التطورات في العراق قد تصبح محورية لحملة ماكين

بوش عن المرشح الجمهوري: فضل أن يخسر انتخابات رئاسية على خسارة الحرب

المرشحة لمنصب نائب الرئيس الاميركي بالين تستقبل المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين مع عائلتها وابنتها الحامل بريستول وخطيبها في سانت بول امس (أ.ب)
TT

عندما سئل في فبراير (شباط) الماضي ما الذي يمكن أن يحدث في الانتخابات الرئاسية إذا لم يتمكن من إقناع الأميركيين بأن الجهود في العراق تشهد نجاحا، أجاب السيناتور جون ماكين بإيجاز. قال: «حينها أخسر»، قبل أن يستجمع حديثه ويفصل إجابته.

وفي ذلك الوقت، لا يمكن أن يكون أي من ماكين أو الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش، الذي طالما اتهمه ماكين بإرسال أعداد غير كافية من القوات إلى العراق، يتوقع أن تتحول الأمور إلى صالحهما مع اعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

ولكن تحويل المسؤولية الأمنية في محافظة الأنبار، التي كانت أكثر المناطق العراقية عنفا، إلى العراقيين كما حدث يوم الاثنين الماضي، يصب في مصلحة كلا الرجلين. فذلك يسمح لبوش بأن يقول إنه بعد خمسة أعوام من غزو العراق، يحقق العراق الاستقرار، كما يسمح لماكين بأن يقول إنه كان أول من وصل إلى استراتيجية الفوز وهي إرسال المزيد من القوات.

مر بوش سريعا على النقاش الطويل والشهير الذي دار بينه وبين ماكين حول مستوى القوات في العراق عندما ألقى خطابا في مؤتمر الحزب اول من امس عبر اتصال بالفيديو. وقال بوش للمؤتمر: «لقد أخبره البعض أن دعوته المبكرة والثابتة لزيادة القوات قد تعرض حملته الانتخابية للخطر، ولكنه قال لهم إنه يفضل أن يخسر الانتخابات بدلا من أن يرى بلاده تخسر حربا. هذا النوع من الشجاعة والرؤية التي نحتاج إلى توافرها في قائد الجيش القادم».

ويقول المساعدون السياسيون لماكين إنه ربما يكون هذا هو العنصر المحوري في حملته انطلاقا من المؤتمر. ولكن ربما يكون محور الحملة واحدا من المجالات القليلة التي يتفق فيها مع الرئيس بوش: حيث يخطط ماكين إلى الدعوة لبذل المزيد من الجهود للحد من الاعتماد على بترول الشرق الأوسط، حسبما قال كبير مستشاريه السياسيين دوغلاس هولتز إياكن يوم الثلاثاء، وهو المجال «الذي أعتقد أن هناك بعض التداخل بين موقفنا منه وموقف الديمقراطيين». وفي وصفه لتشابه موقفه هو وماكين في قضية العراق، يعيد بوش كتابة بعض من التاريخ الحديث.

فقد لاقت دعوة ماكين «المبكرة والثابتة»، والتي بدأت في خريف عام 2003، رفضا من البيت الأبيض لفترة طويلة، حيث كان هناك إصرار على أن الرئيس يتبع مشورة القياديين العسكريين. وكان ماكين يعود من كل رحلة إلى العراق مطالبا باحتياجات القادة العسكريين إلى المزيد من القوات، واصفاً وزير الدفاع دونالد رامسفيلد «بعديم المسؤولية» لطلبه سرعة تحويل مسؤولية الجهود الامنية المبذولة إلى العراقيين.

وادعى ماكين أيضا أن بوش كان يحتاج إلى «تفاصيل أكثر حول ما يحدث»، واصفا إياه بأنه لا يدري بحقائق الحرب. ولم يصل الرجلان إلى اتفاق إلا بعد أن قدم رامسفيلد استقالته بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006، وبعد أن أمر بوش بإرسال المزيد من القوات كما طلب ماكين. إن التغيير الذي يحدث في الأنبار له أهمية خاصة لدى ماكين الآن، حيث أصبح الجدل السياسي حول العراق مع السيناتور باراك أوباما يدور حول الماضي أكثر من المستقبل. وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي في دينفر الأسبوع الماضي، كرر أوباما قوله بأنه أظهر حكما صائبا عندما رفض غزو العراق منذ البداية، بينما وقف ماكين الموقف المعاكس حيث قال إن الحرب كانت لتنجح مبكرا إذا لم يقاوم بوش ورامسفيلد إرسال المزيد من القوات.

ويقول مساعدو ماكين إنه يخطط للاستشهاد بتحويل السلطة في الأنبار في حملته الانتخابية وأثناء المناظرات التي ستعقد بينه وبين أوباما. وأثناء مؤتمر الحزب الديمقراطي، لم يكن هناك ذكر لزيادة القوات أو نجاح هذه العملية تكتيكيا، بل تحدث أوباما وآخرون عن التخطيط من أجل انسحاب «مسؤول». ولكن لا يتوقع أي من مساعدي أوباما أو ماكين أن يكون جدول الانسحاب الزمني قضية خلاف كبرى، كما كانت في الربيع.

وقد قال أحد مستشاري ماكين في السياسة الخارجية، في إشارة إلى رئيس الوزراء العراقي: «لقد أعلن المالكي أنه بحلول نهاية عام 2011 يجب أن تكون جميع القوات الأميركية خارج العراق. فما الذي سنتشاجر حوله؟ هل من المفترض أن يقول ماكين إن القوات الأميركية ستظل في العراق لمدة أطول مما يريدها العراقيون؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»