زعيم تحالف المعارضة التشادية: ننتظر انتهاء موسم الأمطار لمعاودة الهجوم على إنجامينا

الجنرال محمد نوري أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اتفاق المصالحة الذي رعته ليبيا لا يوفر فرصة لحل النزاع

محمد نوري
TT

كشف الجنرال محمد نوري رئيس التحالف الوطني التشادي المعارض لنظام حكم الرئيس التشادي إدريس ديبي لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة, أن القوات العسكرية للتحالف تعتزم مجددا محاولة اقتحام العاصمة التشادية انجامينا.

وكان المتمردون ضد نظام ديبي اجتازوا تشاد من شرقها إلى غربها من قواعدهم الخلفية في السودان ووصلوا إلى العاصمة التشادية في الثاني من شهر فبراير (شباط) الماضي وكادوا أن يطيحوا بالرئيس ديبي الذي تحصن في القصر الرئاسي في إنجامينا. وبفضل مساعدات عسكرية ولوجستية تلقاها ديبي من فرنسا التي زودته بالذخائر والمعلومات الاستخبارية التي كانت حاسمة في المعركة، بدأ المتمردون بالتراجع في الثالث من فبراير.

وقال الجنرال نوري في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقره في العاصمة السودانية الخرطوم، إن العمليات العسكرية قد تستأنف بعد انتهاء موسم الأمطار. وتتعرض تشاد لأمطار غزيرة سقطت نهاية يوليو (تموز) وبداية أغسطس (آب) الماضيين، وتسببت في فيضانات في جنوب البلاد ما أدى إلى نزوح نحو ثلاثين ألف شخص خسروا منازلهم وممتلكاتهم. وأكد الجنرال نوري الذي يترأس حزب اتحاد القوى من آجل الديمقراطية والتنمية (UFDD) كبرى حركات المعارضة المسلحة في تشاد، أن اتفاق المصالحة الأخير الذي رعته ليبيا بين «الحكومة السودانية» ونظام حكم الرئيس التشادي إدريس ديبي لا يوفر حلا للنزاع داخل تشاد.

وتعهد نوري باستمرار المكافحة المسلحة للإطاحة بنظام ديبي، وفيما نفى تقديم العرب والغرب لأي نوع من المساعدات للمعارضة التشادية، فانه في المقابل اتهم فرنسا بتوفير دعم هائل من المواد العسكرية والمالية لديبي.

وفي ما يلي نص الحوار:

> ما هي خططكم المستقبلية للإطاحة بنظام حكم الرئيس التشادي؟

ـ حربنا أساساً للعدالة والسلام والتنمية، والحل بالطرق السلمية للصراع في تشاد هو خيارنا الأول، ولكن إدريس ديبي هو من فرض العنف على الشعب، ونحن في التحالف الوطني نواصل المكافحة على كل الجبهات السياسية والعسكرية. ونقترح دائما الحوار الشامل باجتماع على مائدة مستديرة مع حزب إدريس ديبي ومع الأحزاب السياسية الداخلية ورابطات المجتمع المدني (رابطات حقوق الإنسان والنقابات وما إلى ذلك) والمعارضة السياسية ـ العسكرية وكذلك اتصالات من أجل تسوية نهائية للمأساة التشادية. وقد رفض هذا الحل إدريس ديبي الذي اختار منطق القوة والقهر والذي لم يشهد الشعب التشادي ديكتاتورية أو وحشية مثله من قبل. مجموعات النضال المسلح من فئات الشعب ستواصل النضال حتى دحر هذا النظام.

> هل تنوون معاودة اقتحام العاصمة انجامينا ثانية؟

ـ هدفنا هو في الوصول إلى العاصمة انجماينا > ما هي طبيعة الموقف العسكري الراهن؟

ـ الحالة العسكرية هادئة منذ توقف القتال في شهر يونيو (حزيران) الماضي ومع ذلك، فان تحضير قواتنا المسلحة جار لحين موسم توقف الأمطار.

> هل تتلقون مساعدات عربية أو غربية؟

ـ العرب والغرب لا يقدمون أي نوع من المساعدات للمعارضة التشادية، بل على العكس فرنسا توفر دعما مهما من المواد العسكرية والمالية لإدريس ديبي.

> ما حقيقة ما يقال عن حصولكم على المال والسلاح من السودان؟

ـ نحن نرحب إذا ما كانت هنالك مساعدات من السودان، في حين أن النظام في تشاد يدعم الحركات المسلحة المعارضة السودانية.

> وهل تتحرك قواتكم بالفعل من حدود السودان؟ كم حجمها وطبيعة تسليحها؟

ـ قواتنا المسلحة ممتدة على شريط الحدود من، الجنوب ـ الشرق وشمال الشرق والشمال، ولكن لا يمكننا البوح بأية تفاصيل عن حجم وتسليح هذه القوات.

قوات إدريس ديبي مجهزة بشكل أفضل منا، حيث يتم استخدام كافة موارد الدولة من النفط والدخل التشادي لشراء أسلحة الحرب من قبل إدريس ديبي.

> لماذا تريدون إسقاط نظام ديبي في تشاد ما البديل الذي تقدمونه؟

ـ بلادنا تشاد، اليوم في أزمة سياسية ـ اقتصادية واجتماعية هي الأخطر منذ تاريخ استقلالها عام 1960، وكافة موارد الدولة، بما في ذلك دخل النفط التشادي مسخرة لدعم هذا النظام الفاسد، وممارساته الإجرامية اليومية ضد شعبنا، فعصابات اللصوص المسلحة تتحرك بكل حرية داخل البلد من قتل، ونهب وعنف، وقد أصبحت «تشاد ديبي» جحيم مواطنيها.

18 سنة، من الوحشية هو عهد ديبي، مما جر كافة المنطقة في الفوضى وهذا ما جعل هذه المجموعات لحمل السلاح لدحر الظلم والهمجية والتحالف الوطني يعمل على إلغاء بقية نظام ديبي والتوجه نحو حل سياسي بإنشاء منتدى سيادة وطني في مرحلة انتقالية لمدة قصيرة، وتكون مهمتها الأساسية في وضع دستور جديد حر، وتنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة تحت رقابة دولية.

> كيف ترى الموقف العربي والدولي من القضية التشادية؟

أولا المجتمع العربي أقرب إلى الشعب التشادي، ونأمل أن يساهم في إيجاد حل للمأساة والدموية في تشاد، وكما أن موقف المجتمع الدولي معروف حتى الآن، فان فرنسا القوة الاستعمارية السابقة الداعم الرئيسي لإدريس ديبي.

> كيف تنظر إلى الدعم الليبي لنظام ديبي؟

دعم ليبيا إدريس ديبي أكثر اعتدالا اليوم عنه في السابق، لكن نرغب من هذا البلد العظيم الجار والشقيق بتقديم مراعاة مصالح الشعب التشادي أمام عصابات إدريس ديبي.

> كيف ترى اتفاق المصالحة مؤخرا بين السودان وتشاد؟

ـ اعتقد أن المصالحة بين «الحكومة السودانية» وإدريس ديبي لا توفر حل للنزاع داخل تشاد، وسوف يستمر كفاح شعبنا حتى تصبح تشاد أفضل بكل الوسائل ووضع حد نهائي للتعسف والظلم وحتى نصل إلى دولة السلام وعودة حكم القانون.