إسلام أباد: مقتل متشددين وتأهب في المطارات خوفا من هجوم انتحاري

البنتاغون: النيران الباكستانية على مروحيات الناتو «سوء تفاهم»

جنود وضباط شرطة باكستانيون يقفون على أهبة الاستعداد ضمن حالة التأهب في جميع المطارات الدولية في المدن الرئيسية بباكستان في أعقاب تهديدات بشأن وقوع تفجيرات انتحارية من قبل متشددين إصوليين (ا ف ب)
TT

قررت السلطات الباكستانية امس وضع كافة مطارات البلاد في حالة تأهب امني إثر اتصال هاتفي يحذر من اعتداء بقنبلة، على ما افاد مسؤولون. وقال مسؤول في قوات امن المطارات، طلب عدم كشف هويته «اصدرنا اوامر بوضع كافة المطارات في حالة الانذار الحمراء اثر التهديدات التي تلقاها مطار اسلام اباد». وأعلنت حالة الطوارئ في مطار إسلام آباد الذي سمي مؤخرا على اسم رئيسة وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو بعد تحذير من أن انتحاريا يمكن أن يهاجم المطار الواقع خارج العاصمة. ونقلت قناة دون نيوز التلفزيونية التي تبث بالانجليزية عن كبير مسؤولي الامن المدني رحمن مالك قوله «ليس هناك أي انتحاري داخل المطار لكن التهديد مازال قائما. وأضاف مالك أن إجراءات أمنية فرضت أيضا في المطارات الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد. وقال مدير مطار إسلام آباد عياد جادون «لم يضر المستوى الامني العالي برحلات الطيران والوضع طبيعي». وأضاف أنه طلب من أفراد الامن تعزيز المراقبة والسماح فقط للركاب الذين لديهم تذاكر صالحة للاستخدام بدخول المطار. وجاءت هذه التهديدات بعد بضعة ايام من اعتداء انتحاري بشاحنة مفخخة اوقع ستين قتيلا السبت في فندق ماريوت اسلام اباد، الفندق الفخم الذي يرتاده افراد نخب باكستان والاجانب.

واضاف المصدر ان حركة الطيران لم يطرأ عليها اي خلل. وقال مسؤول في اجهزة الامن طلب عدم كشف هويته «تلقينا اتصالا هاتفيا هذا الصباح يفيد بان هجوما بالقنبلة سينفذ حوالي منتصف نهار امس». وتقوم قوات الأمن امس بتفتيش اطراف مطار اسلام اباد الدولي الذي اصبح يطلق عليه مطار بي نظير بوتو الدولي تخليدا لذكرى رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة التي تم اغتيالها في 27 ديسمبر (كانون الاول) 2007. واضاف هذا المسؤول الامني «كنا اصلا في حالة تأهب وقمنا بتعزيز الامن في المطار». والثلاثاء اعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتش ايرويز» انها ألغت جميع رحلاتها المتوجهة الى باكستان. وقالت الشركة في بيان ان الرحلات الاسبوعية الست ذهابا وايابا بين لندن ـ هيثرو واسلام اباد «الغيت لفترة غير محددة بسبب حالة الامن التي تشهدها باكستان». وفي فبراير (شباط) 2007 اطلق انتحاري النار قرب المنطقة المخصصة لكبار الزوار في مطار اسلام اباد قبل ان يفجر نفسه بقنبلة يدوية ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح. الى ذلك اعتبر الناطق باسم البنتاغون براين ويتمان امس اطلاق النيران الباكستانية على مروحيات تابعة لقوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان، «سوء تفاهم مؤسف»، مشيرا الى ان حوارا يجري مع اسلام اباد لتجنب مثل هذه المواقف». وصرح ويتمان يبدو ان ذلك سوء تفاهم مؤسف». واوضح ان «القوات على الارض في اتصال مع السلطات الباكستانية وانا على ثقة بانها ستجد اجراءات تنسيق اضافية لتفادي حصول هذا النوع من الحوادث مجددا» موضحا ان جنودا اميركيين كانوا ضمن قوة الحلف الاطلسي التي تعرضت الى اطلاق النار. واعلنت القوة الدولية المساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) لحلف شمال الاطلسي ان مروحياتها تعرضت الخميس لرصاص اطلقه عسكريون باكستانيون من باكستان لكن لم يسفر عن سقوط جرحى ولا خسائر. وتقول ايساف ان مروحياتها لم تعبر الحدود في اي وقت من الاوقات. كما اكدت انها على اتصال بالجيش الباكستاني «لتسوية المشكلة». ووقع الحادث بعد ان تعرضت مروحيات اميركية تابعة للقوة المتعددة الجنسيات التي تقاتل طالبان في افغانستان، تحالف الحرية الدائمة، في الاونة الاخيرة لنيران لكن اجهزة الامن الباكستانية اكدت ان المروحيات عبرت الحدود. وتكثف الولايات المتحدة التي تعتبر ان عناصر تنظيم القاعدة وطالبان الافغانية استعادوا قواهم في معاقل المناطق القبلية الباكستانية على طول الحدود بين البلدين، في الاونة الاخيرة اطلاق الصواريخ من طائراتها بدون طيار مثيرة غضب باكستان التي تتهمها بانتهاك سيادتها وقتل مدنيين.

من جهة اخرى قال مسؤولون ان قوات الامن الباكستانية قتلت 25 متشددا اسلاميا في قتال على الحدود الافغانية بينما تم تصعيد الأمن امس في المطارات في انحاء البلاد بعد تهديدات عن طريق الهاتف. وتدهور الامن بطريقة تثير الانزعاج في باكستان في الاشهر الاخيرة حيث هاجم الجيش معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان في شمال غربي البلاد بينما رد المتشددون بشن سلسلة من التفجيرات. وقالت قوات امن الحدود انه في احدث قتال تبادلت قوات الأمن مع المتشددين نيران الصواريخ وقذائف المورتر في قتال شرس في منطقة تانجخاتال في باجور يوم الاربعاء. وقالت القوات في بيان، ان جنودها قضوا على المتشددين وقتلوا 25 منهم واصابوا العديدين. ولم تذكر معلومات بشأن الاصابات في جانب الحكومة. وتتعرض باكستان لضغوط شديدة من الولايات المتحدة للقضاء على مخابئ المتشددين في الاقاليم التي يقيم فيها البشتون على جانبها من الحدود مع افغانستان. وباجور من المخابئ الرئيسية لمقاتلي طالبان والقاعدة في باكستان. ويستخدم متشددون هذه المعاقل في شن هجمات داخل افغانستان حيث تقاتل قوات غربية ضد تمرد متزايد من جانب طالبان وتتزايد المخاوف بشأن الاحتمالات التي تواجه البلاد.