اليوم ينتخب حزب «كديما» خليفة أولمرت

الاستطلاعات ترشح فوز ليفني ولكن موفاز يصر على أنه سيفوز وسيفاجئ الجميع

TT

يتوجه اليوم الى صناديق الاقتراع حوالي 74 الف عضو في حزب «كديما» الحاكم في اسرائيل، لانتخاب خليفة رئيس الوزراء الحالي، ايهود أولمرت، الذي أعلن انه سيستقيل من منصبه حتى يتفرغ لمتابعة قضايا الفساد التي اشتبه بالتورط فيها.

ويتنافس على المنصب، أربعة وزراء، هم: القائمة بأعمال رئيس الحكومة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ونائب رئيس الحكومة وزير النقل والشؤون الاستراتيجية، شاؤول موفاز، ووزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، ووزير الداخلية، مئير شطريت. وحسب نتائج استطلاعات الرأي، التي نشرت في الشهور الأخيرة، فإن التنافس الأساسي يتركز ما بين ليفني وموفاز، مع أكثرية واضحة للوزيرة ليفني (49%:39%)، ولكن مساعدي موفاز يصرون على ان النتيجة الفعلية في الصناديق ستكون مفاجئة لكل من أجروا الاستطلاعات. وقالوا انه وفقا لحساباتهم، فإن موفاز سيتغلب على ليفني بنسبة 3 ـ 4% على الأقل.

ويبدي المراقبون حذرا حقيقيا من الاعتماد على نتائج الاستطلاعات ويشيرون جميعا الى ان الطريقة التي يدير فيها موفاز معركته قد تؤدي فعلا الى مفاجأة. فهو يديرها كما لو انها عملية عسكرية متكاملة. فقد أقام جهازا من المساعدين يتألف من مجموعة ضباط سابقين في الجيش، يعمل من خلال مكتب كبير بني بطريقة «غرفة العمليات العسكرية»، تنتشر على جدرانه الخرائط، ويتوزع فيه المسؤولون على عدة مواقع لكل منهم مهمة واضحة.

وكان موفاز قد بدأ حملته الانتخابية قبل أي من المرشحين الأربعة بعدة أشهر. ويقول مساعدوه انه لا يوجد عضو في حزب «كديما» إلا والتقى موفاز شخصيا خلال هذه الشهور. واعتمد موفاز في حملته على تجنيد مجموعات كبيرة من المصوتين عن طريق النقابات العمالية في الشركات الكبرى (مثل شركة الكهرباء القطرية وشركة القطارات ونقابات سائقي سيارات الأجرة وغيرهم)، وكذلك على مقاولي الأصوات، الذين يتقاضون أجورهم حسب عدد الأصوات التي يعطونها. ويركز موفاز حملته على مجموعات سكانية تتسم بالبساطة وتبتعد عن التفكير الآيديولوجي، مثل الأعضاء من أصل اثيوبي (5000 عضو) والأعضاء العرب (11000 عضو). فالقسم الأكبر من هؤلاء يصوتون على أساس المنفعة الشخصية وليس المبدئية.

ويبني جهاز موفاز كثيرا على يوم الانتخابات، حيث سيسعى لجلب كل المصوتين «المضمونين» له. وأقام لهذا الغرض بالذات جهازا زوده بمئات السيارات لنقل المصوتين، وأعطي كل سائق جهاز التوجيه الجغرافي «GPS»، للاهتداء من دون عناء على عناوين البيوت لجلب الناخبين.

أما ليفني، فأقامت جهازها متأخرة وتعتمد بالأساس على شعبيتها وسط الجمهور وعلى الاستطلاعات التي تشير الى انها المرشحة الوحيدة التي تحافظ على «كديما» كحزب سلطة كبير يهدد مكانة حزب الليكود، الذي تتنبأ الاستطلاعات بفوزه في الانتخابات المقبلة. كما تعتمد على تأييد النساء لها، وهن يشكلن نسبة الثلث بين أعضاء الحزب.

وتبني ليفني خطتها ليوم الانتخابات على ما يسمى بجيش السفراء. فقد تمكنت من تجنيد 700 شخصية من الحزب، تعهد كل منهم بأن يجلب بشكل شخصي 20 ـ 40 ناخبا الى صناديق الاقتراع يضمن أن يصوتوا لها. وأما المرشحان الآخران، ديختر وشطريت، فقد ظلت المحاولات مستمرة حتى آخر لحظة لثنيهما عن الاستمرار في التنافس والعمل على قصر التنافس على ليفني وموفاز، وبقي الطرفان يرفضان ذلك. وهما يأملان في اجراء جولة ثانية للانتخابات يوم الأربعاء المقبل اذا لم يحصل الفائز على نسبة 40% من الاصوات. ويقولان انهما سيتفاوضان مع المرشحين بعد هذه الجولة.

وجدير بالذكر ان المرشح الذي سينتخب رئيسا لحزب «كديما» اليوم، سيبدأ المشاورات لتشكيل حكومة جديدة. وسيتم ذلك عندما يجري الرئيس شيمعون بيريس مشاورات مع قادة الأحزاب ويرى أن هناك امكانية واقعية لانتخابه رئيسا للحكومة بتأييد من غالبية النواب في الكنيست. فإذا لم ينجح في تشكيل حكومة، خلال مدة 42 يوما (28 يوما في المرحلة الأولى تمدد بـ 14 يوما آخر)، فإن الرئيس سيعلن عن حل الكنيست وستعلن انتخابات عامة جديدة بعد 90 يوما. وخلال كل هذه المدة يستطيع ايهود أولمرت البقاء رئيسا للحكومة متمتعا بجميع الصلاحيات القانونية، بما في ذلك التوقيع على اتفاقات دولية، علما بأنه بدأ يتعرض من الآن الى ضغوط لكي يستقيل من منصبه ويتركه لنائبته ليفني.