رايس: واشنطن ستساعد المغرب العربي على رفع تحديات التنمية ومكافحة الإرهاب

الوزيرة الأميركية تتطلع لإيجاد حل لنزاع الصحراء.. وتنهي جولتها المغاربية

الفاسي الفهري أثناء استقباله رايس في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

أنهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جولتها المغاربية أمس بزيارة المغرب حيث بحثت مع المسؤولين المغاربة عدة ملفات أبرزها الإرهاب ونزاع الصحراء. وقالت رايس أمس في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري، بالرباط، إن بلدها سيساعد دول المغرب العربي على رفع تحديات التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب، مشيرة الى انها تتطلع الى ايجاد حل نهائي لنزاع الصحراء، يتفق عليه جميع الاطراف، ولذلك تؤيد حكومتها جهود الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وأعلنت رايس أن الوقت حان لتسوية نزاع الصحراء الغربية، مؤكدة ان بلادها تدعم الجولة المقبلة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأضافت الوزيرة الاميركية: «ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات، سوف ندعمها، هناك افكار جيدة على الطاولة، وهناك سبل للمضي قدما». وتابعت: «لسنا بحاجة للعودة الى نقطة الصفر»، مؤكدة ان «ما نريده هو حل مقبول من الطرفين». وقالت إنها تطرقت بشأن ذلك مع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة.

وعبرت رايس عن أملها في أن تعقد دول المغرب العربي لقاء مشتركاً على هامش اجتماع الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، كونها تؤمن إيمانا عميقا بضرورة وجود علاقات قوية تشاركية تربط بين دول المغرب العربي، لرفع التحديات المطروحة.

ووصفت رايس المباحثات التي أجرتها مع نظيرها المغرب بـ«الرائعة»، وقالت إنها كانت فرصة لتمتين الإصلاحات الكبرى التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، على جميع الأصعدة، مشيرة إلى نوعية العلاقات الجيدة القائمة بين المغرب والولايات المتحدة، من خلال اتفاقية التبادل الحر، والتعاون العسكري، والإعانات التي تدخل في نطاق الألفية الثالثة من أجل مواصلة الإصلاحات الاقتصادية الجارية في المغرب، ومحاربة الفساد.

وأكدت رايس إجراءها لقاء آخر مع مسؤولين مغاربة ضمنهم عباس الفاسي، رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء، يمثلون قطاعات الاقتصاد والتنمية الاجتماعية.

وتوقفت رايس في حديثها عن نوال المتوكل، وزيرة الشباب والرياضية، وقالت عنها إنها ذكرتها بلحظة مشاركتها في الالعاب الأولمبية التي جرت بلوس أنجليس، حيث فازت نوال بالميدالية الذهبية.

وأفادت رايس من ناحية أخرى بان بلادها ليست مستعدة لرفع الحظر التجاري عن كوبا وذلك ردا على دعوة هافانا الى رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عنها لمساعدة الكوبيين الذين نكبوا بالإعصار غوستاف الذي ضرب الجزيرة. وأشارت إلى أن بلادها ترفض رفع الحظر عن كوبا، مستندة في ذلك على وجود نظام ديكتاتوري، لا يؤمن بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان.

وبشأن إيران، قالت رايس إن بلادها شكلت تحالفا دوليا لمنع حصول إيران على السلاح النووي، مشيرة الى ان ادارة الرئيس جورج بوش استطاعات تفكيك شبكة العالم الباكستاني (عبد القدير خان)، الذي كان يزود بلدان أخرى بخبراته في هذا المجال.

وبشأن مزاعم التجسس الأميركي على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لم تجب رايس بشكل مباشر، واكتفت بالقول إن إلادارة الاميركية أرادت التأكد ميدانياً مما يجري في أرض العراق صيف وخريف 2006، حيث كان من المنتظر رفع عدد الجنود الأميركيين، للدفاع عن الديمقراطية والتنمية. ودافعت رايس عن استراتيجية بلدها في العراق وقالت: «لدينا علاقة سياسية ودبلوماسية مفتوحة مع العراقيين، وتتم في إطار التعاون، وأنا شخصياً أتعامل بشكل مستمر مع رئيس الوزراء المالكي».

ومن جهة اخرى، قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي: «نحن تقيم علاقات قوية مع أميركا، وكانت لدي مباحثات مثمرة مع رايس، وتطرقنا لجميع المواضيع المرتبطة بمنطقة المغرب العربي، والنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي»، مشيراً الى أهمية تطوير العلاقات بين دول المغرب العربي، لتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حسن الجوار مع الجزائر. وقال ا إن بلاده لديها خبرة لتحقيق التكامل الإقليمي، معرباً عن أمله في حل المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر بخصوص نزاع الصحراء. ودام اللقاء أمس بين الطرفين زهاء ساعتين، ساعة ونصف على انفراد، وما تبقى حضره خبراء البلدين. ولم يستقبل الملك محمد السادس رايس، إذ تبين ان اللقاء لم يكن موجودا في أجندة زيارة الوزيرة الأميركية.

وكانت رايس قد زارت كلا من ليبيا وتونس والجزائر قبل وصولها الى الرباط. وفي الجزائر أجرت مباحثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية مراد مدلسي شملت عدة ملفات. وبعد لقائها بوتفليقة قالت رايس انهما تحدثا عن «اهتمامهما الكبير في مكافحة الإرهاب والتعاون»في هذا المجال. واضافت: «كانت لدي فرصة الاستفادة من معرفة الرئيس بوتفليقة بالمنطقة. انه حقا واحد من الرجالات الأكثر حكمة في المنطقة، في المغرب العربي وحتى ابعد من ذلك». وتابعت: «كان تعاوننا جيدا (في المنطقة)، ومن الممكن دوما عمل المزيد لتعزيز تقاسم المعلومات».