طهران تدين تشكيك واشنطن بتجربتها الصاروخية

إيران تعلن تكليف شركات محلية لاختيار مواقع جديدة لمفاعلات نووية

TT

رفضت ايران أمس التصريحات الاميركية الاخيرة حول فشل التجربة الايرانية لاطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً. ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي، موقف الادارة الاميركية من اطلاق ايران لصاروخ «سفير» الحامل للقمر الاصطناعي بـ «المتوقع والعادي»، واضاف قشقاوي ان «الادارة الاميركية تثير باستمرار القلق والشكوك من الانجازات العلمية والصناعية للشباب والخبراء الايرانيين». واكد الناطق باسم الخارجية ان مثل هذه التصرفات قد «ضاعفت من عزيمة الشعب وخاصة الشباب والنخبة الايرانيين». من جهتها، اعلنت موسكو أمس انه «لا داعي للقلق» إثر اطلاق التجربة الصاروخية الايرانية، كما رأت انه «من غير المبرر» استخدام هذا الاطلاق لتفسير نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ان القلق الذي عبرت عنه الولايات المتحدة حول قيام ايران باستخدام تقنية الصواريخ الدافعة لصنع الصواريخ البالستية لا اساس له». وتابع بيان الخارجية الروسية «ان ايران تملك اصلا انواعا عدة من الصواريخ البالستية التي يصل مداها الى الفي كيلومتر. ولم يكن ينقص سوى تزويدها بدافع اضافي». واضاف البيان ان «الربط بين تجربة الصاروخ وضرورة نشر الدرع المضادة للصواريخ في جمهورية تشيكيا وبولندا غير مبرر».

وكان البيت الابيض قد وصف الاحد بـ«المقلق» قيام ايران باطلاق صاروخ قادر على حمل قمر اصطناعي وتخوف من ان تلجأ ايران الى «استخدام مزدوج» لهذه التقنيات في «برنامجها للصواريخ البالستية». كما عبرت مصادر دبلوماسية وعسكرية اميركية عن قلقها من هذه التجربة. ومن جهته، كرر القائد العام للجيش الايراني اللواء عطاء الله صالحي أمس التهديدات الايرانية لاي طرف يهددها. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمي «ارنا» عن صالحي قوله ان «الجيش يراقب وبيقظة وجهوزية تامة ‌اي تحرك في المنطقة واذا ما نفذ العدو تهديدا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية فانه لن يخرج حيا من المنطقة». وجاءت تصريحات اللواء صالحي في مراسم افتتاح الملتقى التوجيهي للملحقين العسكريين الايرانيين في الخارج. ويذكر ان الملحقين العسكريين في الجيش يطلعون في هذا الملتقى الذي يعقد مرة كل عامين على النهج السياسي ـ العسكري للبلاد. وفي تطور اخر، اعلنت طهران أمس عزمها بناء مفاعلات نووية جديدة. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» امس ان المنظمة الايرانية للطاقة الذرية اختارت ست شركات وطنية من اجل تحديد مواقع محتملة لبناء مفاعلات نووية. وقال احمد فايز بخش مدير انتاج الطاقة النووية في المنظمة ان «امام هذه الشركات مهلة 13 شهراً لتحديد مواقع مناسبة من اجل تشييد مفاعلات نووية جديدة». ولم يحدد عدد المحطات كما لم يوضح كيفية اختيار الشركات المكلفة تشييدها، لكنه اكد ان «اعمال بناء المحطات ستبدأ» فور اختيار المواقع. واوضح فايز بخش ان استدراج العروض، وهي المرة الاولى التي تكشف عنه السلطات الايرانية، جذب اهتمام 62 مؤسسة بينها اربع اجنبية. اثنتان روسيتان وواحدة كندية واخرى سويسرية. واكد اختيار شركات محلية هي سازه بردازي وقدس نيرو وخاتم الانبياء ولار وطهران بيركلي ومحب قدس. وابرز هذه المؤسسات «خاتم الانبياء» التابعة للحرس الثوري، وتخضع لهذا السبب لعقوبات اميركية واوروبية تتهمها بالمساهمة في انتشار الصواريخ.

وكانت ايران اعلنت في ابريل (نيسان) 2007 اطلاق استدراج عروض لبناء محطتين نوويتين. وماتزال ايران تنتظر انتهاء العمل في اول مفاعل نووي يشيده الروس في ابو شهر، جنوب البلاد، ومن المتوقع بدء الخدمة نهاية العام 2008. وقد اعلنت ايران العام 2007 تشييد اول محطة نووية ايرانية التصنيع في دارخويين، في الجنوب ايضاً.