مقتل الزعيم الجديد لـ «القاعدة» في باكستان بهجوم صاروخي

سعوديان ومصري بين قتلى الهجوم الصاروخي على مقر حقاني

TT

أعلن مسؤول امني ومصدر من الناشطين امس ان صاروخا اميركيا استهدف قائدا كبيرا من طالبان في شمال غربي باكستان الاثنين ادى الى مقتل اربعة عناصر من القاعدة.

وصر مسؤولون استخباراتيون امس، بأن اثنين من كبار نشطاء القاعدة كانا من بين المحاربين الأجانب الأربعة الذين قُتلوا في الغارة الصاروخية المشتبه في كونها أميركية على شمال غربي باكستان. وبين القتلى الزعيم الجديد للقاعدة في باكستان ابو الحارث. ويُزعم أن أحد هؤلاء النشطاء مسؤول عن أنشطة الشبكة الإرهابية بالمناطق القبلية الباكستانية ـ وهي مناطق تحظى بحكم شبه مستقل وتخشى الولايات المتحدة أن تتحول إلى ملاذ آمن لمحاربي القاعدة وطالبان المتورطين في الهجمات التي يتم شنها على قوات الولايات المتحدة والناتو المرابطة في أفغانستان. وقد نُفذت الغارة الصاروخية المشتبه فيها يوم الاثنين في منطقة وزيرستان القبلية، وأسفرت عن تدمير معهد ديني ومنازل تابعة لقائد طالباني. وقد عضد ظهور نشطاء القاعدة في باكستان من الأدلة التي تشير إلى تعاون المحاربين الباكستانيين والأفغان والجماعة الإرهابية ذات الغالبية العربية. كما تعتبر المنطقة القبلية مكاناً محتملاً لاختباء أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري ـ الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. وفي الأيام الأخيرة، أشارت عدة هجمات صاروخية مشتبه بها إلى أن الولايات المتحدة تصعّد من جهودها المباشرة للقضاء على المسلحين في المنطقة الحدودية الطويلة الأفغان ـ الباكستانية والتي يتسلل منها المحاربون، بحسب الاسوشييتد برس. ويُعتقد أن الجيش الأميركي وسي آي إيه قد استخدمتا طائرات بدون طيار لتنفيذ تلك الهجمات الصاروخية، متضمنة تلك العملية التي أدت إلى مصرع الزعيمين البارزين بالقاعدة طليعة هذا العام. علاوة على ذلك، قيل إن مجموعة أميركية قادت هجوماً برياً طليعة هذا الشهر، أسفر عن 15 قتيلاً على الأقل في منطقة وزيرستان، وهو الهجوم الذي أثار احتجاجات علنية كبيرة من قبل الحكومة الباكستانية. فيما حدد ثلاثة من المسؤولين الاستخباراتيين الباكستانيين أسماء المحاربين الأربعة الذين قُتلوا في الغارة الصاروخية يوم الاثنين وهم: أبو قاسم، وأبو موسى، وأبو حمزة، وأبو حارث. واشترط المسؤولون الاستخباراتيون عدم ذكر أسمائهم نظراً لحساسية وظيفتهم.

وطبقاً للمسؤولين الاستخباراتيين الذين أوضحوا أنهم حصلوا على المعلومات من المخبرين والعملاء المجندين بالمنطقة، فإن أبو حارث كان يقود جهود تنظيم القاعدة في باكستان، بينما كان أبو حمزة يقوم بذات المهمة ولكن في بيشاور، المدينة الرئيسة في الشمال الغربي من باكستان.

وصرح المسؤولون بأنه لم يتم التأكد من جنسية أبو حارث بعد، إلا أنه اتضح أن أبو حمزة سعودي الجنسية. كما تجدر الإشارة إلى أنه من المعتقد أن أبو حمزة كان خبيراً في صناعة القنابل. أما الاثنان الباقيان فهما أبو قاسم، مصري الجنسية، وأبو موسى سعودي الجنسية أيضاً، وقد تبيّن أنهما أعضاء قليلو الفعالية بالقاعدة. على صعيد آخر، أعلن مراد خان ـ متحدث باسم الجيش ـ يوم الأربعاء أن الجيش ليس لديه أي معلومات حول هوية وجنسية الأفراد المقتولين، فيما وصفه «بتفجيرات» شمال وزيرستان، حيث قال: «إننا لا نعلم من لقوا مصرعهم في التفجيرات التي وقعت هناك». بينما أوضح الناطق باسم الجيش الأميركي في أفغانستان أنه ليست لديه أي معلومات يمكن الإفصاح عنها حول هذا الموضوع، إلا أنه لم ينكر صلة الولايات المتحدة بالقضية. وذكرت المصادر أن 20 شخصاً على الأقل أصيبوا في الهجوم الذي استهدف أحد كبار المسؤولين في القاعدة، ويدعى جلال الدين حقاني وهو من كبار قادة طالبان ووزير الحدود في عهد الملا عمر، ولعب دوراً رئيسياً في المعارك ضد القوات الأميركية في أفغانستان». وكان الهجوم قد استهدف مقر إقامة حقاني ومدرسة دينية، وقتل نتيجة الهجوم اثنتان من زوجاته الثلاثة وإحدى شقيقاته، كما أفاد ابنه مولاي جلال الدين حقاني بدر الدين. وصرح مسؤولون استخباراتيون يوم الثلاثاء، أن الحصيلة الإجمالية لقتلى الهجوم ارتفعت إلى 20، بعدما انتشل المقيمون والمسلحون المزيد من الجثث من تحت الأنقاض. وأفاد شهود أن طائرتين بدون طيار من طراز بريداتور كانتا تحلقان قبل فترة وجيزة في السماء قبل أن تضرب المعهد الديني والمنازل في قرية داند داربا خيل صباح الاثنين. ويُزعم أن حقاني لديه ارتباطات وثيقة مع القاعدة، وأنه ساعد في تمرير المحاربين الأجانب إلى أفغانستان. وقد تم ربط اسم حقاني ونجله سراج بالهجمات التي تمت هذا العام، بما فيها محاولة اغتيال الرئيس الافغاني حميد كرزاي، والهجوم الانتحاري على فندق في كابل. ومن المعروف أيضاً أن شبكة العملاء التابعة لحقاني قد أزعجت كثيراً القوات الأميركية في محافظة خوست شرقي أفغانستان عبر الكمائن الانتحارية والقنابل المفخخة على جوانب الطرق. ويشدد المسؤولون الأميركيون على أن القضاء على المخابئ والملاذات الآمنة للمتمردين في باكستان يعتبر أمراً بالغ الأهمية للقضاء على التمرد الطالباني المتزايد في أفغانستان. هذا، وقد ناضلت الحكومة الباكستانية قليلة الخبرة كثيراً لاحتواء العمليات المسلحة، بالرغم من استخدامها لكل من محادثات السلام والقوة المسلحة. وقد ذكر الجيش الباكستاني في بيان له أن 11 مسلحاً قد قُتلوا بينما جُرح 7 آخرون يوم الأربعاء في قصف للمدفعية في منطقة كوزا باندي بوادي سوات، وهي منطقة أخرى في الشمال الغربي يقاتل فيها الجيش المسلحين أيضاً. وأوضح خان امس بصورة منفصلة، أن المسلحين أطلقوا العديد من القذائف الصاروخية طوال الليل على معسكرين للجيش يقعان في مدينتي مير علي، وميران شاه شمال وزيرستان، إلا أنها سقطت في مناطق مفتوحة ولم تتسبب في أي إصابات بين صفوف القوات، وأضاف أن القوات ردت بإطلاق النيران إلا أنهم ليست لديهم معلومات بشأن حدوث ضحايا بين المسلحين.