بريطانيا وفرنسا تقودان جهودا لإيقاف إجراءات المحكمة الجنائية ضد البشير

وزيران من البلدين في الخرطوم.. ووزيرا الخارجية في لاهاي

TT

قالت مصادر صحافية في لندن أمس، إن بريطانيا وفرنسا تقومان بجهود قوية بالتعاون مع ليبيا والجامعة العربية من اجل ايقاف اجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير، الذي يتهمه المدعي العام فيها بارتكاب جرائم حرب في دارفور، لكن جمعية لحقوق الانسان، طالبت الدولتين بوقف «تدمير المحكمة.. والعدالة». وحسب المصادر فإن من المتوقع ان يصل الى العاصمة السودانية الخرطوم في وقت قريب وزير الدولة للخارجية البريطانية للشؤون الافريقية مارك مالوك براون، ونظيره الفرنسي برونو غوبرت، معا لبحث امكانية التوصل لحل وسط أو تسوية يمكن ان يخرج الرئيس السوداني عمر البشير من الاتهامات التي تطوقه بها المحكمة الجنائية. ونقلت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية امس، عن ستيف كرواشو من منظمة «هيومن رايتس وتش» قوله ان التفاوض بخصوص العدالة سيضعف من مصداقية واستقلالية المحكمة الحنائية الدولية بشكل دائم. وقال ان «الفكرة بعقد صفقة في قضية العدالة، سيؤدي الى هزة اخلاقية وتنصل من الجانب البريطاني، وهو أمر سيؤدي الى تدمير المحكمة».

وقال كراشو «العدالة ليست خياراً لعملية تجارية، وسنرى ان السودان لا يفي بوعوده، من يعتقد ان السودان يعمل بحسن نية، اما هو سطحي او موضع شك». وسيلتقي مسؤولون في المحكمة الجنائية الدولية وزيري الخارجية البريطاني ديفيد مليباند، ونظيره الفرنسي برنار كوشنير، لشرح مواقف المحكمة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي. لكن مالوك براون دافع عن الدور البريطاني وقال «انه بكل وضوح ولأننا نحترم المحكمة الجنائية الدولية، لا نريد ان نساوم في سلطتها، وهذا ليس بمثابة الرغبة في هزيمة المحكمة وهي في بداية حياتها. ولكن الخرطوم فسرت ادانة المحكمة للبشير باعتبارها تدبيرا من العالم الغربي لمواجهة السودان، هناك امور مهمة على المحك ليس فقط دارفور، انما كذلك عملية السلام في جنوب السودان. ولزاماً علينا نحافظ على الأهداف الاستراتجية للمحكمة الجنائية الدولية، التي نشاطرها في انهاء الافلات من العقوبة وزيادة الأمن في دارفور».   الى ذلك قال ماني أركوا مناوي مساعد الرئيس السوداني المختفي بين قواته في دارفور منذ شهور، ان القوات الحكومية شنت أمس هجمات جديدة على قاعدة تسيطر عليها قواته في اقليم دارفور. وقال مناوي الذي يتزعم حركة تحرير السودان التي وقعت عام 2006 اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، أصبح بموجبه مساعدا للرئيس أنه لا يعرف السبب وراء الهجوم الذي تعرض له مقره في منطقة شرق جبل مرة ليومين على التوالي.

ويختفي مناوي بين قواته منذ 3 اشهر، احتجاجا على البطء في تنفيذ اتفاقية السلام، وقال انه لن يعود الا عندما تجد الحكومة السودانية، أن لديها رغبة في تنفيذ اتفاق عام 2006. وتشير انباء الى انه يعتزم الذهاب الى واشنطن، التي توسطت لابرام الاتفاقية، لعرض وجهة نظره، فيما حذر انصاره في الخرطوم بحرب شاملة في دارفور. وقال مناوي ان القوات السودانية هاجمت متمرديه أمس واول من أمس، لكنهم هزموها في المرتين. وقال انه لا يعلم ما وراء هجوم القوات الحكومية. وأضاف «هذه هي الطريقة التي تتصرف بها حكومة السودان». وقال ان القاعدة القريبة من بلدة تابت على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب غربي مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، تعرضت لهجوم من القوات الحكومية والميليشات الحليفة لها. وأضاف أنه من المبكر للغاية تقدير عدد الضحايا.