مزاعم عن تنصت بوش على المالكي .. وبغداد تطلب من واشنطن تفسيرا

الصحافي بوب ودورد يتحدث في كتاب جديد عن عملية تنصت سرية على كل كلمة يقولها رئيس الوزراء العراقي

TT

كشف كتاب جديد عن ان الرئيس الاميركي جورج بوش وجد معارضة قوية من طرف عسكريين بارزين، من بينهم جنرالات مرموقون في البنتاغون، حول زيادة عدد القوات الاميركية في العراق، التي تمت في العام الماضي لوقف العنف المتصاعد في البلاد آنذاك.

واشار الكتاب، الذي كتبه الصحافي ذائع الصيت بوب ودورد، الى ان البيت الابيض ظل يدير عملية سرية للتنصت على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وعدد من المسؤولين العراقيين البارزين. وقال المصدر الذي أسر الى ودورد بالمعلومة، «نحن نعرف أي شيء يقوله (المالكي)». وفي بغداد، رد المتحدث باسم الحكومة العراقية معلنا ان العراقيين سيطرحون المسألة على نظرائهم الاميركيين، وسيطلبون تفسيرا. وقال علي الدباغ «ان كان هذا صحيحا، ان كان واقعا، فهو سيعني انه ليست هناك اجواء ثقة، وان مؤسسات الولايات المتحدة تستخدم للتجسس على الاصدقاء والاعداء على حد سواء». واضاف «اذا كان هذا صحيحا، فانه يلقي ظلالا على العلاقات مع هذه المؤسسات في المستقبل».

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو، «اننا نتعامل طوال الوقت مع رئيس الوزراء. سفيرنا يراه كل يوم تقريبا والرئيس يتحدث معه كل اسبوعين على اقل تقدير عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة». واضافت بدون ان تنفي صراحة مسألة التجسس «اننا نعرف ما يفكر به لانه يقوله لنا بصراحة كبيرة جدا».

ويخلص الكتاب الى ان الرئيس بوش «كان نادراً ما يمثل توجهاً واقعياً، وفي اغلب الاحيان فشل في قيادة الامور». ونسب امس الى بلير جونز المتحدث باسم البيت الابيض قوله: «ليس لدينا تعليق فوري على محتويات الكتاب».

واشار ودورد في كتابه الذي سينزل الى الاسواق يوم الاثنين ويحمل عنوان «التاريخ السري للبيت الابيض 2006 -2008» الى ان ارسال حوالي 30 الف جندي الى العراق في العام الماضي لم يكن هو السبب الرئيسي الذي أدى الى تراجع العنف في البلاد، بل كان السبب هو تحول آلاف المقاتلين السنة، خاصة في محافظة الانبار الى التحالف مع القوات الاميركية ضد تنظيم القاعدة، وقرار رجل الدين مقتدي الصدر حل جيش المهدي، اضافة الى عمليات سرية نفذتها قوات خاصة لاغتيال قادة «القاعدة»، واخيراً تدفق القوات.

وقال ودورد، إن بوش أقال وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد من منصبه، وعملية نقل قوات اضافية الى العراق مستمرة، حيث كان رامسفيلد يرى سحب صلاحيات التدريب من الحكومة العراقية. واشار ودورد الى ان بوش أبلغ نائبه ديك تشيني، وهو الاب الروحي لرامسفيلد، قبل ليلة من الانتخابات الجزئية، التي جرت في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 بقراره إقالة وزير الدفاع، ونقل ودورد عن تشيني قوله للرئيس بوش «حسناً سيادة الرئيس انني لست متفقا معك حول القرار، لكن من البديهي ان الامر يعود لك».

ويشير ودورد كذلك الى ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كانت تعارض ارسال قوات اضافية الى العراق. ويقول الكتاب «تحدت رايس الرئيس بوش حيث عارضت نصيحة ارسال مزيد من القوات الى العراق». واشار ودورد الى ان رايس قالت مخاطبة الرئيس بوش «ليست لديك صورة واضحة حول حول ما يحدث على الارض». وقال إن رايس كانت تضج بالشكوى من التوضيحات التي يقدمها رامسفيلد وترى انها تعبر عن «ثقة زائدة».

ولم ينحصر الخلاف بين بوش ورامسفليد فقط حول معالجة الاوضاع العسكرية في العراق، بل كان اكثر حدة مع الجنرال جورج كاسي قائد القوات الاميركية في العراق، الذي خلفه الجنرال ديفيد بترايوس، وكذلك مع الجنرال جون ابي زيد قائد المنطقة الوسطى، حيث «فقد الثقة فيهما تماماً»، على حد تعبير ودورد، وقال إن الجنرالين عارضا بوضوح مبادرات بوش العسكرية. ونسب ودورد الى الجنرال كاسي قوله «إن أكبر مشكلة في حرب العراق هو الرئيس نفسه».