التوتر يضرب شمال لبنان بعد البقاع: قتيلان و3 جرحى في إشكال بين «المردة» و«القوات»

فرنجية يمهل السلطات أسبوعين لتحديد المسؤوليات و«معاقبة الكبار»

TT

انتقل التوتر الامني «الجوال» في لبنان من بلدة تعلبايا البقاعية الى منطقة الشمال حيث حصدت الجولة الجديدة قتيلين و3 جرحى بينهم عنصر من قوى الامن في اشتباك بين عناصر من «تيار المردة» الذي يرئسه الوزير السابق سليمان فرنجية ومناصري «القوات اللبنانية».

وقد تضاربت المعلومات حول ظروف الحادث. ففيما قالت «القوات» ان مرافقي النائب «القواتي» فريد حبيب وقعوا ضحية مكمن نصبه انصار فرنجية، قال الأخير ان حارسه «اغتيل» على يد مرافقي حبيب. وطالب السلطات اللبنانية بفتح تحقيق وان تطال العقوبات جميع المسؤولين عنه وليس «بعض الصغار» فقط، ملمحاً الى دور لرئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» سمير جعجع الذي كان القتيل من «تيار المردة» قال في احد البرامج التلفزيونية انه من اطلق النار على جعجع في العام 1978 خلال مشاركة الاخير في العملية التي ادت الى مقتل والد فرنجية، النائب الراحل طوني فرنجية وزوجته.

وكان الاشكال حصل فجر امس في بلدة بصرما قضاء الكورة بين عناصر من «القوات اللبنانية» وآخرين من «تيار المردة» على خلفية تعليق دعوات الى المشاركة في قداس «شهداء القوات» الاحد المقبل وقد ادى تبادل اطلاق النار الى مقتل «القواتي» بيار اسحق والمسؤول عن مكتب «المردة» في البلدة يوسف فرنجية المعروف بـ«يوسف الشاب». وجرح ثلاثة أشخاص هم المعاون أول في قوى الامن الداخلي ميشال مخايل وايلي حبيب ومنصور طوق.

وافيد ان قوة من قوى الامن الداخلي دهمت منزل أحد أقرباء عنصر في الحزب السوري القومي الاجتماعي بحثا عنه حيث أوقفته للتحقيق معه بعد ورود معلومات عن علاقته بالحادث. وصادرت سلاحا حربياً من منزله.

وذكرت معلومات صحافية ان الاشكال حصل بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء «على أثر قيام عناصر من المردة بتمزيق دعوات عامة كان علقها عناصر من القوات اللبنانية في بلدة بصرما للمشاركة في قداس الشهداء الاحد المقبل. فعمد شباب من القوات الى إحضار لافتات بديلة لتعليقها، ففوجئوا بمكمن مسلح استهدفهم».

وأصدرت الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية» بياناً ذكرت فيه ان بعض المسلحين من «جماعة سليمان طوني فرنجية» عمدوا الى تمزيق الملصقات التي تدعو الجميع الى قداس الاحد المقبل. وأشارت الى ان «القوات تقدمت بشكوى الى المراجع الامنية المختصة لوقف هذه التعديات، إلا أنه على رغم ذلك استمرت جماعة فرنجية في تجاوزاتها. وكان آخرها ما وقع اليوم (امس) في بلدة بصرما ـ الكورة، اذ فيما كان بعض الرفاق يعيدون تعليق الملصقات الممزقة تعرضوا لمكمن مسلح واطلاق نار من مسلحي فرنجية سقط بنتيجته الرفيق بيار اسحق والجرحى الرفاق ميشال مخايل وايلي بوحبيب ومنصور طوق».

من جهته، أصدر المكتب الاعلامي لـ«تيار المردة» بياناً عن الحادث قال فيه: «اغتيل فجر اليوم (امس) يوسف الشاب فرنجية، المسؤول عن المردة في منطقة بصرما ـ الكورة خلال عملية استفزاز من عناصر من القوات اللبنانية عمدت الى تعليق صور قرب مكتب المردة في بصرما. وتعليق الصور جاء بعد سلسلة محاولات استفزاز في الايام السابقة بلغت حدها الاقصى طوال يوم أمس، بهدف استدراج عناصر مكتب المردة الى اشكال أمني لتنفيذ عملية اغتيال المسؤول يوسف فرنجية».

كما أصدرت عمدة الاذاعة والاعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً نفت فيه دهم منزل احد القوميين في منطقة الكورة من قبل الاجهزة الامنية ومصادرة كميات من الاسلحة كانت داخله. وأوضحت ان «الرفيق غسان غازي استدعي الى مخفر أميون على خلفية شكوى قدمها ضده مسؤول القوات اللبنانية المدعو محسن نصير في بلدة بصرما مدعياً عليه بأنه هدده».

هذا، وعقد مجلس الامن الداخلي المركزي اجتماعا استثنائيا برئاسة وزير الداخلية زياد بارود. وتناول البحث، وفق بيان صدر عقب الاجتماع «الحادث المؤسف الذي حصل ليلا في بلدة بصرما ـ الكورة. وقد اتخذت سلسلة من المقررات والتدابير الامنية والعسكرية الفورية لتطويق الحادث وتخفيف الاحتقان والتشنج. وفي إطار التدابير المتخذة، سيواصل النائب العام التمييزي تحقيقاته، في موازاة التحقيق المسلكي الذي باشرته المديرية العامة لقوى الامن الداخلي مع أحد العناصر الامنية التي شاركت في الحادث. كما تم التنسيق مع وزير الدفاع الوطني لاتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف العمل برخص الاسلحة في منطقة الشمال».

ولاحقا عقد فرنجية مؤتمراً صحافياً في دارته في بنشعي طالب فيه القضاء بمحاكمة نزيهة وبتحقيق بعيد عن التدخلات و«على ضوئها نقرر ماذا نفعل». وأكد أن «تيار المردة لن يقوم بأي ردة فعل» معطياً التحقيق مهلة «أسبوعين الى شهر ليتصرف كل انسان وفق مصلحته اذا حصل أي تلكؤ». وسأل: «هل صدفة أن يقتل يوسف فرنجية وهو الذي ظهر منذ فترة في مقابلة تلفزيونية على محطة الـ OTV (التابعة للتيار الوطني الحر) واعترف بأنه أطلق النار على سمير جعجع في مجزرة طوني فرنجية؟». وأكد ان «لا أحد يتحدانا في قلب بيتنا». وأشار الى أنه «مع المصالحة، ولكن مع محاكمة المجرمين والمذنبين في هذه الجريمة». وإذ أعلن انه لا يحمّل قيادة «القوات» المسؤولية المباشرة حمَّلها «مسؤولية تحريضية، والنائب فريد حبيب مسؤولية مباشرة. والقضاء يقرر ماذا يفعل». وأكد أن «عناصر القوات في الشمال وفي كل لبنان في حمايتنا. ولن نقوم بأي ردة فعل عشوائية ضد القوات اللبنانية».

وأسف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للحادث. ودعا «جميع الاطراف الى التحلي بالحكمة والعمل على استيعاب تداعيات الحادث وحصرها» مشيداً بسرعة تحرك السلطات الامنية لضبط الفاعلين والمحرضين. وحذر من «خطورة ترك الكورة تنزلق الى الفتنة» داعياً الى أن «تكون المعالجة الامنية والقضائية حازمة». وقال: «لا يجوز أن يتوتر الوضع الامني في الكورة فيما تعم أجواء المصالحات البلد».

ورأى النائب بطرس حرب «ان الحوادث الامنية ليست الا نتيجة للتوترات السياسية. وان الذين يتربصون بلبنان شراً يريدون تعكير مسيرة التوافق». ودعا الرئيس ميشال سليمان الى «بذل الجهد لاجراء مصالحة مسيحية ـ مسيحية».

وعقد اجتماع في منزل النائب السابق جبران طوق للبحث في الحادث. وأصدر المجتمعون بياناً استنكروا فيه «الحادث الاليم». وناشدوا المسؤولين «العمل للحؤول دون امتداده والعمل على تهدئة الوضع المتأزم والقضاء على الفتنة في مهدها وبلسمة جروح أهل القتلى والجرحى».