مقتل 12 من «القاعدة» في قصف استهدف الشريط الحدودي

قائد الجيش الأميركي يلتقي القادة الباكستانيين وسط توتر على الحدود مع أفغانستان

قوات الشرطة الهندية تفحص آثار تفجير حافلة في سرنجار بكشمير أمس (رويترز)
TT

قال مسؤول باكستاني رفيع ان ضربة صاروخية نفذتها طائرة اميركية دون طيار وقتل فيها خمسة متشددين كما دمر مستودع ذخيرة واسلحة امس كانت نتيجة لتبادل معلومات مخابرات بين باكستان والولايات المتحدة. واضاف المسؤول الذي اكد العملية وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة: «انها تظهر تحسن تنسيق معلومات المخابرات على الارض».

اعلن مسؤولون امنيون ان الجيش الباكستاني قتل امس ما لا يقل عن 12 مقاتلا اسلاميا مواليا لتنظيم «القاعدة» في قصف استهدف مخابئهم في المناطق القبلية شمال غربي باكستان قرب الحدود الافغانية. ووقعت العملية التي شنتها طائرات مقاتلة في منطقة باجور حيث شن الجيش مطلع اغسطس (اب)، نزولا عند ضغط واشنطن، هجوما واسع النطاق على عناصر طالبان الباكستانيين وحلفائهم الافغان ومقاتلي «القاعدة». وأعلن أحد ضباط قوات الأمن لوكالة الصحافة الفرنسية، رافضا كشف هويته، ان «الطيران قصف مخابئ مقاتلين اسلاميين صباحا فقتل 12 منهم وجرح 14». واضاف الضابط ان مروحيات قصفت ايضا مخابئ لجأ اليها المقاتلون في مناطق رشقاي وزرمندي وكوسر وبندا» في منطقة تعتبرها واشنطن من معاقل «القاعدة» في المناطق القبلية الباكستانية. ومنذ بداية هجوم باجور اكد الجيش انه قتل نحو 800 مقاتل اسلامي لكن لم يتسن التأكد من تلك الحصيلة لدى مصادر مستقلة. كذلك دفعت تلك المعارك 260 الف شخص الى النزوح من ديارهم حسب الامم المتحدة. وجاءت المعارك الجديدة على خلفية توترات شديدة بين واشنطن واسلام اباد بعد تكثيف الهجمات الاميركية التي تستهدف «القاعدة» في المناطق القبلية. ومنذ اسابيع يطلق الجيش الاميركي، الذي يشكل غالبية القوات الدولية التي تقاتل تمرد طالبان في افغانستان، تقريبا يوميا صواريخ من طائرات بدون طيران تحلق فوق المناطق القبلية في باكستان والحدودية مع افغانستان وحيث تقول واشنطن انها ميتقنة ان المتمردين الافغان ومقاتلي «القاعدة» اعادوا تشكيل قواهم فيها. لكن الصواريخ التي تقتل المقاتلين الاسلاميين لا توفر المدنيين كذلك في كل عملية. الى ذلك كشفت مصادر أمنية في العاصمة إسلام آباد عن هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف مركزا لقوات الأمن الباكستانية في منطقة باندايب بوادي سوات بوزيرستان أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وجرح ستة آخرين. وقالت مصادر الجيش الباكستاني إن الانتحاري فجر نفسه بالقرب من مبنى اداري من طابقين انهار عقب الانفجار، في حين هاجمت وحدة من المقاتلين الإسلاميين حاجزا للجيش في وادي سوات. وقال مسلم خان المتحدث باسم طالبان إن عدد القتلى اكثر من 20 في التفجير الانتحاري، واعلن مسؤولية الحركة عن التفجير الانتحاري. وقال مسؤولون ان نحو 43 شخصا كانوا داخل المبنى عند تفجيره. وفي طريق يقع بالقرب من بيشاور بشمال غربي باكستان، أصيب خمسة من جنود الجيش الباكستاني بجروح في انفجار عبوة ناسفة. من جهة اخرى أعلن مسؤول أمني اول من امس أن القوات الباكستانية تساندها مروحيات وطائرات، قصفت مخابئ للمسلحين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» في شمال غربي المنطقة القبلية ما أسفر عن سقوط 15 قتيلا. وتشن القوات الحكومية هجوما واسع النطاق على مواقع المسلحين بمنطقة  باجور قرب الحدود الأفغانية منذ الشهر الماضي. وأدت العمليات إلى سقوط سبعمائة قتيل معظمهم من المسلحين الإسلاميين، ونزوح حوالي 260 ألف شخص. الى ذلك عبر الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الاميركية مجددا امس عن التزام الولايات المتحدة باحترام سيادة باكستان بعد سلسلة هجمات اميركية ضد متشددين في باكستان تسببت في توتر العلاقات بين الحليفين. وقال مولين هذا الشهر انه غير مقتنع بأن القوات الغربية تحقق الفوز في افغانستان وانه يبحث عن «استراتيجية جديدة أكثر شمولا، تغطي جانبي الحدود بما في ذلك المناطق القبلية في باكستان. ويقول مسؤولون اميركيون ان مقاتلي طالبان والمقاتلين الذين لهم علاقة بـ«القاعدة» يستخدمون اقاليم قبلية، يقيم فيها البشتون في الجانب الباكستاني من الحدود، نقطة انطلاق لشن هجمات داخل افغانستان. ووعدت الحكومة الجديدة في باكستان بتقديم التأييد للحملة التي تتزعمها الولايات المتحدة ضد التشدد الاسلامي رغم ان الحملة تفتقر بدرجة كبيرة للشعبية بين كثير من الباكستانيين. لكن اسلام اباد تعترض على الهجمات عبر الحدود واحتجت على هجوم بري نفذته قوة كوماندوس اميركية حملتها طائرات هليكوبتر في اقليم وزيرستان الجنوبية هذا الشهر قتلت متشددين ومدنيين. وقالت السفارة الاميركية في بيان انه في المحادثات مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عبّر مولين عن تقديره للدور الايجابي الذي تقوم به باكستان في الحرب ضد الارهاب وتعهد بدعم الولايات المتحدة لباكستان. وقالت السفارة : «الاميرال مولين عبر مجددا عن التزام الولايات المتحدة باحترام سيادة باكستان وتطوير التعاون والتنسيق الاميركي الباكستاني أكثر». وزاد التوتر مع الولايات المتحدة من القلق في الاسواق المالية الباكستانية، إذ قال متعاملون إن سعر الروبية تراجع الى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار بسبب النزاع مع الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات مالية لباكستان وهي تواجه مشاكل اقتصادية لكنها تحسنت قليلا قبل الاغلاق. واغلقت الاسهم منخفضة عند أدنى حجم تعاملات على الاطلاق حيث زادت الولايات المتحدة من القلق بشأن الازمة المالية العالمية وضعف اساسيات الاقتصاد المحلي. وقال كياني قائد الجيش في الاسبوع الماضي انه سيتم الدفاع عن الاراضي الباكستانية بأي ثمن، وقال متحدث عسكري اول من امس انه سيتم التصدي لأي عدوان عبر الحدود. وقال مسؤول قريب من المحادثات، طالبا عدم ذكر اسمه: «إن كياني عبر عن قلقه البالغ إزاء الهجمات الاميركية داخل باكستان وشدد على أنه لا يمكن السماح للقوات الأجنبية بتنفيذ عمليات في الأراضي الباكستانية». ويقوم مولين بالزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا بسبب زيادة العمليات العسكرية الاميركية داخل باكستان ومنها الغارة الأرضية المعروفة الأولى التي أسفرت عن مقتل 20 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال في الثالث من سبتمبر (أيلول) الجاري.