اليمين الإسرائيلي يطالب بمحاكمة أولمرت على تصريحاته الأخيرة

وصف تصريحاته بالفساد الكبير الذي يضر بمصالح الدولة الكبرى

TT

طالب أريه الداد عضو الكنيست الاسرائيلي وهو من الحزب اليميني المتطرف، «الاتحاد القومي ـ مفدال»، بتقديم رئيس الوزراء ايهود أولمرت الى المحاكمة بسبب تصريحاته الأخيرة التي قال فيها انه لا بد من الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في عام 1967 في سبيل السلام مع سورية ومع الفلسطينيين.

وقال الداد ان تصريحات أولمرت هي الفساد الكبير الذي يمارسه في الحكم، أكثر بكثير من الفساد المالي.

وقال النائب يوفال شتاينتس، من أبرز قادة حزب الليكود اليميني المعارض، ان تصريحات أولمرت تلحق الضرر في مصالح اسرائيل الأمنية العليا، حيث انه من بعدها لا يمكن لعربي أن يقبل بالسلام بثمن أقل من الثمن الذي يطرحه أولمرت حاليا. وبهذا فإنه يشجع الحروب على اسرائيل ويهدد بالخطر حياة أبنائها وبناتها.

وانضم الى جوقة المنتقدين مسؤول أمني كبير في اسرائيل، فقال انه صعق من تصريحات أولمرت التي قال فيها انه يعتبر الطروحات الأمنية التي يقدمها الجنرالات في الجيش والمخابرات «طروحات القرن الماضي التي لم تتحرر من عقدة الخوف».

وقال هذا المسؤول، الذي طلب أن لا يكشف اسمه، ان قادة الأجهزة الأمنية يقدمون للقيادة السياسية في اسرائيل تقييمات مهنية صرف ويطرحونها بعد سلسلة مناقشات وعمليات في الممارسة. ولا يصح لقائد في اسرائيل أن يشكك فيها. وأضاف ان تشكيك رئيس الوزراء الاسرائيلي بتقييمات قيادة الجيش وأجهزة الأمن الأخرى هو سابقة خطيرة، لم يقدم عليها أي قائد سياسي في التاريخ البشري. يذكر ان أولمرت كان قد اعترف بأن تصريحاته هذه هي الأولى من نوعها التي يطرحها رئيس حكومة في اسرائيل، ولكنه بررها بالقول: «آن الأوان أن نكون صريحين مع أنفسنا. فنحن خلال السنوات الأربعين الماضية كنا نوارب الحقيقة ونخفيها عن أعيننا». واضاف: «أنا بهذا الكلام لا أنتقد غيري ولا أقول اننا المسؤولون الوحيدون عن هذا الخطأ. فالعرب أيضا أخطأوا. ولكنني بصفتي رئيس الحكومة الاسرائيلية تهمه مصالح اسرائيل وأبنائها، أرى ان من واجبي أن أصارح شعبي. فنحن دولة قوية جدا، بل هي أقوى دولة في المنطقة. إذا فرضت علينا الحرب سنحارب ببسالة وسننتصر. ولكن، قبل أن أرسل أبنائي الى الحرب أرى لزاما علي ان أفعل كل شيء في سبيل تجنب الحرب».

وضرب أولمرت مثلا عن السلام مع سورية، فقال: «ان حربا مع سورية ستنتهي بانتصار اسرائيلي ساحق. ولكن بعد هذه الحرب سنجلس مع السوريين ونتفاوض من أجل صنع السلام. فأي مفاوضات ستجري بيننا؟ سنتفاوض حول هضبة الجولان. فلماذا الحرب إذن؟ أليس هدف الحرب هو اجراء مفاوضات سلام؟ لماذا لا نحاول اليوم إجراء هذه المفاوضات؟».

وكشف أولمرت ان المفاوضات مع كل من فلسطين وسورية تتقدم كثيرا الى الأمام، وحسب اعتقاده، لايزال هناك أمل في نجاحها في هذه الشهور. وقال ان المفاوضات بين اسرائيل وسورية بدأت منذ فبراير (شباط) 2007 وقطعت أشواطا طويلة ولم يبق سوى القليل لاتمامها. وأكد ان هذه المفاوضات تسير على أساس الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان مقابل ضمانات أمنية متبادلة وتغيير السياسة السورية مع ايران وحزب الله وحماس. وأكد ان المفاوضات مع الفلسطينيين تتقدم بشكل أكبر، حيث القاعدة ان هناك انسحابا شبه كامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وضمان اعطاء الدولة الفلسطينية تعويضا عن الأراضي التي تحتفظ بها اسرائيل بأراض مساوية لها في المساحة والقيمة. وقال انه مازال يعتقد بأنه قادر على التوصل الى سلام مع الفلسطينيين إبان فترة حكمه.

ولمح أولمرت الى ان أولئك الذين تسببوا في استقالته من رئاسة الحكومة، هم من القوى السياسية والعسكرية التي تطارده منذ ان أصبح قائما بأعمال رئيس الحكومة، في زمن ولاية شارون. واتهمهم بالمساس بسلامة الحكم في اسرائيل، حيث انهم يسقطون رئيس حكومة لحسابات غير وطنية.

ولكنه أعرب عن تفاؤله باستمرار مسيرة السلام على طريقه، في حال فشله في انجاز اتفاق خلال حكمه. وقال ان أي تأخير في التوصل الى سلام اليوم، سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا في المستقبل على جميع الأصعدة.