لبنان: حزب الله و تيار المستقبل يرحبان بمصالحات تخفف التوتر الأمني وتزيل الاحتقان

الحديث عنها يطغى على مواقف وتصريحات مختلف الأطراف اللبنانية

TT

حفلت المواقف والتصريحات السياسية التي صدرت في عطلة نهاية الأسبوع بالترحيب والإشادة بالمصالحات الوطنية التي تتنقل من منطقة إلى أخرى والتي ينتظر ان تحط رحالها في بيروت وفقاً للتصريحات التي صدرت في الايام القليلة الماضية، وخصوصاً عن مسؤولين في حزب الله وتيار المستقبل. وفي هذا الاطار، رحب عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار بـ«مصالحات تخفف التوتر الأمني وتريح الاجواء». فيما شدد عضو كتلة نواب حزب الله حسن فضل الله على المصالحات سبيلاً «لازالة الاحتقان والتوترات».

وقال الحجار، في كلمة ألقاها في إفطار رمضاني أقامه تيار المستقبل لعائلات بلدة برجا (اقليم الخرب): «أعلن الشيخ نعيم قاسم (نائب الأمين العام لحزب الله) البارحة أن المصالحة لا تعني إنهاء الخلاف السياسي وأن لا خلاف طائفيا أو مذهبيا. نحن نوافقه على مقولته الأولى، إلا أنه لا يكفي إعلان الثانية حتى يتم ذلك. نعم الخلاف هو على المشروع السياسي. لكن هذا الأمر يحسم بواحد من اثنين: الاتفاق أو الانتخابات. الحوار المؤجل إلى تشرين الثاني (نوفمبر) عليه بت موضوع خلاف أساسي هو الاستراتيجية الدفاعية وموقع الدولة المركزية فيها ودورها. أما الانتخابات أي ممارسة العملية الديمقراطية التي ستحدد الأكثرية والأقلية فدونها أسئلة مركزية. الأسبوع المقبل أو الذي سيليه سنذهب إلى مناقشة قانون الانتخاب الذي يتضمن التقسيمات التي تم التوافق عليها في الدوحة والإصلاحات التي أقرت في لجنة الإدارة والعدل، والهيئة العامة ستقر القانون».

وتابع: «نعم المصالحات تخفف التوتير الأمني.. نحن مع أي مصالحة تؤدي إلى إراحة الأجواء. وهذا ما نعمل عليه. عمل بمقتضاه النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. لكن الأمن هو أمر لا يمكن ربطه بأي شيء أو أي شروط. وهكذا فان نوعية وماهية الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك ستكون موضوع أسئلة على مجلس النواب أن يجد إجابات عنها لتأمين سلامة الانتخابات».

من جهته، قال النائب فضل الله: «في الأيام القليلة المقبلة هناك خطوات جديدة بين القوى المتخاصمة، وبيننا وبين بعض القوى الأخرى، من أجل تكريس هذه المصالحة التي لا تعني بالتأكيد اننا أصبحنا حلفاء في الانتخابات المقبلة». وشدد على «أن مرحلة المصالحات الوطنية يجب ان تكون مرحلة لإزالة الاحتقان والتوترات من الشارع والبحث عن معالجات جديدة في الكثير من الازمات الاقتصادية والاجتماعية، ومرحلة التحضير للانتخابات النيابية من دون الحاجة الى أي توتيرات أمنية».

من جهته، شدد وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) على «ان اهمية المصالحة في انها تسهم، مع بداية الحوار الوطني، في توفير مناخ ايجابي لإنجاحه، لان عقد طاولة الحوار والنفوس مشحونة والخلافات لا تزال تمنع التواصل بين القيادات وبين ممثلي الاتجاهات السياسية سلفا، يعني وضع العراقيل امام الحوار ومساره».

ولفت الى «وجود أياد وقوى لا تريد الخير لهذا البلد ويضرها ويزعجها ان تجد توافقا بين اللبنانيين لادارة خلافاتهم على قاعدة التحاور للوصول اما الى توافق او الى الاتفاق حول كيفية ادارة الخلافات».

وسأل: «ماذا يمنعنا ان نتفق ونبتكر منظومة دفاعية خاصة بلبنان قائمة على المقاومة والجيش والشعب وعلى التناغم والتكامل والتفاهم في اطار الدولة ومشروعها؟»، معتبرا «أن هذا ليس امرا مستحيلا شرط ان ننطلق فعلا من قاعدة كيف نحمي هذا البلد ونوفر له اسباب المناعة».

وأكد: «نقدر ايجابا كل من ساهم في مباشرة عملية المصالحة لقطع الطريق على العدو كي لا يجد في خلافاتنا واضطراباتنا الامنية منافذ للقيام بعمليات اجرام او اغتيال او مزيد من اثارة الفتن والشقاق والنزاع».

واعتبر عضو المكتب السياسي في حركة أمل، النائب عبد المجيد صالح، كل مصالحة تتم في أي منطقة وبين أي طرف وآخر «هي خطوة تثلج قلوب اللبنانيين وتسهم بشكل ايجابي في تعزيز حالة الاطمئنان لدى اللبنانيين».

ورأى وزير الاقتصاد، محمد الصفدي، أن الأهم في الوقت الحاضر «هو إبعاد شبح الفتنة السنية ـ الشيعية عن الساحة اللبنانية رغم امتداداتها في دول المنطقة». واشار إلى «ان المساعي لتقريب وجهات النظر بين كل من السعودية وسورية وإيران لا تزال قائمة»، متمنياً ان تؤدي إلى «نتائج إيجابية ستكون لها انعكاساتها على الداخل اللبناني».

هذا، ولفت وزير الدولة للتنمية الادارية، ابراهيم شمس الدين، الى ان الحكومة الحالية «لا تعمل على أنها حكومة وحدة وطنية».