مئات الفلسطينيين يحتشدون في الأقصى لحمايته من المستوطنين المتطرفين

مواجهات في عكا بعد اعتداء يهود على عربي في يوم كيبور

صبية يهود يلهون على الطريق السريع في القدس المحتلة الذي يخلو من السيارات بسبب عيد السنة العبرية "يوم كيبور امس (ا ب)
TT

تجاوباً مع نداء دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ومؤسسة الدفاع عن الأقصى في اسرائيل، اعتصم المئات من المصلين المسلمين في باحة الحرم القدسي الشريف الذي يضم بين جنباته المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة، الليلة قبل الماضية وامس، من اجل صد المستوطنين المتطرفين الذين دخلوا الباحة بحماية الشرطة وأقاموا فيها الصلوات.

وكانت مجموعات يهودية من قوى اليمين، بينهم رجال دين وسياسيون مثل عضو الكنيست من حزب الاتحاد القومي، أوري أرئيل، وغيرهم قد بدأت منذ صبيحة اول من امس تتدفق على باحة المسجد الأقصى وتزور أركانه وتقيم الصلاة اليهودية فيه. وإثر ذلك، قامت دائرة الأوقاف بسد بعض أبواب الحرم الشريف لمنعهم من دخوله، فيما وجهت في الوقت نفسه «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» نداء الى المسلمين من فلسطيني مناطق 1948 واهل القدس للحضور والرباط المكثف في المسجد الأقصى، خاصة في ساعات الصباح الباكرة، وهي الساعات التي تشهد عمليات اقتحام متواصلة من قبل المستوطنين. ولوحظ ان الزائرين اليهود يتجولون في أماكن محددة وبشكل بدا مخططاً من جهة واحدة، إذ أن جميعَهم اتخذ مسار الدخول الى باحة الأقصى من باب المغاربة ووقفوا قبالة الصخرة المشرفة بين حوض الوضوء والمسجد القبلي المسقوف، ثم ساروا باتجاه المصلى المرواني وبمحاذاة الجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، ثم عند باب التوبة والرحمة، ثم بمحاذاة الجدار الشمالي للمسجد الاقصى، قبل ان يقفوا قبالة الصخرة المشرفة عند الدرج الشمالي. وبعدها تحولوا للسير بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد، قبل ان يخرجوا من باب السلسلة بمشي خلفي، باتجاه الصخرة والظهر إلى باب السلسلة. وبحسب رصد «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، فإن الكثير ممن يشاركون بهذه الاقتحامات والمسيرات يكونون حفاة الأقدام وهي إحدى الشعائر التي يتعمد هؤلاء تطبيقا لأوامر حاخاماتهم.

وفي حديث مع الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، مدير دائرة الأوقاف في القدس، قال «نحن نرفض رفضا قاطعا ممارسات هؤلاء المتطرفين ونعتبرها اقتحاما للمسجد المبارك، وهذا الأمر لا يجوز أبدا، فالمسجد الاقصى المبارك مسجد اسلامي وحق اسلامي، وقدمنا وأبدينا احتجاجا شديدا لما حصل اليوم». وأشارت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» إلى تصاعد الاقتحامات والمسيرات الجماعية اليهودية للحرم القدسي في الآونة الأخيرة، مجددة دعوتها لفلسطينيي عام 1948 إلى تكثيف وجودهم في الحرم بدءاً من الليلة ما قبل الماضية لحماية الاقصى.

الى ذلك، عاد الى الهدوء امس الى مدينة عكا شمال اسرائيل بعد مواجهات بين شبان عرب ويهود استمرت حتى ساعات الفجر، أوقعت 15 جريحاً بين العرب وتدمير عشرات السيارات والمحال التجارية. وانفجرت المواجهات عقب اعتداء يهود على شاب عربي دخل بسيارته الليلة قبل الماضية الى الجزء الشرقي من المدينة في عيد رأس السنة اليهودية «يوم كيبور».

وحسب الرواية اليهودية، فان شابا عربيا دخل بسيارته الى الجزء الشرقي بحجة انه يعود الى منزله في الحي. وزعم الشباب اليهود ان العربي اثار حالة من الازعاج، فهاجموه واعتدوا عليه. وهب لنجدته مجموعة من الشباب العرب مما أثار حالة من الفوضى. وانتشرت اخبار المواجهات في الاحياء العربية المجاورة بما فيها البلدة القديمة ليخرج المئات الى الشوارع. غير ان الشرطة تمكنت من السيطرة على الوضع وعاد الهدوء امس الى المدينة، كما اكد ذلك عضو المجلس البلدي احمد عودة.