ألمانيا: الطلبة يتعلمون وقوفا

يعزز تركيز التلميذ ويقوّم عموده الفقري

TT

منذ قرون والوقوف في ركن الصف، ربما عقوبة يفرضها المعلمون على التلاميذ الكسالى والمشاغبين، لكن علماء التربية والتربية الرياضية الألمان يرون أن التعلم وقوفا يعزز تركيز الطفل ويقوّم عموده الفقري.

ويبشر مشروع «مدارس في حركة»، الذي تشترك في تنفيذه وزارة التعليم واللجنة الأولمبية الألمانية، بانتهاء عصر طاولة الدرس التقليدية وبدء عصر منصة التعليم. وهكذا يمكن للتلاميذ الصغار مستقبلا الوقوف خلف المنصات، بعد أن كان استخدام الأخيرة مقصورا على أساتذة الجامعات.

ومع بدء العام الدراسي الجديد بدء تطبيق مشروع «التعلم وقوفا» في المدرسة الابتدائية «فالك شولة» في مدينة هام التي تقع في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليون نسمة). وخصصت المدرسة في المرحلة التجريبية 30 منصة فقط وتم توزيع ثلاث منصات في مؤخرة كل غرفة درس. وهي أول مدرسة في ألمانيا تطبق نظام التعلم وقوفا وينتظر أن يعمم على المدارس الأخرى في الولاية بعد انتهاء فترة الاختبار.

ويقف ثلاثة تلاميذ، حسب جدول زمني معين، خلف المنصات وتتم مقارنة مستواهم الدراسي على الطاولة التقليدية وخلف المنصة لاحقا. كما سيتولى الأطباء طوال العام الدراسي فحص أجسام الطلبة ونشاطهم ووزنهم بالعلاقة مع استخدام المنصات. ويتطلب الأمر من التلميذ التخلي عن حذائه والوقوف أمام المنصة على وسائد من الاسفنج طوال فترة الدرس.

وذكرت المديرة غابرييلا كاستنر أن إقبال التلاميذ على المنصات كبير وحدث تنافس على استخدامها. واضافت أن المنصة تقلل حركة التلاميذ المشاغبين وتزيد حركة الخاملين، كما أنها تقلل «اللغو» أثناء الدرس، ترفع تركيز التلاميذ وتحسن دورتهم الدموية. وأجرت المدرسة استفتاء صغيرا بين التلاميذ أظهر ان 4 من كل خمسة منهم يفضل منصة الوقوف، وقال 90% منهم أن الوقوف أفضل من الجلوس، وأكد ثلثا التلاميذ أن الوقوف يزيد التركيز ويقلل حالات النعاس والملل والتعب.

من ناحيته، قال غونتر شميدباو، من شركة التأمين الصحي «آ أو كي»، المشاركة في المشروع، ان وسادة القدمين تجعل التلميذ في حركة دائمة، تزيد من اندفاع الدم إلى دماغه، وتقلل الضغط على العمود الفقري وعضلات الظهر. وتحتوي الوسائد على مواقع خشنة تتيح للتلميذ تدليك باطني قدميه باستمرار.

وساهم مصرف «شباركاسة» في تمويل شراء المنصات الثلاثين بسعر 900 يورو للمنصة الواحدة مع الوسادة. وفي حين ذكرت التلميذة التركية مالت باي أن الوقوف أمام المنصة قلل فرص «الثرثرة» مع زميلاتها أثناء الدرس، وقالت زوزانة بيركن أن الوقوف لمدة أسبوع حررها من آلام ظهرها.