مصادر ليبية: القذافي سيستقبل رايس في خيمته بباب العزيزية الاثنين المقبل

وزيرة الخارجية الأميركية قد تعلن خلال الزيارة عزم واشنطن إرسال سفيرها إلى طرابلس

TT

أكدت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيتلقي يوم الاثنين المقبل كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في خيمته البدوية الشهيرة في باب العزيزية بالعاصمة الليبية طرابلس. وقالت المصادر إن رايس، التي تعد أول مسؤول أميركي رفيع المستوى على هذا النحو يزور طرابلس، كما أنها أول وزير خارجية أميركي تطأ قدماه الأراضي الليبية منذ عهد الرئيس الأميركي الراحل آدويت ايزنهاور عام 1953، ستلبي دعوة ليبية رسمية لحضور الاحتفالات التي يقيمها القذافي بمناسبة الاحتفال بمرور 39 عاما على توليه الحكم.

وتوقعت المصادر أن تنقل رايس رسالة رسمية من الرئيس الأميركي جورج بوش إلى القذافي تتضمن تهنئته بهذه الذكرى إضافة إلى تقييم التطورات الراهنة على صعيد التحسن المطرد في العلاقات الليبية ـ الأميركية. وكانت مسؤولة في الخارجية الاميركية قد أكدت لـ«الشرق الاوسط» أن رايس ستزور ليبيا «قريبا»، مشيرة إلى انها لا تستطيع كشف موعد الزيارة بالتحديد.

وتأتى زيارة رايس إلى ليبيا بعدما وقع مسؤولون أميركيون وليبيون الأسبوع الماضي على اتفاق تاريخي لفتح صفحة جديدة بين البلدين وإنهاء كافة ملفات التعويضات العالقة منذ عقود.

وكان مساعد رايس لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد وولش، قد وقع في الرابع عشر من الشهر الجاري في طرابلس اتفاقية التسوية الشاملة الأميركية ـ الليبية لدعاوى ومطالبات المواطنين من البلدين. وبموجب هذه الاتفاقية ستدفع ليبيا مبالغ مالية قد تصل إلى 16 مليار دولار لإنهاء دعاوى قضائية أميركية حول سلسلة من العمليات التي نفذت ضد المصالح الأميركية، فيما ستقدم الولايات المتحدة تعويضات غير محددة للمواطنين الليبيين ضحايا الغارة الأميركية التي وقعت في أبريل (نيسان) 1986، وبينهم ابنة القذافي بالتبني. كما تستهدف الاتفاقية منع أية قضايا قد تعرض على محاكم البلدين مستقبلاً إذا كانت هذه الدعاوى والمطالبات أو القضايا ضد الطرف الآخر أو وكالاته أو مؤسساته، أو ضد مسؤولي أي من هؤلاء أو موظفيهم أو وكلائهم.

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس في 1981، اثر اتهام الولايات المتحدة لليبيا بدعم الارهاب. واستؤنفت هذه العلاقات في 2004 بعد اعلان الزعيم الليبي تخلي بلاده عن برنامج نووي. وفي 2006 شطبت ليبيا عن اللائحة الاميركية للدول المتهمة بدعم الارهاب وسمى كل بلد سفيرا له في البلد الآخر إلا ان العلاقات لم تطبع بشكل كامل. وذكرت مصادر ليبية وغربية أمس لـ«الشرق الأوسط» أن رايس ستبلغ المسؤولين الليبيين عزم بلادها الإسراع بإرسال جين كيرتز السفير الأميركي الجديد إلى طرابلس لممارسة عمله. واختار الرئيس بوش كيرتز لهذا المنصب لكن الكونغرس الأميركي عرقل سفره إلى ليبيا واشترط لذلك إنهاء ملف التعويضات المستحقة لمواطنين أميركيين تجاه الحكومة الليبية.

وعبرت رايس مرارا عن رغبتها في زيارة ليبيا لتبين لطهران وبيونغ يانغ فوائد تخليهما عن برنامجيهما النوويين. وقالت الوزيرة الاميركية في 2006 ان «ليبيا نموذج مهم بينما تدعو دول العالم اجمع النظامين الايراني والكوري الشمالي الى تغيير سلوكهما»، داعية طهران وبيونغ يانغ الى «اتخاذ قرارات استراتيجية مماثلة لمصلحة شعبيهما».

الا ان استكمال تطبيع العلاقات عرقله اعتقال خمس ممرضات وطبيب بلغار اتهموا بحقن اطفال بفيروس الايدز في ليبيا.

ولم تكن الولايات المتحدة تريد الاقرار بهذا الاجراء الذي اعتبرته تعسفيا، عبر زيارة لوزيرة الخارجية الى طرابلس.

وتحدثت رايس مجددا عن امكانية قيامها بزيارة الى ليبيا بعد الافراج عن الممرضات والطبيب في يوليو (تموز) 2007. وقالت في ديسمبر (كانون الاول) الماضي «انتظر بفارغ الصبر فرصة لزيارة ليبيا. اعتقد ان هذا امر مهم».