المغرب: خلية «فتح الأندلس» كانت تعتزم تفجير مقر قوات «مينورسو» بالصحراء

المعتقلون بالعيون أجروا اتصالا مع أفغان عرب من أجل التزود بتقنية التفجير عن بعد

TT

علمت «الشرق الاوسط» أن خلية «فتح الاندلس» التي تم تفكيكها أخيرا من قبل الأمن المغربي، والمشتبه في تورطها بالإرهاب، كانت تعتزم تفجير مقر قوات الامم المتحدة لحفظ السلام بالصحراء (مينورسو)، الموجود في مدينة العيون (كبرى محافظات الصحراء)، واغتيال العاملين فيه، وفق ما ذكرته مصادر أمنية متطابقة.

وأفادت المصادر ذاتها بأن العناصر المعتقلة بمدينة العيون، البالغ عددها خمسة افراد، أجرت اتصالا عبر الانترنت مع أفغان عرب، متحدرين من الجزائر والعراق ولبنان وتركيا وأفغانستان من أجل التزود بتقنية التفجير عن بعد في أكثر من مكان وفي وقت واحد. وتمكنت المصالح الأمنية من رصد اتصالات أجراها بعض المعتقلين من خلية «فتح الاندلس» مع عناصر من تنظيم القاعدة، من أجل تنفيذ اعتداءات، وصفت بـ «الخطيرة». وأكدت المصادر أن ثلاثة عناصر من خلية «فتح الاندلس» مختصة في صناعة المتفجرات، قاموا بتجارب مستعملين معدات فنية، وصواعق، ومواد كيماوية. ولم تقدم المصادر معطيات حول ما إذا كانت العناصر المعتقلة ضمن خلية «فتح الاندلس» على علاقة بجماعات تنشط في منطقة الساحل والصحراء، لسهولة تنقل الأسلحة والمقاتلين، على طول الحدود الشاسعة، غير المراقبة، وهو ما اتضح من خلال الاعتداءات التي نفذتها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في الجزائر وموريتانيا. وكانت خلية «فتح الاندلس» تعتزم ايضا تنفيذ اعتداءات في مدن سياحية مغربية ضمنها مراكش (وسط)، وأكادير والعيون (جنوب).

وعلمت «الشرق الاوسط» أن البحث ما زال جاريا من قبل المصالح الامنية المغربية، عن عناصر خطيرة، يحتمل أن تكون خارج التراب المغربي، تعد العقل المدبر الذي شكل خلية «فتح الاندلس».

الى ذلك، غادر عبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية المفككة قبل أشهر، السجن المحلي بسلا، المجاورة للرباط، نهاية الاسبوع الى الدار البيضاء. وقالت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط»، إن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي يوجد مقرها بالدار البيضاء هي من تولت نقل بلعيرج خارج السجن، من أجل إعادة الاستماع إليه، لتدقيق معطيات خاصة بخلية «فتح الاندلس»، نظرا لخبرة بلعيرج في مجال الأسلحة، ونوعيتها، والتنظيمات الإرهابية التي تستخدمها، نافية أن يكون بلعيرج قد نقل إلى المستشفى.

وكان بلعيرج قد كشف لقاضي التحقيق أنه استطاع نسج علاقات مع جماعات دينية متشددة في أكثر من بلد، بل وتحدث الى اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، ومساعده أيمن الظواهري، اسبوعا قبل الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) 2001، كما ربط علاقات مع مسلحي الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية، والشبيبة الاسلامية المغربية، وكافة فروعها المنبثقة عنها، بعد تشديد المراقبة الامنية عليها، بينها حركة المجاهدين المغاربة، التي كان يتزعمها محمد النكاوي، المدان حاليا بالسجن النافذ مدة 20 عاما، لكشفه مخابئ أسلحة تعود الى عقد الثمانينيات من القرن الماضي في بركان (شرق) والناضور (شمال)، والاختيار الثوري الاسلامي المغربي، والجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، وفيما بعد «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، وفرعه في أوروبا.

وكان بلعيرج قد كشف للقاضي المكلف الارهاب، وجود مخطط كان يستهدف المغرب عبر الاعتداء بواسطة متفجرات، على مواقع حيوية، في أكثر من مدينة، واغتيال شخصيات وازنة، مشيرا الى أن تنظيم القاعدة في أوروبا، كان يعتزم إدخال أسلحة الى المغرب بقيمة 500 ألف يورو، لتضاف الى أسلحة أخرى ظلت مخبأة في أماكن ما، كانت ستستغل لإنجاز عمل ما.