موسكو تتهيأ لإعلان ضم أوسيتيا الجنوبية إلى روسيا والاعتراف باستقلال أبخازيا

حلف شمالي الأطلسي يشكل لجنة تنسيق مع جورجيا ويرفض قطع علاقاته بروسيا

TT

في اطار تجسيد ما سبق أن أعلنته موسكو حول انها ستوافق على القرار حول وضعية ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية الذي يعكس بشكل قاطع ارادة شعبي الجمهوريتين، اعلن مجلس الدوما عن تقديم موعد جلسته التي كان مقررا عقدها في الثالث من سبتمبر (ايلول) المقبل لبحث القضايا المتعلقة بالاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين.

وأشارت مصادر الدوما الى ان رؤساء الكتل البرلمانية اتفقوا على عقد الجلسة المقبلة في الخامس والعشرين من أغسطس (آب) الجاري. وأعلن عدد من نواب الدوما عن ان قرار الاعتراف سوف يحظي بتأييد بلدان معاهدة الامن الجماعي وأعضاء مجموعة شنغهاي التي تضم الى جانب بلدان آسيا الوسطى الصين فضلا عن الهند وايران ومنغوليا وباكستان التي انضمت الى هذه المنظمة بصفة مراقب. وأعلن عضو المجلس الفدرالي الروسي، فاسيلي ليخاتشيف، ان القادة الروس «على وشك» اتخاذ قرار حول ضم اوسيتيا الجنوبية الى روسيا الفدرالية، كما نقلت عنه وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي. وقال ليخاتشيف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ان «ابخازيا تريد ان تصبح دولة مستقلة، في حين ان اوسيتيا الجنوبية تريد الانضمام الى روسيا الفدرالية».

من جهة أخرى، صعد حلف شمال الأطلسي من لهجته ضد روسيا، وأعلن انه لا يمكنه ان يواصل علاقاته معها كأن شيئا لم يكن بعد ما قامت به موسكو في جورجيا، الا انه دولا عديدة في الحلف حذرت من قطع الاتصالات مع روسيا. وقرر وزراء خارجية دول الناتو، تعزيز العلاقات مع جورجيا من خلال تأسيس لجنة مشتركة تختص بمناقشة القضايا السياسية الراهنة.

وجاء ذلك في بيان اصدره وزراء خارجية الدول الـ26 الأعضاء في الحلف في ختام اجتماع استثنائي للحلف في بروكسل، ان «الحلف يدرس جديا انعكاسات تحركات روسيا على العلاقة بين الحلف وروسيا». وأضاف: «قررنا اننا لا نستطيع ان نواصل العمل كما لو ان شيئا لم يكن». ودعا الحلف موسكو الى «ان تبرهن قولا وفعلا التزامها المبادئ التي قامت عليها علاقتنا». وذكرت مصادر دبلوماسية تابعة للحلف أن وزراء خارجية الدول الـ 26 الأعضاء في الحلف وافقوا على تأسيس لجنة مشتركة مع جورجيا تختص بمناقشة القضايا الراهنة المطروحة على الساحة السياسية، علما ان «الناتو» سبق أن أسس لجنة مشتركة مع أوكرانيا.

وفي مستهل الاجتماع قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند: «لا أعتقد أن فرض سياسة العزلة هي الرد السليم على التصرف الخاطئ لروسيا»، ولكنه أضاف «لا يمكننا التصرف وكأن شيئا لم يحدث». وطالب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، روسيا بسحب قواتها من «قلب جورجيا»، وناشد العمل على تهدئة الأوضاع في منطقة القوقاز بمشاركة جميع أطراف النزاع. ومن جانبه طالب وزير الخارجية الفرنسي، بيرنار كوشنير بتوجيه «إشارة فعالة مشتركة» للتأكيد على وحدة صف الحلف إزاء تصرفات روسيا.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الاطلسي ديمتري روغوزين ان انسحاب القوات الروسية من جورجيا «بدأ» موضحا ان تطبيق خطة السلام سيستغرق «بضعة ايام» وان «قوات السلام الروسية» ستبقى في اوسيتيا الجنوبية. وقال روغوزين قبل افتتاح الاجتماع الاستثنائي للحلف الاطلسي في بروكسل ان «انسحاب القوات الروسية بدأ وبالتأكيد يجب الانتظار بضعة ايام لتطبيق خطة السلام التي تتألف من ست نقاط».

ونفى مندوب روسيا معلومات نقلتها وزارة الدفاع الأميركية، تفيد بأن موسكو نشرت صواريخ قصيرة المدى في اوسيتيا الجنوبية مما يمكن ان يجعل العاصمة الجورجية تبليسي في مرمى نيرانها. وقال روغوزين «لا، لا، لا، يستحيل مهاجمة تبليسي، انها عاصمة جورجيا».

ووصف مندوب روسيا في الحلف الأطلسي مجددا ساكاشفيلي بأنه «نازي» مؤكدا انه «لم يعد موجودا» كشريك لموسكو في المستقبل. وقال ان ساكاشفيلي «يريد اثارة نزاع بين الحلف الأطلسي وروسيا». واضاف ان واشنطن تريد «دميتها في القوقاز»، لكن «هذه الدمية دمرت الآن». وقال ان «هناك العديد من المدربين الأميركيين مع الجنود الجورجيين الذين هاجموا تسخينفالي (عاصمة اوسيتيا الجنوبية) وأعلم ان هناك اميركيين عدة بين الذين حركوا ساكاشفيلي». الى ذلك، اعلنت مصادر رسمية ان روسيا وجورجيا وافقتا امس على ارسال عشرين مراقبا عسكريا تابعين لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا الى جورجيا. وقال وزير الخارجية الفنلندي، الكسندر ستوب، ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي سمح بإرسال عشرين مراقبا تابعين للمنظمة الى جورجيا. وكان ستوب أعلن ان موسكو وافقت على إرسال هؤلاء المراقبين لكنها تنتظر موافقة تبليسي.