البنتاغون يناقش تطوير القدرات الهجومية لفضاء الإنترنت

الحرب الإلكترونية باتت جزءا بالغ الأهمية من مخططات الحرب

TT

عبر إثارة النقاشات المثيرة والتحريضية الجديدة داخل أروقة البنتاغون، يعمل المسؤولون العسكريون البارزون على دفع البنتاغون للقيام بعمليات هجومية في فضاء الانترنت، وذلك من خلال تطوير قدراتها لمهاجمة أنظمة الحاسبات الخاصة بالدول الأخرى، بدلاً من تركيز الجهود على الدفاع عن الأمن الإليكتروني الأميركي. وبموجب هذه المقترحات التي تحظى بتأييد واسع النطاق، سيطلب الخبراء العسكريون معرفة كيفية إدارة ومهاجمة طائرات الأعداء التي بلا طيار، وتعطيل طائرات الأعداء في منتصف الرحلة، وقطع الكهرباء عن المواقع الاستراتيجية في اللحظات الحرجة، مثل المنشآت العسكرية، في الوقت الذي تتم فيه المحافظة على المنشآت الإنسانية ـ مثل المستشفيات. وسيُحدث توسع القدرات الهجومية في فضاء الانترنت تغييرًا بالغ الأهمية بالنسبة للجيش. فمنذ سنوات، والمسؤولون الأميركيون يعارضون إضفاء الصبغة العسكرية على هذا النطاق الذي يتم النظر إليه بصورة كبيرة على أنه وسيلة للتجارة والاتصالات. إلا أن الاستراتيجية القومية العسكرية الجديدة لعمليات فضاء الانترنت – والتي تم الكشف عنها طليعة هذا العام ـ عملت على دعم نقاشات البنتاغون وأعطت الجيش الضوء الأخضر للتوجه نحو توسيع قدراته في هذا الصدد. وحثت النقاشات التي استمرت لشهور في هذا الصدد على العجلة، وذلك بعد الهجمات الإليكترونية المتزامنة مع العدوان العسكري الروسي في أوائل أغسطس (آب) على جورجيا، كما ألقت تلك النقاشات ظلالاً جديدة من الشك والريبة على وضع قدرات الحرب الإليكترونية العالمية. ولم يتوصل المسؤولون العسكريون بعد إلى ما إذا كانت موسكو هي التي نسقت هجمات الشبكات الإليكترونية على جورجيا، أم أنها كانت من صنيع قراصنة الكومبيوتر العاملين بشكل حر، أم أنها تمت على يد الجماعات شبه العسكرية. ومازالت عمليات استخدام روسيا والدول الأخرى لفضاء الانترنت تجذب قدرا كبيرا من عمليات التدقيق والمراقبة المكثفة من قبل البنتاغون. ويقول مايكل وين، مسؤول الطيران الحربي السابق: «في الوقت الذي نتقدم فيه، أصبحت الحرب الإليكترونية جزءًا بالغ الأهمية من مخططات الحرب، والتقنيات، والإجراءات الخاصة بنا». وفي الفترة التي ترأس فيها وين الطيران الحربي، أنشأت القوات الجوية قيادة تجريبية مؤقتة للحرب الإليكترونية عام 2007، وباشرت هذه القيادة أعمالها في نطاق فضاء الانترنت، كجزء من بيان المهمة المضطلعة بها، إلى جانب العمليات الجوية الخاصة بها. بعد ذلك، اصطدم وين مع رؤسائه بسبب الطريقة التي تنتهجها القوات الجوية بشأن فضاء الانترنت وبعض القضايا الأخرى، وقد تم فصله من منصبه في شهر يونيو (حزيران) بعد عمليات التعطل التي طرأت على إجراءات أمن الطاقة النووية الأميركية. ويعمد قادة القوات الجوية الجدد في الوقت الحالي إلى إعادة تقييم الخطط الخاصة بإنشاء قيادة دائمة للحرب الإليكترونية، والتي تضمنت بعض القدرات الهجومية تحت قيادة وين. يُذكر.

إن أغلب الجهود الأميركية تتركز على الدفاع عن الشبكات الإليكترونية الحكومية والعسكرية، وتقويض الأنظمة الدولية الساعية وراء الحصول على المعلومات الاستخباراتية. كما تجدر الإشارة إلى أن كلا من الجيش والبحرية لديهما بالفعل الكثير من العمليات المستمرة منذ فترة طويلة بهذا الشأن، إلا أن اهتمامها الكلي يقع على جمع المعلومات الاستخباراتية. وقد استخدم الجيش ـ على وجه الخصوص ـ العديد من الشبكات الإليكترونية لجمع المعلومات الاستخباراتية حول المتمردين بالعراق وأفغانستان.

* «لوس أنجلوس تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»