علماء أوروبيون ينجحون في إطلاق تجربة لمحاكاة «الانفجار العظيم»

مدير المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية: هناك شعوران.. سعادة بإتمام مهمة كبرى.. وأمل في اكتشافات عظيمة

TT

حيا علماء من مختلف انحاء العالم النجاح الذي حققه نظراؤهم علماء الفيزياء في اوروبا، بتشغيل مشروع عملاق لاجراء تجارب تهدف الى محاكاة الظروف الاولى لنشأة الكون بعد حدوث «الانفجار العظيم».

ووصف علماء التجربة بأنها الأكبر والأغلى في تاريخ العلوم، حيث أقام علماء منشأة تحت الارض تكلفت نحو 9 مليارات دولار بهدف اعادة تمثيل الظروف المواتية لنظرية «الانفجار العظيم». وبدأ علماء في المنظمة الاوروبية للابحاث النووية امس تشغيل الآلة العملاقة التي تقوم بتفتيت الجسيمات وربما تؤدي التجارب التي تجرى باستخدام هذه الالة الجديدة وأقيمت في منطقة سيرن تحت الحدود السويسرية الفرنسية الى الكشف عما تبقى من أسرار طبيعة الجسيمات والاجابة على أسئلة بشأن الكون. وقال روبرت ايمار المدير العام للمنظمة الاوروبية للابحاث النووية «هناك شعوران.. سعادة بإتمام مهمة عظيمة.. وأمل في اكتشافات عظيمة مقبلة».

والمهمة الاولى لهذه الآلة العملاقة نفذها العلماء بتوجيه حزمة من البروتونات، وهي جسيمات ذرية دقيقة موجبة الشحنة، لتدور على امتداد 27 كلم هي محيط الآلة، في نفق تحت الارض يسمى «معجل هادرون الكبير للتصادمات». وأكملت الحزمة دورتها الاولى في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش امس، وسط هتافات العلماء. وقد أنشئت هذه الآلة العملاقة لدراسة تصادم الجسيمات الدقيقة، وستسجل اجهزة الكومبيوتر تفاصيل التجربة بالتفصيل، وسيقوم نحو عشرة آلاف عالم فيزياء في انحاء العالم بتحليل كافة تلك المعطيات والمعلومات للوقوف على بعض أسرار الكون. وفي الاسابيع المقبلة سيتم إرسال أشعة في كلا الاتجاهين في وقت واحد لإحداث تصادمات عالية السرعة. ويترقب العلماء في أنحاء العالم وصول بيانات خاصة بتصادم هذه الجسيمات المتناهية الصغر. ومن بين الاحتمالات أنها ستؤدي الى تكون المادة، ما يثبت صحة النظرية التي تتحدث عن وجود الجسيم الاولي الافتراضي الذي يعرف باسم «هيجز بوزون». وأجج كتاب متشائمون مخاوف من أن تؤدي هذه التجربة الى إحداث ثقوب سوداء صغيرة ذات جاذبية عالية التركيز قد تمتص بقوتها الكرة الارضية برمتها، ما أثار اهتماما غير مسبوق بطبيعة الجسيمات قبل بدء تشغيل الآلة. وتصر المنظمة على أن مثل هذه المخاوف ليست مبنية على أساس وأن الآلة آمنة تماما.

وتشرف على المشروع منظمة الابحاث النووية الاوروبية (سيرن)، ويحتوي النفق الذي صمم على شكل حلقة، على اكثر من 1000 مغناطيس اسطواني وضعت من بدايته الى نهايته، مهمتها توجيه مسار حزمات الجسيمات الدقيقة، التي تنطلق بسرعة تقارب سرعة الضوء، وتغييره. وتدور الحزمة حول الحلقة، 11 الف دورة تقريبا في الثانية الواحدة. ويدرس العلماء اصطدام حزمتين من هذه الجسيمات في مواقع توضع فيها اربعة مجسات استشعار، بهدف التعرف على أدق مكونات الذرة.

من جانب آخر يقول علماء بريطانيون يعملون في أعمق منجم في بريطانيا انهم ربما تمكنوا من تحقيق تجربة اصغر من تجربة مركز «سيرن»، التي كلفت قرابة مليارات الدولارات. ويقول العلماء البريطانيون انهم ربما سبقوا زملاءهم في المركز السويسري وبكلفة اقل بكثير من كلفة «سيرن»، وبنفق لا يزيد طوله على نصف كيلومتر، ولن يستغرق منهم اكثر من نصف الوقت الذي قد تستغرقه تجربة «سيرن».