدته، ومجموعة من السياسيين من بينهم السناتور الديمقراطي سام نان من جورجيا والسناتور الجمهوري المحافظ توم كوبرن الذي يدعم ماكين.

أما ماكين، فقد سمى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، وميغ ويتوام من مستشاريه، وجون لويس، وهو ناشط أسود في حقوق الإنسان من مؤيدي أوباما، أثنى ماكين على شجاعته كناشط في حقوق الإنسان.

وردا على سؤال حول موقفه من الإجهاض الذي يعارضه المحافظون بشدة، قال اوباما انه على الرغم من تأييده لحق المرأة في الاجهاض، الا أن هدفه تقليص عدد عمليات الاجهاض في الولايات المتحدة. وأشار الى انه يرفض الإجهاض المتأخر الا اذا كان الوضع الصحي للأم في خطر. أما ماكين فقال أنه يدعم سن قوانين تجعل من الإجهاض عملا غير شرعي وان الجنين لحظة تكوينه يتمتع بحقوق الإنسان. ولاقت اجابة ماكين تصفيقا حارا من الحضور. وسأل القس المرشحان أيضا حول تعريفهما للزواج، فرد أوباما: «أعتبر ان الزواج هو اتحاد بين رجل وامرأة». لكنه أضاف انه سيرفض تعديلا للدستور الأميركي لحظر الزواج المثلي، مؤيدا الزواج المدني بين المثليين. في المقابل، قال ماكين إنه يعارض الزواج المدني بين المثليين. وتحدث ماكين عن دور الإيمان في حياته، ودمعت عيناه وهو يروي حادثة حصلت له عندما كان أسير حرب في فيتنام، مع أحد حراس سجنه. وقال انه في يوم عيد الميلاد، رسم الحارس صليبا على الأرض وركع كلاهما للصلاة. وقال: «لدقيقة شعرت أننا مجرد مسيحيين نصلي».

ويعتبر الناخبون من المسيحيين المحافظين خزان أصوات بالنسبة الى الجمهوريين. إلا ان ماكين ما زال لا يحظى بالدعم الذي حصل عليه الرئيس جورج بوش من هذه المجموعة التي ترى في المرشح الجمهوري رجلا أكثر انفتاحا وليبرالية من بوش. واظهر استطلاع أخير للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي» أن 67 في المائة من المسيحيين الانجيليين يؤيدون ماكين مقابل 25 في المائة يدعمون اوباما. وفي انتخابات 2000 و2004، فاز بوش بثمانين في المائة من اصوات المسيحيين المحافظين.