باكستان: مقتل 8 رجال شرطة في هجوم انتحاري بالشريط الحدودي

مواجهات دامية في وادي سوات والجيش يؤكد مقتل 35 إسلاميا

TT

أعلنت الشرطة الباكستانية، أن انتحاريا اقتحم مركز شرطة بسيارة معبأة بالمتفجرات في منطقة وادي سوات الواقع في شمال غربي باكستان امس، مما أدى الى مقتل ثمانية رجال شرطة على الأقل.

وأعلن متحدث باسم مقاتلي طالبان في الوادي، مسؤولية الجماعة عن الانفجار وتوعد بمواصلة الهجمات اذا لم توقف الحكومة العمليات في المنطقة. وقال صبحان خان وهو مسؤول شرطة كبير في الوادي إن: «اشخاصا كثيرين ما زالوا تحت الانقاض. لقد انتشلنا ثماني جثث. وتقف باكستان المسلحة نوويا على الخط الأمامي في الحرب، التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب، ونفذ متشددون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» موجة من الهجمات في انحاء البلاد على مدى العام الأخير، وفجروا معسكرات للجيش وهاجموا دوريات ووسائل نقل. وساعد العنف الى جانب حالة عدم اليقين السياسي في البلاد، على تقويض ثقة المستثمرين ودفع أسواق المال في البلاد الى الهبوط. وتوصلت السلطات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي الى اتفاقية سلام في مايو (ايار) مع المتشددين في وادي سوات، الذي كان حتى العام الماضي، أحد الأماكن السياحية الرئيسية في باكستان. ولكن الهجمات زادت مرة أخرى في شتى انحاء شمال غربي البلاد، بعد تعليق بيت الله محسود اكبر زعماء طالبان الباكستانية المحادثات في يونيو (حزيران). ويوم الخميس قتل مهاجمان انتحاريان نحو 70 شخصا خارج المجمع الرئيسي للصناعات الدفاعية في باكستان قرب اسلام اباد. وأثارت استقالة الرئيس برويز مشرف الاسبوع الماضي، شكوكا في التزام الحكومة بالتصدي للعنف. ورغم أن دعم مشرف للحرب على الارهاب التي تقودها الولايات المتحدة لم يلق تأييدا شعبيا، فقد تعهدت الحكومة بمواصلة جهود محاربة المتشددين.

وفي بيشاور (باكستان) أكد الجيش الباكستاني، انه قتل ما يصل مجموعه الى 35 مسلحا اسلاميا، في هجوم شنه اول من امس في وادي سوات في شمال غربي باكستان. وقال المتحدث العسكري المحلي الجنرال نصير علي لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «ما يصل مجموعه الى 35 متمردا قتلوا، وأصيب عدد آخر كبير بجروح خلال هجوم واسع النطاق شنته القوات الأمنية ضد المتمردين في مقاطعة كابال في وادي سوات». واقر الضابط بخسارة اثنين من العسكريين الباكستانيين، وقال «لقد استشهد اثنان من جنودنا». وأكد الجنرال علي ان عددا من مخابئ المتمردين المفترضين في كابال، تم تدميرها خلال العملية التي شاركت فيها مروحيات قتالية، بالإضافة الى سلاح المدفعية. وقال «العملية ستستمر الى حين بلوغ جميع الأهداف وتنظيف الوادي من المتمردين». وصباح اول من امس، شهد وادي سوات، الذي يواجه فيه الجيش الباكستاني مواجهة قاسية مع ناشطين اسلاميين معروفين بقربهم من حركة طالبان الافغانية وتنظيم «القاعدة»، سلسلة هجمات، احداها انتحارية، اسفرت عن ستة قتلى على الاقل بينهم شرطيان. وكان وادي سوات احد اهم المواقع السياحية المقصودة في باكستان، ولكنه تحول في خريف 2007 الى معقل لمسلحين اسلاميين يقودهم زعيم ديني يدعى مولانا فضل الله. وطرد الجيش جزئيا المتمردين الاسلاميين من هذه المنطقة، ولا يزال يطاردهم في مخابئهم في المناطق القبلية المجاورة الحدودية.