ألمانيا: إشارات مرور ذكية لحل مشاكل السير والبيئة

أصوات توقظ سائق السيارة وتحذره عند انطلاق الأحمر

TT

تعمل أنظمة إشارات المرور التقليدية، وتطلق الأخضر والأحمر، على التقاطعات بغض النظر عن حالة الشارع، إلا أن أضوية المرور الذكية، التي تقترحها جامعة كاسل الألمانية (غرب)، تحسب السيارات في الشوارع وتمنح الأسبقية للسيارات في الشارع المزدحم.

ويعمل فريق العمل، برئاسة البروفيسور روبرت هوير، على تطوير النظام حتى عام 2010 كي يتم تطبيقه في الشوارع الألمانية. وتجري حاليا تجربة أضوية المرور الذكية على ثلاثة تقاطعات كبيرة قرب مدينة بينزهام بعد أن نجحت التجارب المختبرية عليها. وذكر هوير، وهو رئيس قسم تقنية قيادة السيارات والمرور، أن النظام الجديد سيقلص الطاقة الكهربائية المستخدمة في أنظمة المرور، ويقلل استهلاك الوقود في السيارات ويقلص اطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون من السيارات.

وزود العلماء اضواء المرور بكومبيوتر صغير وكاميرات تستخدم الأشعة فوق الحمراء لـ«مسح» الشارع وكشف عدد السيارات فيه. ويقترحون تزويد الهواتف النقالة وأنظمة قيادة السيارات بـ«سوفت وير» خاص يتسلم الأخبار من أضوية المرور ويتفاعل معها. وعلى هذا الأساس تخبر الأضوية قائد السيارة من مسافة بعيدة بأن النور الأخضر سيدوم لمدة 5 دقائق، كمثل، وأن النور الأحمر سينطلق خلال كذا ثانية. كما تطلق الأضوية في جهاز الهاتف، وفي كومبيوتر السيارة، إشارة خاصة تنبه السائق إلى أن النور الأخضر سينطلق خلال ثوان، كما توقظ الإشارة السائق «السرحان» أو السائق الذي ينام على المقود في المساء.

ويقول هوير إن نظام الاضواء التقليدي، الذي يشتعل فيه الأخضر والأحمر بانتظام، وبغض النظر عن حالة الشارع، قد ولى. والأضوية الجديدة تبقى حمراء في الشارع الخالي من السيارات، أي انها تبقى خضراء أمام المشاة الذين لن يضطروا لانتظار الضوء الأخضر رغم خلو الشارع. كما أنها تبقى خضراء لفترة طويلة أمام مجرى السيارات الطويل وتحرر الطرقات من الزحام والاختناقات. كما تخبر الأضوية السائق بأن الأحمر في هذا الاتجاه سيبقى لكذا فترة لأن حركة السيارات عليه قليلة.

إن معرفة السائق بأن الأضوية أمامه ستتحول إلى الأحمر عند وصوله إليها ستدفعه إلى تخفيف السرعة وإيقاف المحرك بانتظار الإشارة، وهو ما يقلل استهلاك البنزين ويقلل إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون. ويقترح فريق العمل دراسة أوضاع الشوارع في كل مدينة على حدة وبرمجة أضوية المرور حسب وضع كل شارع، وبهذا يكون لكل مدينة ولكل شارع نظامهما الخاص بهما.