القضاء الجزائري يفتح الشهر المقبل ملف المتهمين بمحاولة اغتيال بوتفليقة

الجزائر تعرض تجربتها في مجال التكفل بضحايا الإرهاب في مؤتمر بنيويورك

TT

يفتح القضاء الجزائري الشهر المقبل، ملف المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مدينة باتنة (400 كلم شرق العاصمة الجزائرية) في 6 سبتمبر (أيلول) 2007. ومن ناحية أخرى، يفترض أن تعرض الجزائر تجربتها في مجال التكفل بضحايا الإرهاب وذلك خلال مؤتمر دولي سيعقد غداً حول هذا الموضوع في نيويورك. وفي محكمة جنايات باتنة، سيرد 11 شخصاً، بصفة مباشرة، على تهمة تسهيل والتخطيط والمشاركة في محاولة اغتيال بوتفليقة فيما ستتم محاكمة 52 آخرين في نفس الجلسة غيابياً، هاربون من القضاء ويجري البحث عنهم منذ سنة. وأغلب هؤلاء أعضاء في الجماعات الإسلامية المسلحة التي تبنت محاولة الاغتيال التي خلفت 25 قتيلا وأكثر من 170 جريحاً، معظمهم من المدنيين خرجوا لاستقبال الرئيس في ذلك اليوم.

وقال المدعي العام بباتنة للصحافة إن أبرز المتهمين من الهاربين شخص يدعى علي. م، وهو قيادي في جماعة إرهابية تنشط بجبل وستيلي بمرتفعات باتنة، أشارت إليه اعترافات المعتقلين الـ 11 على أنه مدبر محاولة الاغتيال. ونقل عن المعتقلين أثناء التحقيق، أن العملية شارك فيها زعيم «المنطقة الخامسة» (جنوب شرق) في هيكل التنظيمات الإرهابية، الذي كان يتلقى الأوامر من القائد العام لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» عبد المالك دروكدال.

ويشار إلى أن محاولة الاغتيال تمت بواسطة انتحاري يدعى هواري بلزرق، حيث فجر نفسه وسط الحشود بعد أن تفطن للمخطط الإرهابي، شرطي كان يضمن التغطية الأمنية للزيارة الرئاسية، حيث منعه من الوصول إلى المربع الضيق الذي كان فيه بوتفليقة.

وذكرت تقارير محلية أن جرحى التفجير الانتحاري، يتمسكون بطلب التعويض واشتكوا من تكاليف العلاج الكبيرة التي استدعتها حالات بعضهم، ممن فقدوا أعضاء من أجسادهم في التفجير. ويصنف بعضهم ضمن فئة المعوقين، وسبق أن رفعوا رسالة إلى بوتفليقة يطالبون بتكفل الدولة بهم. وقد اضطر جهاز الأمن الرئاسي إلى إلغاء زيارة ميدانية للرئيس مطلع العام الجاري، كانت ستقوده إلى ولاية قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، لإطلاق مشاريع اقتصادية فيها، بسبب تحريات أمنية أفادت يومها بأن اثنين من مسلحي القاعدة تسللا إلى وسط المدينة تحسبا لتكرار محاولة باتنة. وواصل بوتفليقة سلسلة زياراته الميدانية تنفيذاً لأجندة الفترة الرئاسية الثانية (2004 ـ 20009)، لكنه توقف عن تقليد دأب عليه منذ وصوله إلى الحكم يتعلق بلقاء المواطنين ومصافحتهم والتحدث إليهم، في الشوارع وداخل القاعات.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الاوسط» إن الرئيس، أظهر انزعاجاً كبيراً من التدابير الأمنية الصارمة التي فرضتها مصالح الأمن في كل تنقلاته التي أعقبت حادثة 6 سبتمبر، ونقلت عنه أنه لا يستسيغ منعه من لقاء المواطنين أثناء خروجه الميداني وأن تهديدات الإرهابيين لا تخيفه. وقال مسؤول حكومي نقلا عن بوتفليقة: «لو قدر لي أن أموت أفضل أن يكون ذلك وأنا في الميدان بصدد خدمة أبناء بلدي».

إلى ذلك سيعرض مستشار الرئيس مكلف ملف حقوق الإنسان، كمال رزاق بارة تجربة الجزائر في ميدان التكفل بضحايا الإرهاب، في مؤتمر دولي حول ضحايا الإرهاب يعقد غدا بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. وذكر مصدر حكومي أن الجزائر، ستشرح للمشاركين سلسلة التدابير التي اتخذتها في إطار تعويض المتضررين من الإرهاب، وهي سياسة تعرف محليا بالمصالحة الوطنية.