هيلاري لا تميل إلى معاداة سارة وقد تكون تابعت خطابها وحيتها «تشجعي يا فتاة»

معركة الانتخابات الحقيقية قد تكون بين كلينتون وبالين

TT

الاسمان اللذان سيكونان على قمة أوراق الاقتراع يوم الرابع من نوفمبر هما ماكين وأوباما، لكن المعركة الطريفة هذا الخريف التي ستهدف إلى اجتذاب مجموعة من الناخبين المتأرجحين ـ الأمهات البيض العاملات واللاتي يربين أطفالاً ـ ربما تكون بين نجمين آخرين: سارة بالين وهيلاري كلينتون.

وقد ألقت بالين حاكمة ألاسكا أفضل خطاباتها في مؤتمر الحزب يوم الأربعاء الماضي وجذبت انتباه 37 مليون مشاهد في الولايات المتحدة، وأشارت إلى أنها تسعى إلى الفوز بأصوات النساء اللاتي لم يحددن وجهتهن الانتخابية بعد مستعرضة تاريخها من الكفاح لاثبات النفس حيث وظفت كلمة هيلاري كلينتون التي استخدمتها للتأثير إلى حد بعيد خلال حملتها الانتخابية للفوز بترشيح الحزب: «أنا واحدة منكم».

لكن كلينتون لديها الآن ميراثا لكي تحميه، ولا نية لديها لكي تنقلب ضده. وترغب هيلاري في أن تكون أول سيدة تحصل على بطاقة الرئاسة في 2012 أو 2016. والسؤال الذي يدور بالأذهان: هل ستحارب كلينتون بالين لمساعدة خصمها السابق أوباما؟ ويقول مستشارو كلينتون إنها تريد أن تفعل كل ما بوسعها لانتخاب أوباما حتى لا تتلقى اللوم إذا ما خسر، إلا أنها في ذات الوقت لا ترغب في أن تتقارب إلى حد كبير منه إذا ما خسر حتى لا تسيء إلى صورتها الشخصية. وسوف تتوجه كلينتون إلى فلوريدا للمشاركة في حملة انتخابية لصالح أوباما. وفي الوقت الذي يتوقع فيه مستشاروه منها أن تعمل كقوة موازنة لسارة بالين فإن مستشاري كلينتون يشددون على أنها لا تميل إلى مهاجمة بالين. ولدى كلينتون وبالين القليل من القواسم المشتركة رغم الاختلاف اللافت للنظر في أداء كل منهما خلال المؤتمرات ومظاهر الأنشطة الاجتماعية في حياتهما الأسرية. فدائمًا ما تواجه كلينتون توقعات كبيرة بينما تواجه بالين الكثير من التوقعات المنخفضة هذا الأسبوع والتي استفادت منها. يمكن لكلينتون أن تبدو قاسية بعض الشيء عندما تلجأ للهجوم لكن بالين أظهرت لباقة حينما هاجمت خصومها الديمقراطيين بدون أن تكون بغيضة. وتحمل كلينتون الكثير من الخبرة، لكن بالين تفتقر إلى الكثير منها. وترتدي كلينتون البدلات ذات السروال بينما ترتدي بالين التنورة.

وقد رأى بعض وفود الجمهوريين المجتمعين في سانت بول اختلافا واضحا. وتقول آن سكميوكر وهي إحدى المندوبات من مونتين هوم بولاية أركنساس والتي التقت عائلة كلينتون منذ عقود: «لدى سارة ابتسامة صادقة، لم أحس بها مطلقًا من هيلاري التي يتبدى الغضب والامتعاض في عينيها».

وفي هذه الأثناء يقول أصدقاء كلينتون إنها أفضل سلاح في معركة أوباما في إظهار فارق الديمقراطيين عن بالين وماكين.

ويقول لاني دافيس المستشار السابق الخاص للرئيس كلينتون وصديق عائلة كلينتون منذ زمن طويل «مع وظيفتين بالمحكمة العليا خلال السنوات الأربع القادمة من المتوقع أن تذكر كلينتون النساء أنه ليس في صالحهن السماح لبالين أن تكون على بعد خطوات قليلة من الرئاسة».

وإذا ما ظلت الانتخابات مغلقة، فمن المتوقع أن يكون اختيار الرئيس القادم لأميركا معتمدا كما قال كريس ليهان الاستراتيجي الديمقراطي على الأمهات العاملات البيض اللاتي يربين أطفالاً ويعشن في الضواحي والمناطق الريفية من الولايات الجنوبية واللاتي ربما يشكلن ترجيحا للناخبين.

ويقول ليهان الذي عملاً مستشاراً لآل غور في حملته الانتخابية عام 2000: «القضية الحقيقية هي ما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون سوف يصوتون من أجل المصلحة الذاتية الاقتصادية لأوباما أو أن ماكين قادر على إخافتهم». وأضاف: «في هذا السياق ستكون هيلاري والرئيس السابق عاملي حسم لأنهما يشكلان جزءا بسيطا من الحزب الديمقراطي ويستطيعان الذهاب إلى أحد المطابخ في بارما أو أوهايو ويتفاعلان مع تلك النوعية من الناخبين».

وفي ذات الوقت، ربما يكون الأمر في غير صالح أوباما عندما يحول الانتخابات إلى نزاع بين كلينتون وبالين. وربما يكون وضع أوباما ضد ماكين هو الصورة الأفضل، فأوباما لا يود أن يغوص في مستنقع النزاع مع مرشحة نائب الرئيس أو الاعتماد بصورة كبيرة على كلينتون في حملته الانتخابية.

والنساء البيض المستقلات لا تعجبهن كلينتون بصورة كبيرة لعدد من الأسباب الثقافية على الرغم من أن البعض رأى فيها حليفة لقضاياهن أو أعجبن بها كشخصية. وربما تبدو بالين بالنسبة لهؤلاء الناخبين على أنها بطلة نسائية تنشد مساعدتهم. وما من شك في أن منسقي حملة أوباما يعلمون تماما أن بالين لن تستطيع تقديم عدد كبير من الناخبين لماكين لذا فما من حافز الآن يدفع أوباما إلى أن يرغب في مباراة عنيفة بين كلينتون وبالين للتأثير على الناخبين.

ويبقى المقدار الذي ترغب السيدة كلينتون في مساعدة أوباما به أمرا آخر. وبعض مساعديها قد أشاروا مع بعض الامتعاض إلى أن أوباما لم يخترها كنائبة له في السباق الرئاسي وأن ذلك لا يشجعها بصورة كافية على مساندته. إضافة إلى أن أجندتها لفصل الخريف تشمل إقامة حملات لمناصرة المرشحين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وليس أوباما فقط.

وقد توقع بعض الجمهوريين في سانت بول ألا تكون كلينتون ذات «فائدة كبيرة» بالنسبة لأوباما كما يحلو لمستشاريه أن يطلقوا عليها.

وتقول لوان فان ويرفن وهي إحدى مندوبات الجمهوريين: «دعوني أخبركم شيئا، أعتقد أن كلينتون تحب بالين بدون أن تظهر ذلك» لماذا؟ «لأنها ترغب في أن يخسر أوباما، حتى تتمكن من الترشح مرة أخرى»، وأضافت ويرفن ضاحكة: «أراهن على أن كلينتون كانت تشاهد خطاب بالين في التلفزيون الأربعاء الماضي وتحييها قائلة لها: تشجعي يا فتاة».

* خدمة (نيويورك تايمز)