لندن: استقالة وزير احتجاجا على سياسات براون

ديفيد كيرنز
TT

استقال وزير داخل الحكومة البريطانية، في أكبر انقلاب على قيادة رئيس الوزراء غوردون براون حتى الان. وفي وقت سابق امس رفض حزب العمال البريطاني الحاكم بقيادة براون دعوات من أجل اجراء انتخابات على زعامة الحزب من شأنها أن تهدد زعامته التي بدأت قبل 15 شهرا. وقال مكتب براون في بيان «قبل رئيس الوزراء استقالة ديفيد كيرنز. ان ممارسة الحكم تتطلب مسؤولية جماعية». وكان كيرنز وزيرا في وزارة شؤون اسكوتلندا. وجرى عزل عضوين في البرلمان من وظيفتيهما الحكوميتين لابدائهما عدم الرضا عن قيادة براون، واستقال ثالث بعدما قال إنه ينبغي تحديه.

واعتبر الخبراء هذه الاستقالة اكبر انقلاب على قيادة رئيس الوزراء لحزب العمال بعد ان تم عزل عضوين عماليين في البرلمان من وظيفتيهما الحكوميتين لنفس السبب. وتجيء استقالة الوزير كيرن في الوقت الذي يواجه براون دعوات لاجراء انتخابات لاختيار زعيم جديد للحزب مما يمثل مزيدا من الضغوط، حيث يكافح في التصدي لتراجع في الأداء الاقتصادي وانخفاضا في معدلات شعبيته. ويقول المراقبون في العاصمة لندن ان مستقبل براون كزعيم للحزب يناقش بشكل سري على كل المستويات داخل الحزب، وأن الوقت حان لاجراء انتخابات لاختيار زعيم جديد للحزب.

ويحاول براون الذي تولى رئاسة الوزارة البريطانية خلفا لتوني بلير العام الماضي وهو ليس بحاجة لاجراء انتخابات قبل مايو (أيار) من عام 2010، اعطاء دفعة جديدة لرئاسته للوزراء بعد شهور من التوقعات حول مصيره بسبب سلسلة من الهزائم المنكرة التي لحقت بالحزب في الانتخابات المحلية. ويحاول براون الذي كان وزيرا للمالية اللحاق بحزب المحافظين المنتعش كما أنه يواجه قلقا عاما من ارتفاع فواتير السكن وهبوط سوق الاسكان وتراجع الوضع الاقتصادي في بريطانيا.

ويقول معارضو براون داخل حزب العمال ان حزبهم ليس لديه فرصة في الفوز بالانتخابات لو ظل براون زعيما للحزب. فبعد 11 عاما قضاها في السلطة تأخر حزب العمال عن حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي بفارق حوالي 20 نقطة.

ويوضح مراقبون انه يصعب إيجاد وزير يتمتع بثقة الجماهير واحترامها ليصلح ما أفسده براون ويعيد الشعبية الى حزب العمال، حتى أن وزير الخارجية ديفيد ميليباند، المتمرد على براون، يفتقر الى الخبرة المطلوبة، وفقد وزير العدل جاك سترو مصداقيته بسبب دوره في غزو العراق والمآسي التي حصلت هناك. وذكرت صحف بريطانية ان 12 نائباً عمالياً ووزراء سابقين يسعون الى إبراز مرشح ينافس براون على الزعامة خلال المؤتمر السنوي للحزب في مانشستر.