أولمرت حاول إقناع أبو مازن بالتوصل إلى اتفاق مبادئ

إسرائيل توافق على الانسحاب من منطقة الأغوار مقابل 3 محطات إنذار مبكر.. والفلسطينيون يطلبون خرائط الألغام

TT

لم يستطع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، خلال لقائهما مساء اول من امس، باعلان وثيقة اتفاق مبادئ قبل مغادرته منصبه. الا ان اولمرت استعد لتكثيف لقاءاته مع ابو مازن، في محاولة لتجاوز الخلافات. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم اولمرت، «الاجتماعات ستستمر... ما دام اولمرت رئيسا لوزراء اسرائيل.. وسيظل كذلك الى ان تؤدي حكومة جديدة اليمين».

وتعهد اولمرت بمواصلة المحادثات مع ابو مازن حتى بعد ان يختار حزبه زعيما جديدا. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، ان عباس يؤيد قرار اولمرت، وانه «مستعد لمواصلة التفاوض معه حتى اخر يوم يكون فيه رئيسا للوزراء». وقال اولمرت لابو مازن، «يجب عدم إلقاء كل ما تم انجازه الى سلة مهملات التاريخ». الا ان ابو مازن اوضح له انه لا يمكن له قبول اي اتفاق جزئي. وقال عريقات ان عباس ابلغ اولمرت بشكل مباشر ان موقفه مازال كما هو، ومفاده انه لن يقبل باتفاقات جزئية ولن يؤجل ايا من القضايا الاساسية.

ولم يكشف ريغيف او عريقات عن تفاصيل المباحثات. واكتفى ريغيف بالقول، ان الزعيمين اجريا محادثات جادة في القدس وسيجتمعان ثانية بعد ان يعود الرئيس عباس من رحلته للولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. واضاف «قطعنا شوطا طويلا لكن ما زال ينبغي انجاز مزيد من العمل».

وعقد الاجتماع، الذي استمر ساعتين، في مقر رئيس الحكومة الاسرائيلية في القدس الغربية في غياب رئيسي طاقمي المفاوضات، الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلي تسيبي ليفني. وقالت مصادر اسرائيلية لـ«الشرق الاوسط»، ان اولمرت اراد ان يجتمع بعباس على انفراد. ولذلك لم توجه الدعوة لكل من ليفني وقريع. وكان اولمرت قد اتهم قريع بتعطيل اتفاق السلام. وهو ما نفته السلطة وقال عريقات «نحن نريد السلام اليوم قبل الغد». وغادر قريع الاراضي الفلسطينية، في طريقه الى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة الى جانب ابو مازن.

وقالت مصادر فلسطينية قريبة للمفاوضات، ان الوقت لا يزال ممكنا لمفاجأة قبل مغادرة اولمرت مكتبه، وهو ما تأمل به السلطة الفلسطينية. وقال ريغيف، «الباب لم يغلق في وجه التوصل الى اتفاق». الا ان سياسيين اسرائيليين يقولون، ان اولمرت لم يعد يملك السلطة الكافية لتقديم اي تنازلات.

وبحسب المصادر الفلسطينية، فان اسرائيل تراجعت عن فكرة تأجيل تسليم الاغوار للفلسطينيين 99 عاما. وتعهدت بالانسحاب في حال الاتفاق، لكنها تمسكت بنشر 3 محطات انذار مبكر في المنطقة. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط»، ان اسرائيل ترفض طلب السلطة بنشر جنود فلسطينيين في المنطقة، وابدت مرونة مقابل ذلك بنشر مراقبين اوروبيين. كما انها لم تتعهد بتسليم الفلسطينيين خرائط الالغام الموجودة في المنطقة. وهو ما طلبته السلطة مرارا. وتبلغ مساحة المنطقة، التي يقول الاسرائيليون انها امينة، حوالي 27% من مساحة الضفة الغربية. والى جانب الحدود، فان الخلافات الفلسطينية الاسرائيلية، ما زالت على حالها في موضوع القدس واللاجئين. ورغم ابداء السلطة مرونة في موضوع اللاجئين. الا ان اولمرت لم يجب ابو مازن عن سؤال حول عدد اللاجئين الذين يمكن لهم ان يعودوا الى اسرائيل. وقال عريقات ان ابو مازن قرأ على مسامع اولمرت وثيقة أنابوليس التي تنص على التوصل إلى اتفاق شامل حول كافة القضايا الأساسية، من دون استثناء، وتأكيد رفض الجانب الفلسطيني الدخول  في اتفاقيات مرحلية أو مؤقتة أو انتقالية أو مجتزئة.

وبحسب عريقات فان ابو مازن عبر عن خيبة أمله من عدم تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها تجاه المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق، وعلى رأسها وقف النشاطات الاستيطانية، ورفع الحصار والإغلاق عن الضفة الغربية وقطاع غزة، وإعادة المبعدين وإزالة البؤر الاستيطانية وفتح المؤسسات المقدسية.

وشكا ابو مازن من عدم تحقيق الآلية الثلاثية برئاسة أميركية لأية نتائج. وهو ما سيتم بحثه مع الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقائهما في 25 سبتمبر (ايلول) الجاري.

وقال عريقات إن الاتفاق بالنسبة للفلسطينيين يعني إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وإن المفاوضات هي وسيلة لتحقيق الهدف، الذي يتضمن قضايا الحل النهائي خاصة قضية اللاجئين.