إعلان حالة الإنذار في هايتي وكوبا قبل وصول الإعصار آيك «الشديد الخطورة»

عشرات الآلاف ينتظرون الإغاثة وكوبا تربط المساعدات الأميركية برفع الحصار

امرأة تحاول اجتياز سيول من الوحول في هايتي أمس (أ.ب)
TT

تتهيأ كوبا وسط حالة الانذار لوصول الاعصار آيك الذي يهدد ايضا هايتي حيث لا يزال عشرات الاف المنكوبين ينتظرون مساعدة انسانية بعد الاعصارين غوستاف وهانا اللذين اوقعا ما لا يقل عن 577 قتيلا في حين لم تبد كوبا قبولا او رفضا مباشرا لعرض المساعدة الاميركية انما ربطته برفع القيود الاقتصادية عن نظامها.

وافادت مراكز الارصاد الجوية ان المناطق الشرقية من كوبا وضعت اول من امس في حالة الانذار تحسبا لحلول الاعصار آيك «الشديد الخطورة» قبل ان يجتاح وسط الجزيرة وصولا الى جوار منتجع فاراديرو الساحلي.

واعلن مركز الارصاد الجوية الكوبي في بيان انه بعد اسبوع على مرور الاعصار غوستاف الذي اجتاح غرب البلاد، يمثل الاعصار آيك «خطرا جسيما» على كوبا وقد بلغت قوته الفئة الرابعة بحسب سلم سافير ـ سيمسون المؤلف من خمس فئات وهو يتنقل حاليا قبالة سواحل بهاماس مصحوبا برياح تبلغ سرعتها 215 كلم في الساعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واعلن الدفاع المدني الكوبي اول من امس «مرحلة الانذار من الاعاصير» في المحافظات الشرقية اي غوانتانامو وسانتياغو وغرانما وهولغوين ولاس توناس وكاماغوي، للسماح باجلاء سكان المناطق المهددة بالفيضانات، بحسب ما ذكر التلفزيون الكوبي.

كما دعا الدفاع المدني محافظات وسط البلاد اي ثييغو دي افيلا وفيلا كلارا وسانكتي سبيريتوس وثيينفويغوس وولاية ماتانثاس الغربية المجاورة لهافانا الى توخي الحيطة والحذر.

وبعد مروره على جزر بهاماس، يتوقع ان يضرب الاعصار آيك السواحل الكوبية في محافظة هولغوين ثم يصعد بحسب محور شمالي غربي مجتاحا وسط الجزيرة. ومن المتوقع بحسب المركز الاميركي للاعاصير في ميامي (فلوريدا) جلاء عين الاعصار عن البلاد على مقربة من هافانا وفاراديرو اكبر المنتجعات الساحلية في محافظة ماتانثاس (140 كلم شرق هافانا) على ان يكمل طريقه في اتجاه جنوب الولايات المتحدة.

غير ان هذا المسار قد يتغير في الساعات المقبلة بحسب خبراء الارصاد الجوية. ويرجح المركز الاميركي للاعاصير ان يكمل آيك بعدها طريقه في اتجاه خليج المكسيك وولاية لويزيانا الاميركية.

وحذر المركز من ان الاعصار قد يثير امواجا يتراوح ارتفاعها ما بين اربعة امتار و5،5 متر فوق المستوى العادي. اما الامطار الغزيرة المتوقعة، فقد تتحول الى فيضانات مع توقع تراوح منسوب المياه بين 10 و20 سنتم وصولا الى 30 سنتم في بهاماس و50 سنتم في كوبا، كما يخشى حصول سيول من الوحول.

واجتاح الاعصار غوستاف الذي صنفت قوته في الفئة الرابعة غرب كوبا قبل اسبوع بدون ان يوقع قتلى بحسب الحصيلة الرسمية وألحق دمارا واضرارا باكثر من مائة الف مبنى ورافقته رياح بسرعة وسطية قدرها 240 كلم في الساعة وصولا الى 350 كلم في الساعة، ما شكل رقما قياسيا بالنسبة لكوبا.

وقد يصيب آيك قبل الوصول الى كوبا شمال هايتي حيث يتوقع ان تتسبب الامطار الغزيرة بفيضانات جديدة في شمال غرب الجزيرة.

ومن المحتمل قبل وصول آيك الى كوبا ان يطاول شمال هايتي حيث يتوقع ان تتسبب الامطار الغزيرة بفيضانات جديدة في شمال غرب الجزيرة.

وحذر المركز الاميركي للاعاصير من ان «هذه الامطار قد تتسبب بفيضانات خطيرة وانزلاقات تربة في المناطق الجبلية». وتشهد هايتي احدى افقر دول العالم اساسا ازمة انسانية حادة بعدما حل بها في غضون ثلاثة اسابيع الاعصاران غوستاف وهانا والعاصفة فاي وقد خلفت الاف المشردين المحرومين من مياه الشرب والطعام.

واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اول من امس مقتل اكثر من 500 شخص في هايتي جراء الاعصار هانا، مشيرا الى ان الحصيلة تزداد «من ساعة الى اخرى»، وذلك بعدما اوقع الاعصار غوستاف 77 قتيلا قبل ثمانية ايام.

واعلن برنامج الاغذية العالمي انه بصدد نقل «طعام ومياه ومساعدة انسانية» بحرا وجوا الى هايتي. من جانب اخر، دعت كوبا الولايات المتحدة الى رفع الحصار الذي تفرضه عليها لتمكين الشركات الاميركية من فتح اعتمادات ومساعدة الكوبيين الذين تضرروا جراء الاعصار غوستاف.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكوبية «اذا كانت لدى حكومة الولايات المتحدة الارادة الفعلية للتعاون مع الشعب الكوبي لمواجهة المأساة الناجمة عن الاعصار، فان المطلوب منها رفع الحصار الذي يمنع الشركات الاميركية من فتح اعتمادات تجارية خاصة».

وكانت السلطات الكوبية قد شكرت لواشنطن اعرابها عن «اسفها» للاضرار الفادحة التي تسبب بها قبل اسبوع الاعصار غوستاف، لكنها لم تقل صراحة في بيانها الصحافي ما اذا كانت ترفض ام لا المساعدة المالية التي قدمها الاميركيون.

وكانت واشنطن قد اعلنت الجمعة انها قدمت في الثالث من سبتمبر مساعدة تبلغ قيمتها 100 الف دولار الى كوبا وسلمتها منظمة غير حكومية.

وعرض الاميركيون ايضا ارسال بعثة لتقويم الاضرار، كما ذكرت السلطات الكوبية، ووافقت السلطات الكوبية على عروض المساعدة التي قدمتها بلدان عدة ومنها عرض روسيا التي ارسلت طائرتين من المساعدات الانسانية.