اتفق السودان والكويت امس، بعد مباحثات مطولة جرت على مدى أيام في الخرطوم، على فتح المجال الجوي الثنائي بين البلدين، وتسيير رحلات مباشرة بين الخرطوم والكويت بعد توقف دام اكثر من 17 عاما. وقالت مصادر مطلعة في الطيران المدني السوداني لـ«الشرق الاوسط» ان ترتيب استئناف الرحلات بين العاصمتين يحتاج الى اسابيع على الاقل من الان.
وكانت العلاقات بين الخرطوم والكويت قد ساءت ابان حرب الخليج الثانية، بسبب موقف السودان المؤيد للغزو العراقي للكويت، حيث علقت الاخيرة العلاقات الدبلوماسية، وطردت الكويت آلاف السودانيين العاملين في اراضيها، على خلفية الغزو، لكن العلاقات بين البلدين بدات تتحسن بحذر في نهاية التسعينات من القرن الماضي.
وقال رئيس الطيران الكويتي فواز عبد العزيز الفرح في تصريحات صحافية في الخرطوم امس ان مباحثات للنقل الجوي جرت في العاصمة السودانية على مستوى الطيران المدني في الكويت والسودان اسفرت عن تعديلات مهمة على اتفاق سابق بين البلدين في هذا المجال بهدف تطوير الاطار الثنائي الذي يحكم التشغيل الجوي بين البلدين.
وقال الفرح الذي يرأس وفد دولة الكويت في المفاوضات: انه بموجب الاتفاق الجديد تمت زيادة عدد رحلات الركاب المصرح بتشغيلها لكل جانب من رحلتين الى 10 رحلات اسبوعيا باي نوع من الطائرات دون قيود، مع السماح بممارسة حقوق النقل. وكشف ان الاتفاق الجديد حرر الشحن الجوي بين البلدين من اية قيود تشغيلية بحيث يتم تسيير اي عدد من الرحلات وباي نوع من الطائرات وفقا لمتطلبات سوق النقل الجوي.
وقال فرح ان الاتفاق ادخل مبدأ التعيين المتعدد لشركات الطيران الوطنية المصرح لها بالتشغيل بين البلدين. ووقع الفرح عن الجانب الكويتي فيما وقع عن الجانب السوداني ابراهيم عبد الكريم مدير الهيئة العامة للطيران المدني في السودان. وتاتي الخطوة بعد ايام فقط زيارة قام بها وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي على رأس وفد عال للسودان اجرى خلالها مباحثات مع نظيره السوداني انتهت بالتوقيع على البرامج التفيذية لعدد من المشروعات تشمل مجالات الزراعة والسياحة والفندقة والنقل الجوي. وتعهد الشمالي وزير المالية الكويتي بالدخول في مشروعات جديدة تشمل الزراعة الزراعة ومشروعات الامن الغذائي والسياحة والفندقة، فيما قال نظيره السوداني الدكتور عوض احمد الجاز بان العام الحالي سيشهد انفاذ المشروعات الكويتية بالسودان. وتعهد الجاز بفتح الباب واسعا للاستثمارات الكويتية بالسودان وازالة كافة الصعاب التي تعيق سير الاستثمارات الكويتية بالسودان دفعا للعلاقات الى افاق ارحب. وتبلغ استثمارات الكويت الاستراتيجية 1.5 مليار دولار حسب المعلومات الواردة من بنك السودان متصدرة قائمة الدول الخليجية والعربية. ولدولة الكويت مشروعات استثمارية كبيرة وقديمة في السودان كمشروع مصنع «سكر كنانه»، الذي يعتبر من اكبر مصانع السكر في العالم. وتساهم الكويت في انشاء سد مروي عبرالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. ويقول وكيل وزارة الاستثمار ان الكويت لديها استثمارات في مجالات الإتصالات والمصارف والنقل والاستثمار العقاري وخدمات البترول والنقل النهري كل هذه استثمارات استراتيجية تميزها من غيرها من الدول، حسب تعبيره.