تشيني يجول في جمهوريات سوفياتية سابقة لتأكيد دعم واشنطن لها

بوش يأمر بمليار دولار مساعدات لجورجيا.. وروسيا تغلق سفارتها في تبليسي

جنديات من إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي في مولدوفا يشاركن في عرض عسكري احتفالا بيوم الاستقلال الذي صادف أول من أمس (رويترز)
TT

في حلقة جديدة من مسلسل الصراع الروسي ـ الغربي في بلاد القوقاز، وصل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى اذربيجان في جولة الى القوقاز بدأت امس وهدفت الى ترسيخ دعم واشنطن للجمهوريات السوفياتية السابقة. وقال تشيني للصحافيين إثر لقائه رئيس اذربيجان إلهام علييف: «اجتمعنا هذا المساء في ظل الغزو الروسي لجورجيا مؤخراً». وأضاف: «أرسلني الرئيس بوش الى هنا حاملا رسالة واضحة وبسيطة لشعب أذربيجان ولشعوب المنطقة كلها.. ان للولايات المتحدة مصلحة قوية وملزمة برخائكم وأمنكم». وكان للطاقة محور اساسي في محادثات تشيني، الذي قال: «تعتقد الولايات المتحدة بقوة انه يتعين عليها وعلى الدول الاوروبية، بما في ذلك تركيا، أن تعمل مع أذربيجان ودول أخرى في القوقاز واسيا الوسطى لتطوير طرق اضافية لصادرات الطاقة تضمن التدفق الحر الموارد». وجاء ذلك في وقت اعلن مسؤول اميركي يرافق نائب الرئيس ديك تشيني في زيارته الى باكو أن البيت الابيض يستعد لاعلان مساعدة انسانية بقيمة مليار دولار سيمنحها لجورجيا. وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، إن البيت الابيض يستعد لاعلان «مساعدة انسانية قيمتها مليار دولار (690 مليون يورو) لجورجيا».

ومن المقرر ان يصل تشيني اليوم الى تبليسي، وينتقل منها الى كييف ثم الى ايطاليا، حيث سيجري محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. ومن المقرر ان يزور تشيني كذلك اوكرانيا ولقاء رئيسها فيكتور يوشينكو الذي دخل تحالفه الحكومي الاربعاء في ازمة سياسية جديدة.

ونددت الولايات المتحدة بروسيا لإرسالها قوات ودبابات الى جورجيا الشهر الماضي. وتتهم موسكو واشنطن بالمساهمة في اندلاع الحرب بتقاعسها عن منع حليفتها جورجيا من محاولة استعادة اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة.

ويعد تشيني أرفع مسؤول اميركي يزور تبليسي منذ اندلاع النزاع المسلح بين روسيا وجورجيا والذي استمر خمسة ايام، بعد ان دفعت موسكو بقواتها ودباباتها الى جورجيا بسبب دخول قوات تبليسي اوسيتيا الجنوبية المنشقة بهدف استعادتها. وفي أحدث مؤشر على الأزمة بين موسكو وتبليسي، اعلن الناطق باسم السفارة الروسية في تبليسي امس ان روسيا اغلقت سفارتها في العاصمة الجورجية عقب قرار جورجيا قطع العلاقات الدبلوماسية. وصرحت الخارجية الروسية انها قررت تعليق منح تأشيرات دخول للمواطنين الجورجيين.

واعلنت تبليسي رسميا اول من امس قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا في اعقاب احتلالها أجزاء من البلاد واعترافها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، الجمهوريتين المنشقتين المواليتين لموسكو. وفي المقابل ابقت جورجيا على علاقاتها القنصلية مع روسيا مع تشديد نظام منح تأشيرات الدخول للمواطنين الروس وهو اجراء يدخل حيز التنفيذ في 8 سبتمبر (ايلول) الجاري. وشن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف هجوما شخصيا قاسيا على ساكاشفيلي ووصفه بانه «جثة سياسية» واتهم حكومته بشن «عدوان تسبب في مقتل الكثيرين».

ومن جهة اخرى، ألغى البرلمان الجورجي الاربعاء حالة الحرب المعلنة في 9 اغسطس (اب) في اول ايام النزاع مع روسيا، مع اعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق البلاد، وفق ما علم من مصدر برلماني. وقالت ماكا جيغاوري الناطقة باسم البرلمان «ان البرلمان الجورجي صوت بالاجماع لفائدة قرار حول الغاء حالة الحرب في جورجيا». واضافت انه في المقابل «تم اعلان حالة الطوارئ في الاراضي التي لا تزال تنتشر فيها قوات الاحتلال الروسية بما فيها ابخازيا واوسيتيا الجنوبية» المنطقتان الانفصاليتان اللتان لا تخضعان لسيطرة السلطات الجورجية. ولا تزال مدرعات وعتاد روسي آخر وقوة من نحو 500 عسكري، بحسب موسكو، منتشرة في منطقة توصف بـ«العازلة» في الاراضي الجورجية وراء خطوط الفصل مع المناطق الانفصالية. وتطالب الدول الغربية بانسحاب القوات الروسية الى مواقعها السابقة للمعارك الاخيرة.

ويذكر انه من المقرر ان يزور وفد من حلف الاطلسي جورجيا في 15 و16 سبتمبر، حسب دبلوماسيين من الحلف.