مصر: مبارك وصالح يبحثان أزمة عمليات القرصنة بالقرن الأفريقي

مصادر يمنية: صنعاء تخشى من تدويل البحر الأحمر

الرئيس المصري حسني مبارك لدى استقباله الرئيس علي عبد الله صالح في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

بحث الرئيسان حسني مبارك وعلي عبد الله صالح، خلال لقاء قمة مصرية يمنية جمعتهما في القاهرة أمس أزمة عمليات القرصنة في منطقة القرن الأفريقي التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، فيما تحدثت مصادر يمنية إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن أن زيارة صالح تأتي على خلفية تعاظم القلق اليمني مما يلوح في الأفق من مخطط أميركي ـ أوروبي يستهدف تدويل البحر الأحمر. وقال المصدر إن الرئيس صالح تداول مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ثم مع الرئيس حسني مبارك القلق اليمني المترتب على تكثيف الحضور العسكري الأجنبي المتعدد الجنسيات في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر، ومخاطر ذلك على الأمن القومي العربي، وهواجس اليمن بأن ذلك يمثل مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل قبل سنوات، وقوبل برفض عربي شديد في حينه.

وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عقب انتهاء مباحثات الرئيس حسني مبارك والرئيس اليمني على عبد الله صالح والتي استغرقت حوالي ساعة ونصف ساعة وعقدت على المستوى الثنائي ثم الموسع بأن المباحثات تطرقت إلى موضوع القرصنة وتأثيره على الملاحة في باب المندب وخليج عدن وقناة السويس وأن الرئيس مبارك أكد أن مصر تستطيع أن تحمي مصالحها وتعي أوضاع المنطقة وأن الحل الناجح لهذه الظاهرة هو تكثيف جهود الجامعة العربية والمجتمع الدولي لاستعادة السلام في الصومال وإعادتها إلى وضعها كدولة مستقلة عضو في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

وقال عواد: للأسف الشديد ما يشهده الصومال من تدهور في الموقف الداخلي وصراع يحول دون تحقيق المصالحة بين أبناء الصومال الشقيقة يوصف في الأمم المتحدة بأنه دولة فاشلة وهذا أمر يحز في أنفسنا كعرب وأفارقة.

وقال عواد إن الرئيسين أعربا عن تطلعهما لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في جيبوتي مؤخرا بحسن نية من كافة أبناء الصومال. كما أعرب عن ضرورة استمرار الجهود المصرية واليمنية وجهود الجامعة العربية من أجل استعادة السلام والاستقرار لهذا البلد العربي والأفريقي الشقيق.

يذكر أن زيارة صالح الحالية لمصر هي زيارة مؤجلة حيث كان مقررا لها أن تتم في بداية الشهر الماضي ورافق الرئيس اليمني وفد ضم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء علي محمد ماجونو وسفير اليمن بالقاهرة عبد المولى الشمري.

وقال عواد إن المباحثات تطرقت إلى مستجدات الوضع العربي والإقليمي بتركيز خاص على التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتطورات على الساحة الفلسطينية في علاقاتها بالموقف الداخلي في إسرائيل ومحاولات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة في علاقاتها بجهود مصر بتحقيق الوفاق الوطني الشامل بين أبناء فلسطين وبين الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وفي علاقاتها أيضا بموقف التفاوض على قضايا الحل النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأعرب الرئيسان مبارك وصالح عن اقتناعهما أيا كانت نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة وأيا كانت توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة فان الأمر الضروري هو ضمان استمرار مفاوضات الوضع النهائي دون انقطاع على نحو يؤدي إلى الوصول إلى اتفاق سلام دون إبطاء. وذكر أن الرئيسين مبارك وصالح تلقيا تأكيدا من أن الإدارة الأميركية الحالية عازمة على ذلك وتريد أن تهيئ الأجواء لاستئناف التفاوض دون انقطاع أيا كانت نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة. وردا على سؤال حول ما تردد عن عقد اجتماع للرباعية الدولية مع أطراف عربية في شرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم قال السفير عواد إن هذا الكلام سابق لأوانه وقد تم طرح الفكرة بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لدى اجتماعهما في نيويورك الأسبوع الماضي.. كما تم طرحه من ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لدى اجتماعه مع سفير مصر في واشنطن سامح شكري.

وقال إن مصر ترحب بأي اجتماع للرباعية الدولية مع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والأطراف العربية الفاعلة حيث يأخذ الاجتماع علما ويحلل ويقيم نتائج ما توصلت إليه المفاوضات حول الوضع النهائي ويقوم الاجتماع بتسجيل كل النتائج حتى لا تضيع ولا يتم استئناف المفاوضات من فراغ في إطار الإدارة الأميركية المقبلة والحكومة الإسرائيلية الجديدة ويضمن تهيئة الأجواء المواتية لاستمرار عملية السلام دون انقطاع وصولا لاتفاق سلام يهيئ لأبناء الشعب الفلسطيني إقامة دولتهم المستقلة.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت المباحثات المصرية اليمنية قد تناولت عملية المصالحة العربية خاصة بين سورية والسعودية قال السفير عواد: لا أستبعد أن يكون قد تم في الاجتماع المغلق بين الرئيسين مبارك وصالح بحث هذا الموضوع ولكنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع في الاجتماع الموسع الذي شاركت فيه وأعضاء الوفد اليمني المرافق.

وردا على سؤال عما إذا كانت القمة المصرية اليمنية قد تطرقت إلى ميعاد عقد اللجنة العليا المصرية اليمنية خاصة بعد أن تم تأجيلها أكثر من مرة قال عواد إنه تم الاتفاق على عقد اللجنة ويتم متابعة التحضير لعقد اجتماعات اللجنة من جانب وزيري الخارجية في البلدين حيث أن هناك تكليفا واضحا من جانب الرئيس مبارك لوزير الخارجية المصري من أنه لا بد أن تنعقد اللجنة بعد أن يكون قد تم الإعداد لها بعملية تحضيرية تضمن نجاحها وأن تسفر عما تتطلع إليه من المزيد من الخطوات لتعزيز التعاون القائم والوثيق بين البلدين. وقال عواد إن زيارة الضيف اليمني والمشاورات التي أجراها مع الرئيس مبارك تكشف عمق العلاقات بين الرئيسين مبارك وصالح ورسوخ العلاقات المصرية اليمنية وحرص الزعيمين على استمرار توثيق علاقات التشاور والتنسيق فيما بينهما وتعزيز علاقات التعاون القائمة بين مصر واليمن الشقيق في كافة المجالات.