واشنطن ونيودلهي تؤجلان التوقيع على اتفاق التعاون النووي

الرئيس الروسي يزور الهند قبل نهاية العام لتوقيع اتفاق بناء 4 مفاعل نووية

ناشطون شيوعيون يتظاهرون ضد زيارة رايس الى الهند (أ.ب)
TT

لم توقع الولايات المتحدة والهند على اتفاق التعاون في المجال النووي بينهما، كما كان مقرراً خلال زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لنيودلهي، لكنهما التزمتا القيام بذلك قريباً جداً. وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الهندية التي وصلت اليها أمس في زيارة تستغرق 24 ساعة قبل توجهها الى كازاخستان ان «الرئيس (الاميركي جورج بوش) سيوقع الاتفاق في وقت قريب». واكدت في حضور نظيرها الهندي براناب موخرجي ان «الاتفاق تم». واضافت: «لا اريد ان يعتقد احد ان لدينا قضايا عالقة. هذه امور ادارية». واوضح موخرجي من جهته انه «ما ان يوقع الرئيس (بوش) الاتفاق، فان العملية تكون انجزت. وحين تنتهي هذه العملية سنتفق على موعد (حفل) التوقيع». لكن رايس كانت وصلت الى نيودلهي لتوقع بالأحرف الاولى هذا الاتفاق التاريخي الذي اعلنه عام 2005 الرئيس بوش ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ. وقالت للصحافيين في الطائرة التي اقلتها الى الهند إن «هناك تفاصيل ادارية عالقة». وستغادر رايس الهند اليوم متوجهة الى كازاخستان. وستبحث مع الرئيس نور سلطان نزارباييف ورئيس الوزراء كريم ماسيموف التعاون في مجالي الامن والطاقة والاصلاحات السياسية والاقتصادية». وقالت مصادر في الخارجية الهندية ان نيودلهي ترغب في ان يوقع بوش الاتفاق قبل المضي في هذه العملية. وهذا الاتفاق النووي الذي صادق عليه الكونغرس الاميركي الاسبوع الفائت، ينبغي ان يسلم رسمياً الى البيت الابيض لكي يوقعه بوش ويصبح قانوناً. وتأجيل توقيع الاتفاق الذي يشكل حجر الزاوية في التقارب بين الدولتين، سيكون عثرة جديدة في المحادثات التي اطلقت قبل ثلاث سنوات لرفع الحظر على التجارة النووية المفروض على الهند بعد تجاربها النووية عام 1974. وتأتي زيارة رايس بعدما اقر مجلسا النواب والشيوخ في 27 سبتمبر (أيلول) والأول من اكتوبر (تشرين الاول) قانونا معدلا يسمح للولايات المتحدة ببيع الهند مفاعلات نووية ووقود لاغراض مدنية ونقل تكنولوجيا نووية. وحتى انتهاء الحرب الباردة، كانت الهند تنتهج سياسة «عدم الانحياز». وكانت نيودلهي تتوخى الحذرَ من الولايات المتحدة وقريبة من الاتحاد السوفياتي لكنها رفضت الاختيار بين الكتلتين السوفياتية والغربية. وتقوم روسيا بتجهيز محطة نووية جنوب الهند في موازاة اتفاق تعاون ينتظر توقيعه بالاحرف الاولى. وكانت باريس ونيودلهي قد وقعتا اتفاق تعاون في الثلاثين من سبتمبر (أيلول) الماضي. وأمس أعلن رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الروسية (روس أتوم) سيرجي كيريينكو أن الاتفاقية الخاصة ببناء أربعة مفاعلات نووية لمحطة «كودانكولام» إضافة إلى المفاعلين اللذين تبنيهما مؤسسة «آتوم ستروي اكسبورت» ستوقع في شهر ديسمبر (كانون الاول) المقبل. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن كيريينكو قوله للصحافيين: «نحن نستعد لتوقيع اتفاقية حكومية لبناء أربعة مفاعلات نووية إضافية في الهند خلال زيارة الرئيس الروسي القادمة إلى البلاد». وكانت روسيا والهند قد وقعتا هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى في فبراير (شباط) الماضي، ولكن الأعمال الإنشائية في المحطة تأجلت إلى حين رفع الحظر المفروض على تجارة التكنولوجيات والمفاعلات النووية والوقود النووي عن الهند من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة الدول الموردة للمواد النووية. وكان مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صادق في الاول من أغسطس (آب) الماضي على الاتفاقية مع الهند حول ضمانات تتعلق بالمنشآت النووية المدنية، وفي السادس من سبتمبر الماضي رفع الحظر عن القطاع النووي من جانب الدول الموردة للمواد النووية.