الإخوان يتجهون لإسقاط عاشور في انتخابات نقابة المحامين

مراقبون مصريون يتوقعون تغير التحالفات في اللحظة الأخيرة

TT

بانتهاء عمليات التنازل عن الترشيح والطعون أمس في انتخابات نقابة المحامين في مصر المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر( تشرين الأول) المقبل، لاحت بوادر لتحالفات على منصب النقيب، وخاصة بعدما لجأ الإخوان إلى عدم ترشيح ممثل لهم للمنصب، وبدا أن الجماعة ستسعى لإسقاط النقيب الحالي سامح عاشور، لكن لم يتحدد بعد أي من المرشحين ستؤيده قائمتها حسبما كشفت مصادر في القائمة لـ«الشرق الأوسط»، فيما قلل عاشور من أهمية التصريحات الخاصة بالسعي لإسقاطه وهاجم قائمة الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة ضمت مرشحين من أطياف مختلفة في محاولة منها لتجميل صورتها. وتقدم للترشيح لمنصب النقيب 21 مرشحا، من أبرزهم سامح عاشور نقيب المحامين الحالي، ورجائي عطية المحامي بالنقض، وطلعت عصمت السادات المحامي عضو مجلس الشعب (البرلمان)، بينما تقدم لعضوية المجلس 412 مرشحا من بينهم 157 على المستوى العام و27 عن قطاع الأعمال و228 على مستوى المحاكم الابتدائية. وتجرى الانتخابات في ظل استقطاب سياسي ومهني حاد بين القوى النقابية والسياسية المختلفة بالنقابة، بينما ينتظر المرشحون حكم محكمة القضاء الإداري بشأن وقف الانتخابات في الثالث من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن هناك توقعات بصدور حكم بعدم الاختصاص بعد تعديلات أٌدخلت على قانون المحاماة، جعلت محكمة النقض هي المختصة وليس القضاء الإداري.

وسعت جماعة الإخوان إلى التقدم بقائمة تضم كافة الأطياف السياسية للمحامين الذين تضم نقابتهم نحو 400 ألف محام، ويتولى نقيبهم منصب رئيس اتحاد المحامين العرب وفقاً لقانون الاتحاد، في حين يعلن عاشور قائمته بعد صدور حكم المحكمة، ويعلن عطية قائمته قبل الانتخابات بأيام. وقال محامي الإسلاميين ممدوح إسماعيل أحد أعضاء قائمة الإخوان لـ«الشرق الأوسط»: هناك اتجاه كبير لعدم تأييد عاشور بعد ارتمائه في أحضان الحكومة، إضافة إلى هجومه المتواصل على الإخوان والتلاسن الواضح بينهم. وتابع: أنا لا أتحدث بالنيابة عن الإخوان لكن هناك مؤشرات واضحة بالنظر إلى باقي المرشحين. وأوضح قائلا: رجائي عطية حدث تعاون سابق بين الإخوان وبينه قبل ذلك، إضافة إلى حضوره جلسات المحاكمات العسكرية، وهي أمور كلها ترجح كفته عن كفة عاشور، في حين أن السادات أيضا غير مستبعد رغم أن أداءه المعارض هدفه إعلامي في المقام الأول.

من جانبه قلل عاشور من التصريحات التي تحدثت عن السعي لإسقاطه في الانتخابات، داعيا في الوقت نفسه مؤيديه إلى إسقاط قائمة الإخوان وقال: «فلتكن المسألة بهذا الوضوح من يريد عاشور لا ينتخب الإخوان، ومن يريدهم لا ينتخبني».

وأضاف «إنهم (الإخوان) يحاولون التجمل وتحسين صورتهم فقائمتهم المزعومة تضم 11 من الإخوان، في مقابل 4 من أطياف أخرى وليس هناك تنويع حسبما يزعمون. وأشار إلى أن تأخر إعلان قائمته في الانتخابات يرجع إلى عدم تعجله وانتظاره لانتهاء مرحلة الطعون، مؤكدا أن قائمته تخلو من أية خلفيات حزبية، وإنما تعتمد على خلفيات نقابية ذات توجهات قومية. لكن الباحث في شأن الجماعات الإسلامية الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام الدكتور ضياء رشوان يرى أن الحسابات الانتخابية في اللحظة الأخيرة قد تتغير، فالإخوان لا ينظرون إلى معركة النقيب إلا بما يفيدهم في معركة المجلس، وهم يعلمون ذلك وكذلك عاشور ومن الوارد حدوث تحالف بين الاثنين في النهاية رغم حالة الاستعداء الشديدة بينهما الآن. وساد داخل النقابة في الآونة الأخيرة، صراع كبير بين القوى السياسية المختلفة، خاصة بعد إصدار محكمة القضاء الإداري أحكامها ببطلان تشكيل مجلس النقابة الحالي المنتخب منذ عام 2005، ونشوب الخلاف حول تعديلات قانون المحاماة والتي أقرت أخيرا.