الجيش السوداني والفصائل المسلحة في دارفور يعلنان هدنة في رمضان بوساطة دولية

مصر تدعو لعقد مؤتمر دولي للاتفاق على خريطة طريق للسلام بالإقليم

TT

قبل الجيش السوداني والحركات المسلحة في اقليم دارفور اقتراحا من رئيس قوات حفظ السلام الدولية المشتركة في دارفور (يونميد) بوقف اطلاق النار في الاقليم خلال شهر رمضان، في وقت اعلنت فيه الحكومة تشكيل لجنة للتحقيق في الصدامات الدامية بين الشرطة والنازحين في معسكر «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور، التي أسفرت عن قتل وجرح العشرات من المدنيين أخيرا. لكن قوات حفظ السلام الدولية في دارفور قالت أمس ان القوات السودانية بدأت في الاحتشاد في مواقع خارج المخيم، مما أثار مخاوف من هجوم جديد.

وقال مكتب الناطق باسم الجيش السوداني، ان الجيش اوقف عملياته الحربية منذ فترة طويلة في دارفور، واضاف «نقوم بالدفاع عن النفس فقط.. ولا نهاجم الحركات المسلحة في مواقعها، الا اذا اعتدت علينا». ومضى، أن «الجيش يرحب بأي دعوة لوقف اطلاق النار». ونقل عن الناطق باسم حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور «فصيل الوحدة» ان حركته اوقفت جميع عملياتها الحربية في دارفور خلال رمضان استجابة للنداء الذي اطلقه رودلف ادادا رئيس القوات المشتركة في دارفور، غير انه اشترط التزام الحكومة بذلك. من جهتها قالت قوات حفظ السلام المشتركة التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان احدى دورياتها رأت الشرطة السودانية تنصب الخيام في قاعدة جديدة قرب مخيم كلمة للمهجرين في جنوب دارفور. وقالت قوات حفظ السلام انها ستنشر الان جنودها وشرطتها «في قاعدة دائمة» في مخيم كلمة بعد أن قال زعيم قبلي من المخيم ان السكان بدأوا يشعرون بالخوف من احتمال شن هجوم جديد عليهم.

وقالت قوات حفظ السلام بعد الهجوم ان 32 من سكان المخيم قتلوا، منهم سبعة أطفال، بعد ان دخلت قوات سودانية مسلحة المخيم الاسبوع الماضي قائلة انها تبحث عن سلاح ومشتبه فيهم. وقالت مصادر من وكالات اغاثة طلبت عدم الكشف عن هوياتها، إن هذه كانت واحدة من أسوأ اعمال العنف التي يشهدها المخيم منذ بدء الصراع قبل خمس سنوات. واتهم الجيش السوداني الاعلام بتضخيم عدد القتلى وزعم ان الجنود ورجال الشرطة تعرضوا لاطلاق نار أولا من جانب عصابات ومتمردين يختبئون بالمخيم ويستخدمون سكانه كدروع بشرية.

وقالت وسائل اعلام حكومية أول من امس ان وزير العدل السوداني شكل لجنة للتحقيق في الواقعة في المخيم الواقع بالقرب من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. ويقول سكان المخيم انهم تعرضوا لسلسلة من الغارات من جانب ميليشيات تدعمها الحكومة والقوات السودانية تهدف الى تطهير المخيم في اطار برنامج اجباري لاعادة التوطين. لكن السلطات السودانية قالت مرارا ان المخيم يستخدم كقاعدة ومخزن سلاح من جانب العديد من جماعات المتمردين والعصابات التي ظهرت للوجود منذ بدء الصراع.

ورصدت دوريات من قوات حفظ السلام الحشد الجديد للشرطة يوم الاثنين حسب بيان أصدرته القوات التي تغلب عليها قوات الاتحاد الافريقي. وقال البيان «قال احد شيوخ المخيم أن حكومة السودان تخطط لهجوم جديد على المخيم في المستقبل القريب». وأضاف البيان «وأكد ان المزيد من التوتر والذعر يتصاعد بين المهجرين نتيجة لهذه المعلومات».

الى ذلك جدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الدعوة لعقد «اجتماع دولي» رفيع المستوى حول دارفور في أقرب فرصة تحت قيادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يتم خلاله الاتفاق على «خريطة طريق جديدة» للعملية السلمية في دارفور تعكس توافقا جديدا للمجتمع الدولي حول سبل تسوية أزمة دارفور في كافة جوانبها السياسية والإنسانية والأمنية والقانونية. جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط أمس، جبريل باسوليه الوسيط الدولي الجديد للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لدارفور في زيارته الأولى للمنطقة عقب توليه منصبه الجديد وتسلمه مهام عمله فعليا بالسودان وذلك للتشاور حول دفع العملية السلمية في دارفور. وصرح السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن زيارة المسؤول الدولي لمصر تجيء للتشاور حول «عدد من المبادرات التي طرحتها مصر لدفع العملية السياسية وتسهيل بدء التفاوض بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية». وأشار زكي إلى أن «لقاء أبو الغيط مع باسوليه يعكس رغبة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في توثيق التعاون مع مصر خلال المرحلة القادمة لاسيما لما لديها من اتصالات مع جميع الأطراف السودانية واهتمام خاص بتحقيق الاستقرار والسلام الشامل في كافة ربوع السودان».