الحريري: هناك أناس لا يريدون الحوار كما نص اتفاق الدوحة

أعلن أنه رفض الانجرار إلى مواجهة السلاح بالسلاح منعا للفتنة

TT

كرر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري تأكيده التمسك بمشروع الدولة. وقال: «اذا تخلينا عن مشروع الدولة نكون كمن يعلن الهزيمة لمشروع رفيق الحريري الإنمائي». وشدد، في كلمة ألقاها في سحور رمضاني أقامه على شرف «تيار المستقبل» في دارته في بيروت، على أنه «مهما حصل من اعتداءات واستفزازات ومحاولات استقواء على الدولة فإنها لن تثنينا عن دعمنا مشروع الدولة».

وقال: «بدأنا بالامس الحوار الذي نص عليه اتفاق الدوحة. لكن يبدو ان هناك أناسا لا يريدون الحوار ولا السلم الأهلي ولا العيش المشترك، إنما يريدون الانقسام والحرب الأهلية. والرئيس (رفيق) الحريري علمنا ان لبنان لا يقوم الا بوحدة أبنائه. لبنان يمر في ظروف صعبة ليست خافية على احد. وهناك من يقول ان هناك استحالة ليعيش اللبنانيون مع بعضهم البعض في ضوء الواقع الحاصل حاليا. ولكن علينا ان نتذكر انه أثناء الحرب الأهلية التي عاشها لبنان ورغم حدة الانقسام، استطاعوا إنجاز اتفاق الطائف وقاد الرئيس الحريري ورشة الإنماء والإعمار وتوحيد اللبنانيين». وأضاف: «صحيح ان الوضع صعب، لكنه ليس أصعب من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومهما حاولوا ازاحتنا عن مشروع الدولة، فاننا لن نحيد عنه ولن نتخلى عن مسيرة الرئيس الشهيد. لم يكن مستحيلا علينا ان ننجر في السابع من أيار (الماضي) لمواجهة الاعتداء الذي حصل على بيروت وسائر المناطق بالسلاح، لكننا كمسؤولين عن البلد وعن مشروع رفيق الحريري رفضنا الانجرار الى مواجهة السلاح بالسلاح منعا للفتنة وحفاظا على وحدة البلد واستقلاله والعيش المشترك فيه». وتابع: «قمنا برعاية المصالحات في طرابلس. وكانت بحمد الله موفقة. صحيح هناك مشاكل تحصل من وقت الى آخر تضر وتؤذي المواطنين، وصحيح ان هناك خلافاً سياسياً. ولكن لا يجوز عند نشوب أي خلاف سياسي ان ينتهي باستخدام السلاح، فهذا يعني في النهاية تدمير لبنان».

وأشار الحريري الى «وجود متضررين من المصالحات». وقال: «بالأمس جرى اغتيال احد المواطنين الأبرياء في بلدة تعلبايا بهدف إشعال الفتنة بين اللبنانيين، لأن هناك من يرفض المصالحة. وأنا أطالب وألح على ضرورة تسليم مرتكب الجريمة إلى الدولة لتحاكمه وتأخذ العدالة مجراها، فنحن لجأنا الى العدالة الدولية لتكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لاننا نؤمن بالقضاء والعدالة. وقد ناضلنا بطريقة سلمية ديمقراطية لقيام المحكمة الدولية التي ستباشر عملها، بإذن الله، في وقت قريب. وسيحاكم من قتل رفيق الحريري، ايا يكن وفي أي مكان. وستصل اليه يد العدالة. وهذا وعد قطعه المجتمع الدولي للبنان». ولفت الى «ان المصالحات تحصل مع الخصم السياسي الذي نختلف معه وليس مع الحليف الذي نتفق معه. لذلك من يريد ان يذهب الى المصالحة عليه ان يكون شجاعا وجريئا في مواجهة خصمه او من يختلف معه. عليه ان يحدد الخيار الذي يسلكه ويكون جريئا في الالتزام به. فإما ان نكون مسؤولين للحفاظ على الوطن وإيصاله الى بر الأمان وإما ان نأخذ البلد الى الاقتتال والفتنة التي نعيش بعض جوانبها حاليا. وبالنسبة لي، خياري معروف وواضح. خياري هو مسيرة رفيق الحريري، وأنا ملتزم بها. وان شاء الله سأكملها معكم».

وختم قائلا: «المصالحة يجب ان تكون مشرفة، وان تكون لها نتائج ايجابية وتساعد على تعزيز عوامل الاستقرار. ولا يعني ذلك ان سعد الحريري سيغير مواقفه السياسية او يبدل في التزاماته تجاه الدولة أولا وتجاه حلفائه، فنحن لن نتراجع عن مواقفنا ولن نتراجع عن مسيرة السيادة والاستقلال والحرية والعروبة والمحكمة الدولية أو عن ثوابت 14 آذار».