القبض على 5 فرنسيين من أصول مغاربية بشبهة التحضير لعمل إرهابي

باريس تدعو إلى معالجة الأسباب التي تغذي التطرف

TT

فيما ألقت قوى الأمن الفرنسية القبض على خمسة مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية صباح أمس الخميس في مدينة رين (غرب فرنسا) بشبهة التحضير لأعمال إرهابية، دعت فرنسا الى معالجة الأسباب التي تغذي التطرف والإرهاب، وعدم الاكتفاء بمكافحة الشبكات الإرهابية عن طريق الأعمال البوليسية.

وتسعى باريس، التي ترأس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري، الى تحقيق مزيد من التنسيق بين الدول الأوروبية، في ميدان مكافحة الإرهاب. وتريد وزيرة الدفاع الفرنسي ميشال أليو ماري، وفق ما قالته أمس عقب اجتماع ضم قادة القوى الأمنية والمخابرات، في لوفالوا بيريه، غرب العاصمة الفرنسية، تركيز العمل في اتجاهين: الأول، مراقبة ما يجري داخل السجون في فرنسا وأوروبا، لجهة استفادة المتشددين الإسلاميين منها لتجنيد جهاديين جدد. والثاني العمل منذ الآن على تفادي عمليات إرهابية تتم بطرق غير تقليدية، أي نووية، بيولوجية، إشعاعية او كيماوية. وفي خصوص الموضوع الأول، تطرح الوزيرة فكرة مشروع إعداد كتاب «ارهاب في السجون» على المستوى الأوروبي يتضمن كافة المعلومات المتاحة حول استغلال المتشددين الإسلاميين السجون لتجنيد جهاديين ومتشددين يمكن أن يشكلوا خلايا إرهابية بعد خروجهم من السجن. وتريد أليو ماري التي تسعى لتخصيص يوم عمل أوروبي نهاية الشهر الجاري، لموضوع السجن، أن تشدد الرقابة على المشتبه في تجنيدهم في السجون بعد إخلاء سبيلهم. وفي موضوع العمليات الإرهابية غير التقليدية، تريد أليو ماري إقامة تمارين على المستوى الأوروبي للتعامل مع هذه التهديدات. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها أمس، إن الحرب على الإرهاب «يجب أن تخاض من غير خلل وبكل أبعادها، لكن مع احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعن طريق العمل على معالجة الأسباب التي تغذي الإرهاب والتطرف». وفي حديث الى صحيفة «لو فيغارو» نشر أمس بمناسبة الذكرى الثامنة لعمليات 11 سبتمبر (أيلول)، افادت الوزيرة الفرنسية بأن أجهزة الأمن قبضت العام الماضي على 89 متشددا إسلاميا وعلى 55 آخرين العام الجاري. فضلا عن ذلك، كشفت أليو ماري استمرار الأصوليين في تجنيد إسلاميين في الضواحي الفرنسية «يرسلون عقبها الى المدارس الدينية الإسلامية في باكستان أو مصر أو اليمن، فيما الإعداد العسكري يتم في المناطق الباكستانية ـ الأفغانية». وبحسبما تقوله الوزيرة الفرنسية، فإن فرنسيين يرسلون الى هذه المناطق لتلقي تدريب عسكري، وهو ما تؤكده المخابرات الفرنسية ومخابرات أجنبية لم تسمها. لكن أعداد هؤلاء قليلة. وبالإضافة الى ذلك، قالت أليو ماري إن الأجهزة الفرنسية عطلت العام الجاري مجموعة من الخلايا المتعاونة مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وذلك على الأراضي الفرنسية نفسها. وتحذر أليو ماري من دور شبكة الإنترنت في تجنيد الإرهابيين، وتدعو الى توثيق التعاون بين الأجهزة الأوروبية، بما في ذلك زيادة الرقابة على الحدود. وأشارت الوزيرة الفرنسية الى ان خمس دول يأتي منها التهديد، سمت منها باكستان واليمن فقط، مؤكدة أن الواصلين منها يخضعون لرقابة خاصة بحيث يتم فحص لوائح المسافرين وتفادي أن يصل المتشددون الى بلدان الاتحاد الأوروبي عبر المرور في بلد ثالث.