إسرائيل تصنع قنابل عنقودية خاصة بها

بعد أن قررت واشنطن وقف تزويدها بها

TT

أكد مسؤول إسرائيلي عسكري كبير، أمس، إن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تمكنت من صنع قنابل عنقودية خاصة بها تعتبر من أحدث الطرز في العالم. وقال هذا المسؤول ان هذه القنابل تتفوق على مثيلاتها من صنع أميركي أو روسي أو صيني.

وجاء هذا ردا على تصريح صدر صباح أمس، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية وكشف فيه ان الإدارة الأميركية توقفت عن تزويد إسرائيل بالقنابل العنقودية في أعقاب حرب لبنان الأخيرة عام 2006. وأضاف المسؤول الأميركي ان هذه القنابل لا تصلح للحروب التي تخوضها اسرائيل. فحروبها ضد العرب تتم بالأساس في مناطق مأهولة بالسكان والقنابل العنقودية تهدد حياة المواطنين الأبرياء بكميات غير مقبولة.

والقنابل العنقودية، التي صنعت في الولايات المتحدة لأول مرة أواسط القرن الماضي، هي عبارة عن كمية كبيرة من القنابل المخزونة داخل قنبلة واحدة. فعندما تصل القنبلة الى أهدافها تتفكك وتأخذ بالانفجار عند اللمس. وفي حرب لبنان الأخيرة استخدمت اسرائيل قنابل عنقودية أميركية الصنع «متطورة»، تحتوي كل واحدة منها على 4000 قنبلة صغيرة. واطلق منها حوالي 1000 قنبلة على 265 موقعا في لبنان، تنتشر على منطقة واسعة تبلغ مساحتها 39 مليون متر مربع. وتسببت في مقتل 27 مواطنا وإصابة 218 من المدنيين اللبنانيين. وأثارت هذه الحقائق ردود فعل غاضبة في العالم ضد اسرائيل والولايات المتحدة، وردت اسرائيل من جانبها بالادعاء ان حزب الله اللبناني استخدم أيضا سلاحا مماثلا هو الصاروخ الصيني المعروف باسم «صاروخ 81»، الذي يعتبر صاروخا عنقوديا يحتوي على حوالي 30 صاروخا صغيرا تنفجر هي الأخرى عند اللمس مثل القنابل العنقودية. وأطلق حزب الله، حسب المسؤول الإسرائيلي في حينه، 113 صاروخا من هذا النوع مما تسبب في مقتل مدني إسرائيلي وجرح 126 آخرين.

ولكن القضية الأخطر ظلت مربوطة بآثار القنابل الاسرائيلية، كونها ظلت تنفجر في وجوه المدنيين طيلة السنتين منذ نهاية الحرب. وتبين ان ربع القنابل التي قذفتها اسرائيل لم تنفجر بعد، ومع كل انفجار جديد يزداد القلق من آثارها. وتوصلت الولايات المتحدة الى القرار بوقف تزويد اسرائيل بهذه القنابل من جراء كثرة الاصابات.

ولكن المسؤول الأمني الإسرائيلي عقب على الموضوع محاولا التقليل من خطورة القرار الأميركي، وقال ان اسرائيل باتت تصنع قنابل عنقودية من طراز أحدث وأفضل وأقل خطورة على المدنيين من كل القنابل العنقودية الموجودة في السوق. فهي مزودة بأجهزة تدمير ذاتية، في حالة عدم انفجار القنبلة ساعة سقوطها، تقوم بواسطة ذلك الجهاز بتدمير نفسها بنفسها.

والجدير بالذكر ان هناك ميثاقا دوليا يحظر هذه القنابل بشكل خاص، ووقعت عليه 100 دولة حتى الآن، لكن اسرائيل والولايات المتحدة والصين وروسيا هي من الدول التي ترفض التوقيع على هذا الميثاق.