قيادي بالجماعة الإسلامية: عبد الناصر شارك في نصر أكتوبر

قال إن السنوات الأخيرة من عمره أفضل نهاية لرجل مات وهو يجهز جيشه

TT

في ما وصف بأنه «مراجعة عميقة لإعادة النظرة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر خاصة بعد الصراع العنيف بينه وبين جماعات الإسلام السياسي في مصر خاصة الإخوان المسلمين، أثنى ناجح إبراهيم قيادي الجماعة الإسلامية في مقال له على موقع الجماعة، احتفالا بذكرى العاشر من رمضان وهي ذكرى حرب أكتوبر (تشرين الثاني) عام 1973، على عبد الناصر، مثمنا جهوده لإعادة تسليح الجيش المصري وتنظيمه عقب هزيمة يونيو (حزيران) 1967 وحتى وفاته في سبتمبر (أيلول) من عام 1970.

واعتبر إبراهيم عبد الناصر شريكا في النصر الذي تحقق عام 1973 وأن نهايته كانت الأفضل لأنه «مات وهو يجهز جيشه للحرب» و«دفع الثمن غاليا» بوفاته في سن صغيرة مريضا بالقلب.

وفي مفارقة لافتة أثنى إبراهيم أيضا على الرئيس الراحل أنور السادات وقادة الجيش المصري لكن الحديث عن السادات جاء بشكل عابر في المقال. وقال إبراهيم: «إن شعورا عميقا بضرورة الثأر للكرامة العسكرية المصرية لازمت جميع القادة العسكريين المصريين عامة وعبد الناصر على وجه الخصوص.. ولم يزل هذا الشعور عند الأحياء منهم حتى يوم العبور العظيم للقناة يوم العاشر من رمضان.. حيث تحولت المرارة إلى سعادة، والكآبة والحزن والإحباط إلى نشوة بالنصر الذي انتظروه طويلا».

وتابع: «فكيف لمثل عبد الناصر وهو الرجل الصعيدي الشهم أن يرى سيناء كلها محتلة.. ثم يرى بعدها بعام أو أكثر الطائرات الإسرائيلية وهي تعربد في سماء القاهرة والقليوبية ونجع حمادي وغيرها.. ثم لا يحرك ساكنا ولا تحترق أعصابه لكي يخرج من هذا المأزق الفظيع». وأضاف: «بدأ الرئيس عبد الناصر يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة.. ويواصل الليل بالنهار لإعادة تأهيل القوات المسلحة المصرية لتعود إلى سابق عهدها ومجدها .. مما جعله يدفع الثمن غاليا.. وهو إصابته بضيق ثم انسداد في الشريان التاجي ليتوفى وهو في الثانية والخمسين من عمره.. على غير عادة أمثاله من الرؤساء الذين يعمرون عادة بعد الثمانين».

ووصف القيادي في الجماعة الإسلامية السنوات الثلاث الأخيرة من حياة عبد الناصر بأنها «كانت خير نهاية لرجل أن يموت وهو يجهز جيشه وشعبه لدحر الإسرائيليين وهزيمتهم وتحرير بلاده وأرضه منهم.. ويموت وكل وقته وجهده يمضيه في الاستعداد لحرب الإسرائيليين ورد ظلمهم واعتدائهم».

ومدح ناجح إبراهيم قادة الجيش المصري في حرب أكتوبر خاصة سعد الدين الشاذلي الذي وصفه السادات بأنه «جعل سير القوات على المعابر في قناة السويس وقت الحرب أسهل من المرور في القاهرة وقت السلم».

ولكن ناجح إبراهيم انتقد «التصاقه بالنظام الليبي المعروف بتقلباته وإدعائه أن المجموعة التي اغتالت السادات تابعة له، على عكس الحقيقة».

وفي تعليقه قال ضياء رشوان الخبير المتخصص في شؤون الجماعات الأصولية في مصر أن مقال ناجح إبراهيم يأتي ضمن سلسلة مقالات نشرت على موقع الجماعة تعيد تقييم مواقفها ازاء عبد الناصر، وتثمن جهوده في ناحيتين، أولهما موقفه تجاه إسرائيل والثاني إصلاحاته في مجال العدل الاجتماعي خاصة، أن ناجح إبراهيم وكرم زهدي وغيرهما من قادة الجماعة الإسلامية الحاليين «ولدوا في الخمسينات من القرن الماضي وبالتالي استفادوا من منجزات ثورة يوليو الاجتماعية».

وأشار رشوان إلى أن الجماعة الإسلامية يحسب لها عدم الاكتفاء بمراجعة رؤاها الفكرية فقط بل تعدت ذلك إلى إعادة النظر في المواقف السياسية وتقييم القادة والزعماء أيضا، كما أنها أكدت تحررها من الإرث التاريخي الدامي التي اشتركت فيه بعض التنظيمات وخاصة الإخوان المسلمين مع نظام ثورة يوليو (تموز) 1952.