انتحارية كردستان: فشلت في تفجير نفسي ببغداد فتوجهت لأربيل

دعاء قالت إنها أرادت الانتقام لزوجها

TT

كشف مصدر امني مسؤول في وكالة حماية اقليم كردستان العراق، عن نهاية التحقيقات مع الانتحارية التي تم القبض عليها الاسبوع الماضي وهي تضع حزاما ناسفا قبيل تفجير نفسها في اربيل.

وقال المصدر الامني الذي رفض نشر اسمه، ان «الانتحارية دعاء حميد ابراهيم الدليمي، من مواليد بغداد عام 1991، أي عمرها 17 سنة، كانت متزوجة من احد عناصر ما تسمى بدولة العراق الاسلامية، من تنظيم القاعدة، وقد قتل على ايدي رجال الصحوات في بغداد، لهذا ارادت الانتقام لمقتل زوجها وتنفيذ عملية انتحارية». واضاف المصدر الامني الكردي، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من اربيل امس «ان دعاء اكدت بانها بعثت برسالة الى احد عناصر تنظيم القاعدة الذي كان على علاقة بزوجها واسمه حارث، وهو امير دولة العراق الاسلامية في منطقة العامرية، غرب بغداد، بينت خلالها استعدادها لتنفيذ عملية انتحارية». وحسب اعترافات الانتحارية دعاء، فان «امير دولة العراق الاسلامية في العامرية هيأ لها حزاما ناسفا لتفجير نفسها وسط تجمع للمواطنين في بغداد، الا ان خللا فنيا منع من تفجير هذا الحزام الناسف»، مشيرة الى ان «حارث قتل بعد ذلك على ايدي الجيش الاسلامي (إحدى الجماعات المسلحة)».

واوضح المصدر الامني قائلا ان «الانتحارية دعاء اعترفت بان امرأة في تنظيم القاعدة، متزوجة من احد عناصر دولة العراق الاسلامية واسمه فراس، تولت مسؤوليتها اذ انها لن تتخلى عن هدفها بتفجير نفسها والانتقام لمقتل زوجها حيث اختير لها في المرة الثانية هدف في اربيل، عاصمة اقليم كردستان، لتفجر نفسها وسط تجمع للمواطنين هناك»، وذلك «لزعزعة الاستقرار الامني الذي تنعم به هذه المدينة وبقية مدن الاقليم وتحدي الاجهزة الامنية هنا وارسال رسالة مفادها ان الاقليم غير آمن من جهة، ولان نجاح العملية في اربيل سوف يجذب الكثير من الانظار والاهتمامين السياسي والاعلامي، من جهة ثانية». وحسب اعترافات الانتحارية دعاء، فان «زوجة فراس عملت لها زفة عرس قبيل ارسالها الى اربيل باعتبار ان يوم تفجير نفسها هو عرسها الحقيقي».

واضاف المصدر الامني الكردي قائلا «لقد اعترفت الانتحارية بان عناصر القاعدة اوصلوها الى مدينة كركوك، وهناك هيأوا لها حزاما ناسفا يحتوي على 6 كيلوغرامات من مادة (سي فور) الشديدة الانفجار للغاية، حيث تعادل هذه الكمية من 50 كيلوغراما من مادة الـ(تي ان تي) الشديدة الانفجار»، مشيرا الى ان «مادة الـ(سي فور) غير موجودة في العراق ولم تكن موجودة لدى الجيش العراقي السابق وهي غير موجودة لدى الجيش العراقي الحالي، هذه المادة موجودة لدى بعض دول الجوار، في ايران وسورية ودول اوروبا الشرقية، وهذا يعني ان تنظيم القاعدة ادخل مواد تفجيرية متطورة جديدة في عملياته الانتحارية ليتسبب بمقتل المزيد من العراقيين الابرياء».

وعن طريقة القاء القبض على الانتحارية دعاء، قال المصدر الامني الكردي لقد «تلقينا معلومات استخبارية استباقية عن الانتحارية دعاء ، حيث التقت في كركوك احد عناصر دولة العراق الاسلامية واسمه حيدر، الذي استأجر لها تكسي». واضاف «قبيل وصول دعاء الى مدينة كركوك وعلى مسافة 25 كيلومترا جنوب اربيل تم ايقاف سيارة الاجرة التي تقل دعاء بكل هدوء وبصورة بدت طبيعية وتم القاء القبض عليها من قبل رجالنا».

واشار المصدر الامني الكردي الى ان «الانتحارية دعاء اعترفت بان مهمتها كانت تتلخص بالبحث عن اكثر المناطق ازدحاما في اربيل لتفجر نفسها وتقتل اكبر عدد من الابرياء، وقد كانت طبيعية ومتعاونة خلال ادلائها بالاعترافات خاصة بعد ان جوبهت بالمعلومات التي لدينا عنها وعن المدعو حيدر، وقد تمت احالتها على القضاء حسب القوانين المرعية».

واوضح المصدر الامني قائلا «ان هذه هي العملية الانتحارية الثامنة في مدينة اربيل حيث نفذت سبعة منها وتم القبض على الثامنة واجهاضها، بل ان هذه هي اول عملية انتحارية في اربيل تكلف بها عراقية او عراقي، اذ ان جميع العمليات السابقة قام بها عرب غير عراقيين واحداها نفذها ايراني اسمه علي»، منوها الى ان «وكالة حماية الاقليم كانت قد كشفت عن 18 شبكة ارهابية مرتبطة بتنظيمات القاعدة وانصار السنة».