كوشنير من جنين: نشجع إرسال قوات أوروبية بدل الإسرائيلية للضفة

أكد الحاجة لقيام دولة فلسطينية ويخشى من نسيان عملية السلام

كوشنير خلال مؤتمر صحافي في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (أ ب)
TT

استبعد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام، الا أنه أكد ضرورة قيام الدولة الفلسطيينة. وقال كوشنير للصحافيين، عقب محادثات اجراها مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في مدنية جنين شمال الضفة الغربية، «إن ولادة الدولة الفلسطينية أمر لا بد منه». وقال «كان من المفترض التوصل الى وثيقة، ليست بالضرورة نهائية بل شيء ما قبل نهاية السنة». وتابع «من المهم المضي قدما على الطريق نفسها. لا ادري اذا كنا سنرى دولة فلسطينية قبل نهاية السنة، لكنني اعلم ان هذه الدولة ضرورية، انه مفتاح لا غنى عنه. نحن بحاجة لمثل تلك الدولة، وأن فرنسا والاتحاد الأوروبي تنشط في كافة المجالات السياسة والاقتصادية لكي يرى هذا المشروع النور سريعا». معتبرا ان «قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية سيضمن امن اسرائيل».

وابدى كوشنير، الذي بدأ امس زيارة الى الضفة الغربية واسرائيل، قلقه من تراجع الاهتمام بالعملية السلمية. وقال، «درب السلام طويل، وما أخشاه وما لا أريد أن أراه هو أن يدفع تغير الإدارة الأميركية، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والانشغالات التي تصب نحو إيران، الجميع إلى نسيان عملية السلام في المنطقة».

وجاءت زيارة كوشنير بعد اجتماع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، وروسيا، والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي)، الذي انعقد الأسبوع الماضي في نيويورك، ودعا الطرفين الى «بذلك كافة الجهود الضرورية» من اجل التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية السنة الجارية. وأوضح كوشنير أن زيارته تهدف إلى الإطلاع على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ورفع تقرير مفصل لوزراء خارجية أوروبا خلال اجتماعهم المقرر في الأيام المقبلة، والذي يخصص لبحث الأوضاع في المناطق بشكل عام، وأوضاع السلطة الفلسطينية بشكل خاص، منذ مؤتمر باريس وحتى اليوم.

واستمع كوشنير، من قادة أمنيين الى الحالة الأمنية في جنين، كما التقى برئيس بعثة شرطة الاتحاد الأوروبي، كولن سميث، في مقر وحدة النظام العام في الشرطة الفلسطينية الخاصة، واستمع منهم الى شرح مفصل حول طريقة عمل الأجهزة الأمنية والعقبات التي تواجهها واحتياجاتها. وأكد وزير الخارجية الفرنسي استمرار الدعم والاهتمام بتدعيم الأمن الداخلي للقيام بدورها في حفظ الأمن وسيادة القانون وتأمين احتياجاتها لإقامة دولة فلسطينية. ووصف فياض، كوشنير بانه «صديق للشعب الفلسطيني» من خلال «إنسانيته المعروف بها للجميع، وحرصه على بذل كل جهد ممكن لمساعدة قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة، من خلال إنهاء الاحتلال».

وشكر فياض الوزير الفرنسي، على مواقف بلاده في مجال دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا، وما تبذله من جهود «من خلال الاتحاد الأوروبي، ومن خلال الاتحاد الأوروبي في الرباعية الدولية، في دعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة». واعتبر فياض ان زيارته بصحبة كوشنير الى جنين «مؤشر على التقدم المهم الذي أحرزته السلطة الوطنية، عبر عام من العمل الدؤوب لبناء المؤسسات القادرة على تقديم الخدمات وخاصة في مجال الأمن». وقال كوشنير «من يزور الأراضي الفلسطينية اليوم، يدرك مستوى التقدم على الأرض وخاصة في مجال الأمن والاستقرار، كذلك تنفيذ المشاريع المهمة لبناء أسس الدولة الديمقراطية». وفي رده على سؤال، حول إمكانية وصول قوات أوروبية، لتحل محل القوات الإسرائيلية، بعد انسحابها من الأراضي الفلسطينية، قال كوشنير «إن هذا الاقتراح فكره جيدة للدراسة ونشجعها». ويلتقي كوشنير اليوم، بعدد من القادة الاسرائيليين بعد لقائه المفترض مساء امس بالرئيس الفلسطيني.