أكدت مصادر سعودية ويمنية متطابقة، أن صنعاء قامت بتسليم الرياض، 8 سعوديين مطلوبين أمنيا، في إطار الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين، في الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات حول ما إذا كان هؤلاء من الذين ألقي القبض عليهم في عمليات الملاحقة الأمنية التي شهدتها الأراضي اليمنية أخيرا. وذكرت تقارير صحافية أمس، أن عملية التسليم تمت خلال اليومين الماضيين، فيما ذكر مصدر سعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن التسليم جرى منذ عدة أيام.
ونقلت صحيفة «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر أمني لم تسمه، قوله، إن «أجهزة الأمن اليمنية ألقت القبض على المطلوبين الثمانية في وقت سابق داخل الأراضي اليمنية وسلمتهم إلى السعودية».
وذكرت الصحيفة، أن «التسليم تم خلال اليومين الماضيين، وفقا للتعاون القائم بين البلدين الشقيقين، وفي إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهما وتبادل المجرمين».
وجاءت عملية التسليم هذه بعد أيام من إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن السلطات اليمنية اكتشفت مخططا لتنظيم القاعدة لشن هجمات في اليمن والسعودية.
وكانت السعودية قد تسلمت العشرات من مواطنيها المعتقلين لدى الجانب اليمني، خلال الأعوام الماضية، كان من ضمنها عملية تسليم شملت لائحة بـ18 سعوديا في أبريل (نيسان) 2007، سبقتها في يناير (كانون الثاني) للعام نفسه، عملية تسليم لـ5 آخرين سبق أن برأت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة ساحتهم من تهم الانتماء إلى خلية الزرقاوي واستهداف مصالح غربية في اليمن.
وتبادل كل من اليمن والسعودية أخيرا، دفعة من المطلوبين أمنيا بينهما، ناهزت الـ72 مطلوباً، حيث قامت صنعاء بتسليم الرياض ما يزيد على 37 مطلوبا أمنيا بتهم أمنية خلال الـ3 أعوام الماضية، بينما سلمت الأخيرة لصنعاء، قرابة الـ35 مطلوبا بتهم أمنية مختلفة؛ بينهم متهمون بالضلوع في تفجير ناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ) قبالة الشواطئ اليمنية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2002. وقامت السلطات الأمنية السعودية في الخامس والعشرين من مايو (أيار) عام 2005، بتسليم نظيرتها اليمنية اثنين من المطلوبين، في إطار التعاون الأمني اليمني ـ السعودي. يذكر أن السعودية واليمن أجريا في الواحد والعشرين من مارس (آذار) عام 2004، عملية تبادل لتسليم مطلوبين في قضايا أمنية بين البلدين، جرى بموجبه تسليم اليمن ثمانية موقوفين، فيما تسلمت السعودية خمسة سعوديين، في حين قامت الرياض أيضا بتسليم صنعاء 14 مطلوبا أمنيا في شهر مايو من نفس العام. كما قامت السعودية في شهر أغسطس (آب) عام 2004، بتسليم صنعاء مطلوبا أمنيا، كانت قد ألقت القبض عليه، إثر تلقيها طلبا من السلطات اليمنية بذلك، في إطار اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين.