مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»: مساع لعقد قمة رباعية في دمشق بمناسبة زيارة ساركوزي

وفد صغير يرافق الرئيس الفرنسي والملف اللبناني في مقدمة البحث

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية واسعة الإطلاع، أن باريس تسعى لعقد قمة رباعية في دمشق بمناسبة الزيارة الرسمية التي سيقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإنه من المفترض أن تضم القمة الرباعية، الى الرئيسين نيكولا ساركوزي وبشار الأسد، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

ويدور البحث الآن في التزامات كل طرف لمعرفة ما إذا كان عقد القمة ممكنا عند وجود ساركوزي وأردوغان في دمشق وإذا ما حصل الاجتماع، فإنه سيخصص كما قالت المصادر، للنظر في ما آلت اليه المفاوضات غير المباشرة وبوساطة تركية بين سورية وإسرائيل وكذلك مراجعة ملفات المنطقة ومنها المحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية والوضع اللبناني. وفي خطابه أمام السلك الدبلوماسي الأربعاء الماضي قي قصر الاليزيه، ذكر ساركوزي أن الرئيس السوري طلب أن ترعى فرنسا، الى جانب الولايات المتحدة الأميركية، المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية عندما تتحول الى مفاوضات مباشرة. ويريد ساركوزي الذي يرأس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري، إعطاء دور سياسي لفرنسا «المقبولة الآن من الطرفين» العربي والإسرائيلي في المنطقة وكذلك للاتحاد الأوروبي بشكل عام. من جهة أخرى، أفادت مصادر فرنسية مطلعة بأن الرئيس الفرنسي «لن يصطحب وفدا كبيرا اقتصاديا وسياسيا الى سورية كما درج في زياراته الخارجية»، باعتبار ان البلدين «ما زالا في مرحلة تأسيس وإرساء العلاقات السياسية». ولذا تستبعد هذه المصادر أن تكون الزيارة فرصة للتوقيع على عقود اقتصادية أو اتفاقيات تعاون.

ويصل الرئيس الفرنسي بعد ظهر الأربعاء، ويستضيفه الرئيس السوري على مأدبة إفطار. ويفتتح ساركوزي الخميس المعهد الفرنسي (ليسيه فرنسيه) في دمشق، ويلتقي الجالية الفرنسية في سورية. وسيكون الملف اللبناني، الى جانب العلاقات الثنائية، على رأس المواضيع التي سيناقشها ساركوزي والأسد. ويرافق وزير الخارجية برنار كوشنير الرئيس الفرنسي. وكان قد قام بزيارة الى دمشق قبل أيام للتحضير للزيارة الرئاسية.

ورغم الزيارة، فإن مصادر فرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقات مع دمشق «ما زالت في بدايتها» وما زال تطويرها «مربوطا بتطورات الوضع في لبنان» مضيفة أن باريس «ما زالت متنبهة للغاية» لتطورات الوضع اللبناني. وأول من أمس، عبر كوشنير عن قلق بلاده للوضع في طرابلس وبخصوص الحدود والمخيمات والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله. وتقول المصادر الفرنسية إنها تريد الارتقاء «تدريجيا» بالعلاقات مع سورية.

وتريد فرنسا ومعها الاتحاد الأوروبي لعب دور في موضوع الانتخابات النيابية اللبنانية في الربيع المقبل عبر إرسال مراقبين للتأكد من نزاهة الإنتخابات.

وفي موضوع ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، تؤكد مصادر دبلوماسية عربية أن باريس «لم تحصل على شيء» من الجانب السوري الذي يرفض الترسيم ويرفض وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية بانتظار حسم وضعها من زاوية القانون الدولي وإقرار لبنانيتها بالمستندات. وينتظر ان يحث ساركوزي الرئيس السوري على «العمل من أجل الاستقرار في المنطقة» في ما خص لبنان والعراق وفلسطين. كذلك سيسعى لتوسيط الرئيس السوري من أجل إطلاق سراح العريف الإسرائيلي جلعاد شليط المخطوف في غزة منذ العام الماضي. ويحمل شليط الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية. وقد أشار ساركوزي الى سعيه لإطلاق سراحه اكثر من مرة كان آخرها في قصر الاليزيه أمام السفراء الفرنسيين هذا الأسبوع.

وتؤكد المصادر الفرنسية أن موضوع حقوق الإنسان «لن يغيب» عن محادثات الأسد ـ ساركوزي. غير أن الوزير الفرنسي سعى خلال زيارته الأخيرة الى دمشق الى الالتقاء ببعض «ممثلي المجتمع المدني» كذلك سعى للقاء زوجات ثلاثة من المعتقلين السوريين غير أن اللقاء لم يحصل، بسبب رفض زوجات المعتقلين خوفا من انعكاساته على وضع أزواجهن.

وفي ما خص الملف الإيراني، قالت مصادر فرنسية، إن ما تنتظره باريس هو «نقل رسائل» الى إيران و«تنبيهها الى المخاطر المترتبة على استمرارها في تجاهل مطالب مجلس الأمن والمجموعة الدولية».