نائب يطالب «حزب الله» بتوضيح موقفه من دعوة الأسد لبنان إلى المشاركة في المفاوضات مع إسرائيل

سركيس: لبنان يتعرض لمؤامرة تستهدف كيانه * إده: عملاء سورية يشعلون الفتنة للمطالبة بتدخلها

TT

في وقت تبذل جهود حثيثة لتهدئة التوترات السياسية وتثبيت الاستقرار الأمني في لبنان، تستمر السجالات بين الفرقاء حول مختلف القضايا المطروحة ولا سيما الخطاب السوري الرسمي الذي جاء على لسان الرئيس بشار الأسد والذي ووجه بانتقادات شديدة من قبل أطراف في قوى «14 آذار» سألت «حزب الله» عن موقفه مما أعلن خلال القمة الرباعية في دمشق.

وفي هذا الاطار، اعتبر الوزير السابق جو سركيس (القوات اللبنانية) أن لبنان «يتعرض لمؤامرة تستهدف كيانه وهويته وصيغة عيشه المشترك». وسأل «حزب الله» وحلفاءه عن رأيهم في دعوة الرئيس الاسد لبنان للدخول في مفاوضات سلام مباشرة مع اسرائيل. وقال في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم ليل السبت ـ الاحد: «ان لبنان يتعرض لمؤامرة تستهدف نظامه وكيانه وهويته من خلال وسائل ظاهرها سياسي لكنها في الواقع انقلابية عنفية، تهدف بداية إلى إضعاف الدولة لإسقاطها وقيام دولة أخرى مكانها، غريبة كليا عن ثقافاتنا وقيمنا وعقائدنا وثوابتنا، دولة تحول لبنان ساحة حرب مفتوحة تجلب له الدمار والموت والخراب وعدم الاستقرار». ورفض «التدخل السوري في الحياة السياسية للبنان» محذرا من «تصعيد امني سوري» ومن «عودة موجة الاغتيالات خلال المرحلة المقبلة في طرابلس العزيزة وعلى مساحة الوطن». ودعا إلى «إن نتوحد كلبنانيين أولا وكمسيحيين ثانيا بالوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية الشرعية، نقوي وجودها وفاعليتها لكي تكون وحدها صاحبة القرار في كل الامور، والى جانب الجيش اللبناني فعلا لا قولا وتعزيز قدراته». وشدد على أهمية «توحيد الصفوف مع اخوتنا في الوطن، كي نتحمل معا مسؤولية المحافظة عليه وعدم السماح لاحد بأن يستغل حبنا للبنان لتغطية أي مشروع». ورأى سركيس «ان المشروع الذي يحاول البعض (حزب الله) فرضه على اللبنانيين بدعم إقليمي معروف، يهدف بداية إلى إضعاف ثم إسقاط الدولة اللبنانية الشرعية والنظام الديمقراطي وصيغة العيش المشترك، ومن بعده إلى قيام الدولة البديلة، اي دولة الفقيه التي يتم بناؤها وتعزيزها وتقويتها بقدرات وإمكانات مادية وعسكرية وبشرية كبيرة تأتي، كما هو معروف، من ايران عبر سورية، وايضا الى قيام نظام جديد يعتمد على عقيدة وفكر ومبادئ وقيم ونهج كلها مستوردة، مبنية على الاحادية والشمولية، غريبة كليا عن ثقافاتنا وقيمنا وعقائدنا وقناعاتنا وثوابتنا وعاداتنا اللبنانية... انها في الوقت الحاضر دولة ضمن الدولة، بانتظار ان تصبح دولة مكان الدولة، دولة تحول لبنان بلدا غير مستقر وساحة حروب مفتوحة لا نهاية لها ليس للبنان اي مصلحة فيها، بحيث تجلب الموت والخراب والدمار». واعتبر أن كلام الرئيس الاسد يفضح النوايا السورية في الاستمرار في افتعال المشاكل الامنية في مدينة طرابلس العزيزة، و نحذر بهذه المناسبة من «تصعيد أمني سوري وعودة موجة الاغتيالات خلال المرحلة المقبلة». وقال: «بالعودة الى دعوة الرئيس السوري لبنان للدخول في مفاوضات سلام مباشرة مع اسرائيل، ومع رفضنا المطلق لأخذ الرئيس السوري دور لبنان في قرار يتعلق بسيادته واستقلاله، نتساءل عن رأي حزب الله وحلفائه في الموضوع الذي يتناقض كليا مع عقيدتهم الالهية واستراتيجيتهم الدفاعية. وبالمناسبة الدفاع ضد من، بعد ما سمعناه من الرئيس السوري».

الى ذلك، لفت عميد حزب «الكتلة الوطنية» كارلوس اده الى «ان القمة الرباعية التي كان مسرحها دمشق اتت في مرحلة بلغ فيها النظام السوري النضوج لعودته الى لبنان بعدما كان انسحب منه وواصل تسليح المنظمات الارهابية كفتح الاسلام... فبهذه الطريق يبقى لبنان غير مستقر وغير آمن تأهيلا لكي يدعو احد الفرقاء هذا النظام للدخول مجددا». واضاف: «اما اسرائيل التي تحذر من تسليح حزب الله المتنامي وتهدد وتتوعد، فهي في نفس الوقت تفاوض من اجل السلام مع سورية المسؤولة عن وصول السلاح الى حزب الله. وهذا اكبر دليل على ان لبنان ليس الا ورقة مفاوضات بالنسبة الى سورية وربما جائزة نهائية لها اذا اصبح هناك سلام بينها وبين الكيان الصهيوني. وهذا ربما ما يفسر قلق وحالة الحذر الشديد والعصبية التي يعانيها حزب الله وعناصره والتي تجلت بإطلاق النار على مروحية الجيش اللبناني خوفا من ان يكونوا ضحية صفقة ما بين سورية وإسرائيل».

من جهته، رأى النائب الثاني لرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ «ان موقف الرئيس السوري بشار الاسد أحرج حلفاءه الموضوعيين (من حيث يدرون أو لا يدرون) أي التيار الوطني الحر الذي لا يمكنه الا أن يتحفظ على ما قاله الرئيس السوري».

في المقابل، اعتبر الوزير السابق وديع الخازن ان «الاحكام الاستباقية» على كلام الرئيس السوري تؤخر تسوية المشكلات. وقال أمس: «عندما تنعقد قمة سورية ـ فرنسية ـ قطرية ـ تركية في دمشق من أجل تفعيل محادثات السلام التي بدأت بين سورية وإسرائيل برعاية تركية، وتمهد لها كل الإجراءات للتهدئة في دول المنطقة لتخفيف حدة التوتر، لا سيما في لبنان، فلا يجوز أن نطلق العنان لمخيلتنا ونظل نشكك في النوايا، بل نحكم على ما نراه من ترتيبات لإشاعة الاطمئنان في النفوس. فالرئيس بشار الأسد كان أول رئيس سوري يعلن من باريس عن إقامة علاقات دبلوماسية لبلاده مع لبنان قبل نهاية السنة. فعلام التوجس والخوف من أي كلمة تحذر من فتنة في الشمال على لسان الرئيس الأسد، علما أن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط حذر من هذه الفتنة قبل الأسد في زيارته الأخيرة لبيروت؟».