سورية: تحديد الخلية التي قامت باعتداء دمشق.. وغموض حول المكان المستهدف

مصدر أمني: عملية «القزاز» لم تكن تستهدف الفرع الأمني.. وعناصر الخلية عرب

TT

قال مصدر أمني سوري إن «جميع افراد المجموعة» التي قامت بتفجير دمشق السبت الماضي، من «جنسيات عربية وليس بينهم اي سوري». وأوضح المصدر الأمني في تصريحات لصحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات، ان هدف الاعتداء لم يكن الحي الذي وقع فيه. وقال المصدر الامني انه «بعد ساعات من وقوع التفجير استطاعت السلطات المختصة الكشف عن الخلية المخططة للهجوم، وتم اعتقال عدد كبير من أفرادها»، مشددا على ان «البحث لايزال جاريا عن عدد آخر». وذكر المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، أن جميع أفراد المجموعة هم من «جنسيات عربية وليس بينهم أي سوري». وتابع: «هدف عملية التفجير الإرهابية التي وقعت صباح السبت في منطقة القزاز لم يكن حي القزاز والفرع الأمني الموجود في المكان، بل حصل الانفجار لأسباب تكشف لاحقا في هذا المكان».

واوضحت الصحيفة ان الانفجار الذي اودى بحياة 17 شخصا «وقع في منطقة القزاز المزدحمة، بالقرب من فرع فلسطين الأمني». ومن بين الضحايا العميد في الجيش جورج ابراهيم الغربي وابنه. وتابع المصدر ان «التحقيقات جارية لمعرفة الهدف الحقيقي الذي كان ينوي الإرهابي تفجيره». وقال المصدر ان «التحقيقات أظهرت بأن هذه الخلية كانت تعمل لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية بتوجيهات من الجهات الممولة لها».

وكان بيان رسمي قد صدر أول من أمس الأحد قال إن نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها الجهات الأمنية المختصة ومن خلال التحقيق مع عدد من الموقوفين في قضية السيارة المفخخة (جي إم سي) كشفت عن «علاقة الإرهابي الذي قام بالعملية بجماعة تتبع لتنظيم تكفيري جرى توقيف بعض أفرادها سابقا ولاتزال التحقيقات مستمرة معهم والبحث جار عن متوارين». ولم يذكر البيان عدد الموقوفين أو معلومات تشير إلى جنسياتهم.

كما ذكر البيان أن «السيارة المستخدمة هي من نوع (جي إم سي) سوبربان خمرية اللون ورقم لوحتها 83115 وعلى جانبيها خط ذهبي ورقم محركها هو (3 جي كي جي كي 26 يو 3 إكس 2185882) ودخلت القطر بتاريخ 26-9- 2008 عن طريق مركز حدودي لدولة عربية مجاورة». كما تبين «أن إرهابيا كان يقود السيارة وقام بتفجير نفسه والسيارة ويجرى حاليا التأكد من هويته من خلال فحص الحمض النووي لبقايا جثته». وتملك سورية حدودا مشتركة مع ثلاث دول عربية هي العراق والاردن ولبنان علاوة على حدود مشتركة مع تركيا واسرائيل. اما التنظيمات الاصولية الناشطة فيها فمن بينها تنظيما «جند الشام» و«غرباء الشام». وقال خبير سوري بالجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» اول من امس: إن التنظيم التكفيري المقصود في البيان السوري يرجح ان يكون «جند الشام» كونه التنظيم الوحيد الذي يرد ذكره في بيانات السلطات السورية حول المواجهات التي تمت مع الجماعات «التكفيرية» خلال السنوات الأربع الأخيرة، موضحا ان السلطات السورية اعلنت مثلا في يونيو (حزيران) 2005 عن مخطط ارهابي لهذا التنظيم في دمشق ومحيطها، إلا ان مصادر أصولية اخرى تحدثت لـ«الشرق الأوسط» لم تستبعد تورط تنظيم «غرباء الشام»، وهو تنظيم اصولي آخر قتل زعيمه الدكتور محمود قول اغاسي الملقب بـ«ابو القعقاع» في حلب بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين في سيارة «بيك آب» في 29 سبتمبر (أيلول) 2007. وقد عرف «أبو القعقاع» بتسهيل ارسال «جهاديين» الى العراق. واطلق اتباع اغاسي على انفسهم «غرباء الشام» واقاموا موقعا على الانترنت تحت هذا الاسم.